جامعة العريش تشارك في ملتقى القادة الأول ضمن تحالف جامعات إقليم القناة وسيناء    بدء التشغيل التجريبي لمركز خدمات هيئة المجتمعات العمرانية بمدينة العلمين الجديدة    4 ابار مياه شرب تقضى على ضعف المياه بقرية الغريزات ونجوعها بسوهاج    السنيورة: لا يمكن استمرار ازدواجية الدولة و«دويلة حزب الله» في لبنان    أبوالفتوح: البيان المصري الدولي المشترك صفعة دبلوماسية تكشف الوجه القبيح لإسرائيل    الأهلي يعلن موعد مشاركة إمام عاشور في التدريبات الجماعية    فيرديناند: أين يتواجد صلاح بين عظماء البريميرليج على مر التاريخ؟    "لهذا السبب "وكيل رياضة أسيوط يوجه بغلق حمام السباحة بمركز شباب أبوتيج وإحالة المقصرين للتحقيق    نتائج بطولة كأس مصر للتجديف بالإسماعيلية.. نادي القناة يحقق الصدارة    مدير تعليم سوهاج يتابع انتظام امتحانات الدور الثاني لشهادة الثانويه العامه    الأحد.. ندوة «منظومة القيم والأخلاق بين الماضي والحاضر» بقصر الأمير طاز    مسابقة "دولة التلاوة"..وزير الأوقاف يتفقد لجان التصفيات من مسجد عمرو بن العاص    ياسمين عبد العزيز تعلن مشاركتها مع أحمد سعد في عمل جديد | شاهد    «الصحة»: فحص 8.3 مليون طفل بمبادرة الكشف المبكر وعلاج فقدان السمع لحديثي الولادة    رئيس استخبارات الاحتلال السابق: الفلسطينيون بحاجة إلى "نكبة" ليدفعوا الثمن    رئيس البرلمان العربي يعزي الجزائر في ضحايا سقوط حافلة نقل    في 3 أيام.. إيرادات "درويش" تتجاوز 8 ملايين جنيه    وقف تمدد حرائق الغابات في شمال غربي سوريا    إليسا تخطف الأنظار في العلمين الجديدة.. فستان وردي وحضور غير مسبوق    منال عوض: اتخاذ إجراءات تطويرية خاصة بمحمية وادي دجلة لتعزيز حمايتها والحفاظ على مواردها الطبيعية    إنفوجراف| ضوابط تلقي طلبات المستأجرين المنطبق عليهم شروط قانون الإيجار القديم    نائب وزير الصحة يكشف عن عدة سلبيات داخل منشآت طبية بالمنيا.. ويجازي عددا من الأطباء    ضبط 35 شيكارة دقيق مدعم و150 قالب حلاوة طحينية مجهولة المصدر في كفر الشيخ    بعد حريق محطة الحصايا.. إعادة تشغيل الكهرباء بكامل طاقتها بمركز إدفو    وزير الإسكان يوجه بالإسراع في تنفيذ مرافق الساحل الشمالي الغربي    نجم بيراميدز يتحدى الجميع: سننافس على كل بطولات الموسم.. ويورتشيتش «كلمة السر»    "حقوق أسيوط" تحتفي بمتفوقيها وتستعد لدعمهم ببرنامج تدريبي بمجلس الدولة    والدة الفنان صبحي خليل أوصت بدفنها بجوار والدها في الغربية    إصابة 9 أشخاص باشتباه في تسمم غذائي إثر تناولهم وجبات بمكان ترفيهي بالشرقية    تفاصيل إصابة 6 أشخاص في تصادم دراجات نارية علي طريق في الدقهلية    وزير الري يتابع موقف التعامل مع الأمطار التي تساقطت على جنوب سيناء    تنفيذ 47 ألف زيارة منزلية لعلاج لكبار السن بالشرقية    5 أطعمة تقلل من مستويات حمض البوليك في الجسم.. تناولها    السيسي يوافق على ربط موازنة الجهاز المصرى للملكية الفكرية لعام 2025-2026    تقليل الاغتراب 2025.. أماكن الحصول على الخدمة للمرحلتين الأولى والثانية    محافظ بورسعيد يعلن قبول جميع المتقدمين لمرحلة رياض الأطفال بنسبة 100%    بالفيديو: عبيدة تطرح كليب «ضحكتك بالدنيا»    التعليم: كتب وبوكليت مطبوع لتقييم الطلاب بالعام الدراسى 2026    موقف غير متوقع يختبر صبرك.. حظك اليوم ل مواليد برج الدلو 16 أغسطس    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : ولتكن البداية بميزان العدل والحق!?    يسري جبر: يوضح حكم زيارة قبور أهل البيت والصحابة والدعاء عندها    في صورة انتقال حر.. بيرسي تاو ينتقل إلى نام دينه الفيتنامي    لماذا يُستبعد الموظف من الترقية رغم استحقاقه؟.. 3 حالات يحددها قانون الخدمة المدنية    إخلاء سبيل الشاب عبد الرحمن خالد، مصمم فيديو الترويج للمتحف المصري الكبير بالذكاء الاصطناعي    تنسيق المرحلة الثالثة 2025 علمي علوم.. قائمة كليات تقبل من 50%    الصحة: تدريب أطباء الأسنان وتقديم خدمات مجانية ل86 مواطنًا    أمين الفتوى يوضح حكم من تسبب في موت كلاب بغير قصد وحقيقة طهارتها    محاكمة 6 متهمين في خلية «بولاق أبو العلا» الإرهابية| بعد قليل    وزارة الأوقاف تحدد 15 نقطة لاستغلال وقت الفراغ والإجازة الصيفية.. اعرفها    مصرع وإصابة 15 شخصًا في حادث تصادم ميكروباص بسيارة نقل بالوادي الجديد    عملة ترامب الرقمية ترتفع بنحو 2.3% على إثر قمة بوتين- ترامب    عمر طاهر عن الأديب الراحل صنع الله إبراهيم: لقاءاتي معه كانت دروسا خصوصية    بوتين يدعو كييف والقادة الأوروبيين إلى عدم عرقلة "التقدم الناشئ"    وزير الدفاع الروسي: المزاج ممتاز عقب المفاوضات في ألاسكا    بالأسماء.. تفاصيل إصابة 10 أشخاص من أسرة واحدة باشتباه تسمم جنوب المنيا    بقيادة صلاح.. ليفربول يفوز بصعوبة على بورنموث برباعية في افتتاح البريميرليج    مفاجآت في قائمة الزمالك لمواجهة المقاولون العرب    وزير الأوقاف السابق: إذا سقطت مصر وقع الاستقرار.. وعلينا الدفاع عنها بأرواحنا (فيديو)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سامح قاسم يكتب : في مديح النبوءة وسخاء الموهبة
نشر في محيط يوم 08 - 11 - 2011

هل يحملون سوى معاولهم ..معاولهم التي يهدمون بها مدن اليأس والقمع والتنكيل بالعقول والطيور والزهور ..ليقيموا ممالك الشعوب على أعمدة العدل، تحت ظل الحب، يزرعون الجمال ،لنحصد جميعنا الخير، والشمس الذهبية .

هل يملكون سوى ثمانية وعشرين حرفا، يشكلون بها مدنا فاضلة على أنقاض المدن، التي شيدها الطاغية بأسلاك شائكة، وعلق على جدرانها كماشات، وسياط، وعيون مفقئوة، وأسنان مقلوعة .

هل يملكون سوى ملايين اللوحات، التي تكشف كم هي حقارات الظلم، والجوع ،والغربة على فراش الوطن .

هل يملكون سوى ألاف النغمات، والقوافي، التي تأبى أن تعلو فوقها موسيقى الجنازات، التى يعزفها الطغاة لتشييع الحرية .

لا يملك الشعراء سوى هذه الآدوات، التي رغم بساطتها، وهوانها على الحكام ،إلا أنها يوما بعد يوم، مهدت الطرقات للرياح، لتدفع عربة الطغاة ، خارج الإطار، ويظل في الصورة، الثائرون في كل حدب وصوب ،يحملون لافتات يستنهضون بها الهمم، و يبددون بها ظلمة الظلم والهوان ..لافتات مجللة بأبيات صدح بها الشعراء، من فوق مآذن الحرية، ودقوا بحروفها أجراس المدينة، ليستيقظ الجميع للصلاة في عيد الوطن .

فعل هذا "الماغوط" في دمشق، التي وصفها بأنها عربة السبايا الوردية، وتحدى طاغيتها، زاعقا في وجهه " ضع قدمك الحجرية فوق صدري يا سيدي \ فالجريمة تضرب باب القفص \ والخوف يصدح كالكروان \ ها هي عربة الطاغية تدفعها الرياح \ وها نحن نتقدم ..كالسيف الذي يخترق الجمجمه" .

وفعلها "البردوني" في اليمن، الذي أخاله يدق أبواب مدن صنعاء ،وعدن، وتعز كل صباح، ليشد على أيدي أهلها ، محذرا إياهم من إخماد نير ثورتهم ضد الطاغية الذي وصفه بالمستعمر السري " فظيع جهل ما يجري \ وأفظع منه أن تدري \ يمانيون في المنفى \ ومنفيون في اليمن \ جنوبيون في (صنعاء) \ شماليون في (عدن ) \ وكالأعمام والأخوال \ في الإصرار والوهن \ خطى(أكتوبر) انقلبت \ حزيرانية الكفن \ ترقّى العار من بيع \ إلى بيع بلا ثمن \ ومن مستعمر غاز \ إلى مستعمر وطني \ لماذا نحن يا مربى \ ويا منفى بلا سكن \ بلا حلم بلا ذكرى \ بلا سلوى بلا حزن" .

وها هو أبو القاسم الشابي، يرسل رسالته الخالدة للطغاة، الذين توهموا أن لا صوت يعلو فوق صوت رصاصهم في الميادين التي بين ليلة وضحاها أزهرت بالياسمين ..أراه يشير في وجوهم بعلامة النصر وقبل ان يدير لهم ظهره ينطق حكمته الجليلة علها تلقى صدى لدى كل من تسول له أوهامه أن يسلك مسلكهكم "إذا الشعب يوما أراد الحياة \ فلابد ان يستجيب القدر \ ولابد للقيد أن ينكسر \ ولابد لليل أن ينجلي "

كذلك أبت روح أمل دنقل أن لا تعاتب كل المتدثرين بالخوف أمام شاشة التلفاز يشاهدون بأفواه مفغورة ،عناقيد الفل مدرجة بالدماء في كل ميادين مصر "قلت لكم مرارا \ أن الرصاصة التي ندفع فيها.. ثمن الكسرة والدواء : \ لا تقتل الأعداء \ لكنها تقتلنا ..إذا رفعنا صوتنا جهارا \ تقتلنا ، وتقتل الصغارا !"

هل كان يملك أمل والشابي والبردوني والماغوط وغيرهم من الشعراء الحقيقيين سوى النبوءة وسخاء الموهبة وعظمة التثوير ضد القبح بكل ما فيه من معنى !


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.