مالعبتش وأنا طفل أنا وزوجتي وجهين لعملة واحدة "أوراق التوت" يقدم فكرة تصحيح الدعوة بعد الثورات يختلف الفكر احترف التمثيل وهو في سن الطفولة.. ووقف أمام صرح فني مثل فاتن حمامة.. وأتقن فنون الغناء والرقص بجانب التمثيل.. ودرس الإخراج السينمائي وكتابة السيناريو في المعهد العالي للسينما الذي تخرج فيه مخرجا ورصيده في عالم الإخراج السينمائي فيلما واحدا من تأليفه وإنتاجه هو "شباب على كف عفريت". تمرد على العمل مع المخرج الكبير يوسف شاهين بخلاف جيله من الفنانين اللذين تمنوا هذه الفرصة، وقرر التوقف عن العمل معه بعد مشاركته بالبطولة في فيلم "اليوم السادس" مع الفنانة الكبيرة داليدا.. الفنان محسن محي الدين الذي ابتعد عن الفن لفترة طويلة كان يدرس وقتها علوم الدين، وينتج ويألف الكارتون. عاد العام الماضي نجما مثلما ابتعد عن المجال الفني ليشارك في دراما رمضان الماضي بمسلسلين "المرافعة" و"فرق توقيت"، كما يشارك هذا العام في مسلسلين جديدين هما "أوراق التوت" و"زواج بالإكراه". حاورته شبكة الإعلام العربية "محيط" حول بداياته وسنوات الابتعاد ودراسته للدين الإسلامي، ثم العودة، وأيضا تطرقنا إلى الحديث عن حياته الشخصية وأدواره التي يجسدها في أعماله الجديدة، وقد نشرنا منذ أيام قليلة الجزء الأول من حوارنا معه، وإليكم الجزء الثاني من الحوار: ماذا استفدت عندما وقفت أمام سيدة الشاشة العربية في "أفواه وأرانب" وفؤاد المهندس في "سك على بناتك"؟ هؤلاء كانوا في العصر الذهبي، وهم بالفعل فنانين ذهبيين، أول شيء أنهم يعلمون الفنان الالتزام، مثلا فاتن حمامة تحضر التصوير قبلها بساعتين، حاليا النجم يأتي التصوير بعد الموعد بساعتين!! فاهمين النجومية غلط؛ لأن النجومية مسئولية. زمان كان الممثل الكبير لا يهين أي ممثل آخر حتى لو كان صغيرا، فمعنى أنني أحضر متأخرا وليس في الموعد المحدد يعني أنني لا احترم أحد وأنني فوق الكل، هذا لا يعتبر نجم، بل النجم هو من يكون قدوة للصغيرين، بأنه يكون أول واحد ملتزم، وأول واحد يقوم بعمل علاقات طيبة مع كل من حوله لأنه لم يأتي من كوكب آخر، فالنجومية هي عملية التزام وتعب والتفكير في كيف تفيد الناس ولا تضرهم.. هذه هي النجومية التي تعلمتها، وهذا هو ما جعل جيل العصر الذهبي مستمر. لو يعرض أمامك فيلم "أبيض وأسود" وفيلم آخر بالألوان ماذا ستختار؟! الأبيض والأسود؛ وذلك لأن الفنانين وقتها كان عندهم إخلاص لذلك أعمالهم عايشة ومستمرة؛ ولأن من يضحك وقتها لم يكن من أجل الضحك فقط، بل كان يعلم أيضا؛ فالأفلام كانت تقدم بإخلاص، والناس كلها متكاتفة، ولم تكن المسألة مرمة ولقمة عيش وحسب، بل كانت بالنسبة لهم مسئولية التعليم. يوسف وهبي مثلا قدم أفلاما رائعة مثل "سفير جهنم"، "الأخت المحامية"، "بيومي أفندي"، فالموضوعات التي كان يطرقها لها قيمة وتقوم بتثقيف المجتمع؛ ولذلك هي عايشة حتى الآن وتشاهدها وكأنك تشاهدها لأول مرة، لكن حاليا يوجد أفلام كثيرة جدا نضطر لاستبدال القناة بعد أن نصل لمنتصف الفيلم ولم نكمله، باستثناء القليل من الأعمال. هل المادة أفسدت المناخ الفني بشكل عام؟ ليس ذلك فقط، فزمان أيضا كانت هناك مادة وحياة صعبة، وكنا نعيش نفس المشكلة التي نعيشها حاليا، وكان هناك طوابير وسلع غير موجودة وأسعار مرتفعة وتضخم وزحمة، لكن الحياة زمان كانت مختلفة عن الوقت الحالي؛ لأن الناس كانوا يعيشون بالفطرة، وكان بداخلهم مشاعر العطاء ومساعدة الآخر، يقفوا بجانب بعضهم البعض، من تطبخ طبخة بسيطة مثلا توزعها على البيت كله، أتذكر أمي وستي رحمهم الله عندما كانا يطبخا حلة "رز بلبن"، كانا يوزعا على جميع الشقق أطباق صغيرة، وهذه أشياء من الدين، كانت تعمل بركة وتسهل على الناس الحياة؛ لأنها تشعرهم بأن من سيقع سيجد 100 شخص يحمله، لكن حاليا نجد "يالة نفسي" و"أنا ومن بعدي الطوفان"؛ لذلك كانت زمان الحياة أبسط وأسهل وألذ من الآن. فيلم "شباب على كف عفريت" كتبت السيناريو الخاص به وأخرجته وأنتجته أيضا لماذا لم تعيد هذه التجربة مرة أخرى؟ كل الأعمال التي أقدمها أقوم بكتابتها، حتى الكرتون، كنت أعلم الأولاد سنة الرسول عليه الصلاة والسلام، والسنة صعبة فكيف توصلها للطفل بشكل سلس؟ وألا تكون مثل الأب والأم يأمران أفعل ذلك أو ذاك؟، فكنت أقول للأطفال أن الأشياء تشهد عينا إذا كنا نطبق السنة أم لا، وهذه الأشياء هي التي تعلمنا وليس شيء مباشر. وأي شيء أقوم به بشكل عام أحاول أن أضع فيه فكري أو وجهه نظري. كيف كانت العودة بمسلسل "المرافعة" و"فرق توقيت"؟ كنت ناوي أنزل بفيلمي الجديد "الخطاب الأخير"، وعندما سمعوا أنني سأنزل بفيلم عرضت علي المسلسلات. ماذا ينتظر "الخطاب الأخير" كي ينطلق؟ هو عمل فني جدا؛ لذلك لازم أني أنا اللي أخاطر بيه وليس شخص آخر. متى سينطلق؟ أدعولي أجيب حقه. وماذا عن مسرحية الصفحة العاشر التي كنت تنوي تقديمها؟ ماتعملتش؛ لأن كل فترة يتغير رئيس القطاع، وكل شخص يأتي بأفكاره أو ميزانيته أو بالموسم الذي يريد تنفيذه. أحكي لنا عن محسن الأب والزوج بعيدا عن الشاشة؟ صاحب.. فأهم شيء أن تكون العلاقة في الأسرة صحوبية وليس مهيمن أو مسيطر؛ فأنا أبني حاليا كبير ولي أحفاد أتعامل معهم كطفل صغير ألعب معهم وأفعل ما حرمت منه وأنا طفل؛ لأني مالعبتش وأنا صغير؛ كنت أعمل في التمثيل الذي يلتهم كل الوقت وكان كل لعبي في الأستوديو. أما الزواج فأرى أن كل زوج وزوجة نصفين لعملة واحدة، أنا زوجتي نسرين هكذا، طباعنا واحدة، ومزاجنا ذي بعض، لكن ابني وبنتي مثلا طباعهما مختلفة عننا، نحن لنا مزاج وهما لهم مزاج!، وكل من يجد نصف الآخر سيجده يتبع نفس تفكيره وحياته وطريقته، وهذا كي يستطيعوا أن يتحملوا ويستمروا في الحياة. ألم تتعصب في المنزل؟ بتعصب طبعا، لكني أكون هاديء لفترات طويلة وعندما أتعصب أكون شديد العصبية. متى تكون ديكتاتورا؟ في العمل، عندما أكون كاتب عمل أو بخرجه؛ حيث يكون لي وجهة نظر أريد تحقيقها؟ لو فاجأك أبناءك أحمد ورنا أنهما يريدا التمثيل ما هو رد فعلك؟ جعلتهم يمثلا بالفعل وهما أطفال، ثم رفضوا التمثيل بعد ذلك؛ فرنا قدمت من أجلها مسرحية "نسرين صانعة الألعاب" وهي طفلة، بعد المسرحية قالت لي "لا يمكن أمثل". كما قدمت لأحمد "وليد وألمه العجيب" وهو طفل، وكان يمثل مع الكارتون، وقال لي بعدها "لا يمكن أمثل" على الرغم من أن تخصصه جرافيك ويحب الرسم، لكنه يقدم فنه بالرسم؛ لذلك كل منهما فنانا ولكن بشكل آخر. لماذا رفضا التمثيل؟ لأنهم رأوا المهنة وتعبها، وكل منهم له فكره وطريقته في الحياة، وفي ناس تستحمل التمثيل وناس لا، ففي كثير من الأوقات نعود من العمل فجرا أو في الصباح. تجسد شخصية أمير هندي حاليا في مسلسل "أوراق التوت" التاريخي، ما الإضافة التي سيتركها هذا الدور لمحسن محي الدين؟ هو مش دور بل عمل ككل. العمل إنتاجيا ضخم جدا، لكنه يحمل فكرة مهمة جدا وهي تصحيح الدعوة، فكيف أن الدعوة الحقيقية تصل بك إلى أن تكون أخلاقك حلوة وتتعامل مع الناس بحب وعطاء، الناس وقتها ستختلف حتى لو لم يكنوا على نفس دينك، بل البلد بأكملها ستختلف، مثلما كان النبي عليه الصلاة والسلام الوحيد المؤمن وسط العالم كله، وبأخلاقه غير في العالم كله، فكوني اشترك في عمل مثل هذا سيضيف لي كمؤمن بشيء أريد أن أوصله. ماذا عن الشخصية التي تجسدها؟ أمير اتهموه بقتل أبوه الإمبراطور؛ فيعاني من خلال هذا الموضوع، ويرى المؤامرات والأمور السياسية الموجودة في البلاط، ويصل من الحياة والظلم الذي عاشه إلى أن يفهم معنى الإسلام. حدثنا عن دورك في "زواج بالإكراه"؟ الإحساس بالطاقة يعطي لديك إحساس بالألوهية عندما يكون عندك مال أو سلطة، وهذه القوة تجعلك تتصور أنك تستطيع تغيير كل شيء، لكنك تكتشف في النهاية أنك لا تستطيع تغيير أحد بعدما يسحب البساط من تحت قدمك. كيف ترى المشهد الفني حاليا ولماذا عدت تحديدا في هذا التوقيت؟ أشارك حاليا في أعمال لأنني لدي وجهة نظر دائما؛ أنه بعد كل ثورة يختلف الفن، مثلا بعد ثورة 1952 أنتجت أفلاما أصبحت تاريخ السينما مثل "رد قلب" و"غروب وشروق"...، أفلام لها ثقل وكان الناس لديهم استعداد بأن يروا هذه الأفلام لأنها عندها فكر جديد، لكن في الحرب والنكسات والأزمات يبحث الناس عن الأفلام التي تخرجهم من الاكتئاب، فتكون الأفلام كلها مالهاش معنى، يادوب تخرجهم من الأزمة اللي هما فيها ثم ينسوها، مثلا نوعية جميع أفلام فترة نكسة 67 كانت كلها "لايت"، ومثل فترة العشرون عاما التي عشناها الفترة الماضية، كلها "لايت"؛ لأن الناس كانت تعبانة، وعندما وصلوا لدرجة الغليان انفجروا، ففترة ما بعد كل ثورة يكون هناك فكر مختلف، كما يكون الناس على استعداد أن تسمع منك.