دعا وزير النفط الإيراني بيجان نامدار زانجنه اليوم الأربعاء زملائه في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) للسماح لبلاده باستعادة حصتها من سوق النفط العالمية مع توقيع الاتفاق مع الدول الغربية بشأن البرنامج النووي الإيراني الذي سينهي الحظر الدولي المفروض على النفط الإيراني. وقال الوزير أمام مؤتمر حول صناعة النفط في العاصمة النمساوية فيينا "حصة إيران السوقية مهمة للغاية بالنسبة لنا". جاء ذلك قبل يومين من اجتماع وزراء نفط أوبك في مقر المنظمة بمدينة فيينا لمناقشة مستقبل مستويات الإنتاج. كانت العقوبات الدولية التي تم فرضها على إيران بسبب النزاع النووي قد أدت إلى تراجع حاد في إنتاجها النفطي ليصل إلى 8ر2 مليون برميل يوميا. وتعتزم إيران الانتهاء من الاتفاق النووي مع الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن زائد ألمانيا بنهاية حزيران/يونيو الحالي. ويستهدف هذا الاتفاق كبح قدرة إيران على تطوير مواد نووية يمكن استخدامها في إنتاج الأسلحة مقابل رفع العقوبات الدولية المفروضة على طهران. ويتوقع زانجنة زيادة إنتاج إيران النفطي بمقدار مليون برميل يوميا بعد ستة أو سبعة أشهر من رفع الحظر عن النفط الإيراني وغيره من العقوبات الدولية. وقال أمام المؤتمر الذي يشارك فيه وزراء نفط أوبك الآخرين "أنا واثق من أن الدول الأعضاء في أوبك ستنسق وتدرس عودة إيران إلى السوق". لكن محللين يقولون إن الدول العربية والأفريقية واللاتينية الأعضاء في أوبك لن تتحمس لخفض إنتاجها لمصلحة إيران. وقال إحسن الحق المحلل في مؤسسة كيه.بي.سي الاستشارية في بريطانيا إن "كل واحد يحاول زيادة حصته السوقية". تضم أوبك 12 دولة هي السعودية والإمارات العربية والكويت والجزائر وقطر وإيران وفنزويلا ونيجيريا والإكوادور وأنجولا وليبيا والعراق. في الوقت نفسه قال المحللون إن إيران ستواجه صعوبة في زيادة إنتاجها النفطي بسرعة بسبب غياب الاستثمارات الجديدة في حقول النفط وصناعته خلال السنوات الأخيرة. وقال محللو أسواق السلع في مصرف كوميرتس بنك الألماني "العودة السريعة لإنتاج النفط الإيراني إلى مستويات ما قبل فرض العقوبات غير محتملة". كان وزراء أوبك قد ألمحوا إلى عدم الحاجة لاتخاذ قرار بخفض الإنتاج في اجتماع الجمعة المقبل رغم أن دول المنظمة تنتج أكثر من السقف المحدد رسميا وهو 30 مليون برميل يوميا. وقال محمد بن صالح السادة وزير الطاقة القطري "نظرة إلى سوق النفط اليوم، تشير إلى وجود عدد من أسباب التفاؤل بشأن الموقف العام له في الفترة المقبلة". وأضاف أن الطلب على النفط يتزايد مع تحسن الاقتصاد العالمي. يأتي ذلك في الوقت الذي انخفضت فيه أسعار النفط القياسي الأمريكي والأوروبي بنسبة 1% تقريبا اليوم ليصل سعر خام برنت الأوروبي إلى 23ر64 دولارا للبرميل وخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي إلى 40ر60 دولارا للبرميل. كانت أسعار النفط قد تراجعت بشدة في تشرين ثان/نوفمبر الماضي عندما رفض وزراء أوبك خفض الإنتاج رغم تزايد الضغوط على الأسعار وبخاصة في ظل المنافسة من جانب النفط الصخري في الولاياتالمتحدة. وقيل أن سبب موقف أوبك هو رغبتها في استعادة حصتها السوقية بعد أن تراجعت مكانة دول المنظمة مع ظهور لاعبين جدد في السوق من خارجها مثل روسياوالولاياتالمتحدة. في الوقت نفسه فإن العديد من دول أوبك تستطيع مواصلة الإنتاج في ظل الأسعار المنخفضة نظرا لانخفاض تكلفة الاستخراج لديها.