احتفل اللبنانيون كعادتهم باللغة العربية بطريقة مبتكرة لم يعتد عليها أهل لغة الضاد. وتحت عنوان "بالضاد" .. نظمت جمعية "أنا العالم" اللبنانية مهرجانا ترفيهيا في العاصمة بيروت للاحتفال باللغة العربية برعاية بلدية بيروت ووزارتي التربية والثقافة اللبنانيتيين. وأنزل هذا المهرجان اللغة العربية من: "عليائها" وجعلها تتخلى عن وقارها قليلا لتقترب من الجيل الجديد من الأطفال والشباب ، فأقيم المهرجان على أنغام موسيقى صاخبة ، وتم تنظيم مسيرة يقودها مهرجون من الشباب والفتيات يرتدون الأقدام الخشبية الطويلة وهم يحملون مجسمات لأحرف عربية ملونة، إضافة إلى تنظيم حفلات غناء للشباب بالفصحى مع موسيقى حديثة. ووزعت شابات لبنانيات ألعاب على الأطفال لتعليم اللغة العربية أو التطوع بكتابة أسماء الأطفال باللغة العربية على أذرعهم بألوان مياه في جو احتفالي مبهج يربط الجيل الجديد بلغته الأم بطريقة تلائم العصر. ولذا كان لافتا أن أغلب الحضور لم يكن من أنصار العربية التقليديين من مشايخ ومثقفين وأدباء وشعراء بل كان من الشباب والأسر التي اصطحبت أطفالها ليتعرفوا على العربية بشكل جديد. وقالت أمل بعلبكي مديرة جمعية "أنا العالم" التي نظمت الاحتفال - لوكالة أنباء الشرق الأوسط - إن هذا المهرجان هو ختام مشروع "بالضاد" حيث تم خلال المهرجان توزيع جوائز مسابقة لطلاب المدارس والجامعات الهدف منها ابتكار ألعاب تربوية وترفيهية باللغة العربية الفصحى . وأوضحت أنه بالنسبة لطلاب الجامعات فإن هذه المسابقة كان الهدف منها ابتكار تطبيقات إلكترونية وبرمجيات، للألواح الذكية باللغة العربية الفصحى (الهواتف المحمولة والأي باد والتابلت وغيرها) من أجل تعليم اللغة العربية الفصحى بطريقة مسلية . وقالت إنه تم توزيع الجوائز على الطلاب في هذه المسابقة ، إضافة إلى مهرجان يضم ألعاب ومهرجين وألعاب تنافسية وخطاطين وجرافيتي (رسم على الجدران) وغناء بالعربية ، كل ذلك بهدف جذب الطالب للغته العربية وتوعية أولياء الأمور والتربويين بأهمية تعليم اللغة العربية. وأضافت أن الهدف هو إظهار أن اللغة العربية هي لغة جميلة عصرية لينة ومرحة وممكن أن يتم استخدامها في كل الألعاب، فقط استخدمنا موسيقى أجنبية لأن الشركات المشاركة تضع الموسيقى الخاصة بها ، لكن العام العام القادم لن يكون هذا موجودا. واعتبرت أن اللغة العربية في لبنان تواجه مشكلة وتحتاج لقرار سياسي ، لافتة إلى أن المؤسسات تركز على إجادة اللغات الأجنبية وليست العربية وإذا نجح الطالب باللغة الأجنبية ورسب باللغة العربية يصبح ناجحا. ويشكو المثقفون والتربويون والمهتمون باللغة العربية في لبنان من تراجع الاهتمام بتدريس اللغة العربية في لبنان خاصة في المدارس الخاصة لصالح اللغات الأجنبية خاصة الفرنسية ، رغم أن تقارير لجمعيات لرجال الأعمال تؤكد تراجع أهمية الفرنسية في مجال الأعمال باستثناء التجارة والأعمال مع أفريقيا. ووصل الولع بالفرنسية إلى درجة أن بعض الأسر اللبنانية تخاطب أبناءها في بداية حياتهم بالفرنسية مما يؤدي إلى أن هؤلاء الأطفال لا يجيدون العربية رغم أنهم مقيمون في لبنان. وتسعى الخارجية اللبنانية في إطار اهتمامها بالمغتربين اللبنانيين إلى فتح مدارس لبنانية في المهجر لتعليم المنهج اللبناني واللغة العربية.