أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، اليوم الاثنين، عن أسفه لعدم تمديد الهدنة الإنسانية بين قوات التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية وجماعة الحوثيين في اليمن، مساء أمس الأحد، دون التمكن من تمديدها. وقال نائب المتحدث الرسمي باسم الأمين العام فرحان حق، إن بان كي مون "أعرب عن أسفه الشديد لانتهاء هدنة الأيام الخمسة الإنسانية أمس الأحد، دون صدور أي إعلان عن تمديدها". وانتهت، في الساعة الحادية عشرة بالتوقيت المحلي لليمن من مساء الأحد، الهدنة المشروطة بين قوات التحالف والحوثيين التي بدأت مساء الثلاثاء الماضي الساعة 23:00 بتوقيت اليمن (20:00 ت.غ)، لمدة خمسة أيام. ولم يشر المسؤول الأممي –الذي كان يتحدث للصحفيين بمقر المنظمة الدولية في نيويورك- إلى الطرف المسئول عن الإخفاق في تمديد الهدنة. لكن "حق" استدرك قائلا "إننا نريد وقفا على نحو حاسم للقتال في اليمن.. وإن أحد مخاوفنا الآن هي حدوث مجاعة في البلاد". وأضاف أن "اليمن عدد سكانه يتراوح بين 25 و26 مليون نسمة، وإذا اعتقدنا أنه بإمكاننا ايصال المساعدات الإنسانية الي مئات الألوف أو عدة ملايين، فإننا لن نكون قد حللنا المشكلة، لابد من ايقاف القتال وفتح جميع موانئ البلاد، إنهم يعتمدون بشكل كبير على استيراد مواد الغذائية من الخارج". ونفي بشدة فرحان حق صحة تقارير اعلامية أفادت بامكانية عقد مؤتمر للحوار بين أطراف الأزمة اليمنية، في مدينة جنيفسويسرا، الأسبوع المقبل. وقال: "لا أستطيع التأكيد علي صحة تقارير انعقاد مؤتمر جنيف الأسبوع المقبل.. نحن نعتقد أنه حتي يتوقف القتال في اليمن، فإن الحديث عن عقد مؤتمر جنيف سيكون افتراضيا". وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة الأسبوع الماضي أنه يعمل من أجل عقد مؤتمر للحوار (في دولة ثالثة غير السعودية أو اليمن) بين الأطراف اليمنية. وانطلقت في العاصمة السعودية الرياض، أمس الأحد، أعمال مؤتمر "إنقاذ اليمن وبناء الدولة الاتحادية" في حضور الفرقاء اليمنيين باستثناء جماعة "أنصار الله" المعروفة باسم "الحوثي". ويعد مؤتمر الرياض الذي يحتضن الفرقاء اليمنيين، باستثناء "الحوثي"، الأول من نوعه عقب اندلاع الحرب في اليمن إثر سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء ومفاصل الدولة بدءا من سبتمبر/أيلول الماضي، وتعوّل عليه أطراف يمنية ودولية، خاصة السعودية التي ربما تريد أن تكون مخرجاته الورقة الأساسية لمؤتمر جنيف، حسب خبراء وسياسيين يمنيين. ويشهد اليمن فوضى أمنية وسياسية، بعد سيطرة جماعة "أنصار الله" (معروفةب"الحوثي") على المحافظات الشمالية منه وفرض سلطة الأمر الواقع، مجبرة السلطات المعترف بها دوليا على الفرار لعدن، جنوبي البلاد، وممارسة السلطة لفترة وجيزة من هناك، قبل أن يزحف مقاتلو الجماعة، المحسوبون على المذهب الشيعي، باتجاه مدينة عدن وينجحون في السيطرة على أجزاء فيها من ضمنها القصر الرئاسي. ويوم 21 أبريل الماضي، أعلن التحالف، الذي تقوده السعودية، انتهاء عملية "عاصفة الحزم" العسكرية التي بدأها يوم 26 مارس الماضي، وبدء عملية "إعادة الأمل" في اليوم التالي، التي قال إن من أهدافها شقًا سياسيًا يتعلق باستئناف العملية السياسية في اليمن، بجانب التصدي للتحركات والعمليات العسكرية للحوثيين وعدم تمكينها من استخدام الأسلحة من خلال غارات جوية.