صدر عن دار موزاييك للترجمات والنشر والتوزيع في عمّان، كتاب "التخييل في عالم واسيني الروائي" للناقدة الدكتورة رزان إبراهيم، وجاء الكتاب في 326 صفحة من القطع الكبير. تضمّن الكتاب قراءات نقدية مغايرة في روايات واسيني الأعرج، حيث تعرض من خلال هذه القراءات للمنجزين الجمالي والموضوعاتي في أعمال الروائي الجزائري الكبير، كما ضم الكتاب بين دفّتيه 16 حوارية بين رزان إبراهيم والأعرج، حول عمله الأخير "سيرة المنتهى: عشتها كما اشتهتني" الذي سلسل فيه سيرته بأسلوب روائي. في قراءتها النقدية لنصوص الأعرج تحرص إبراهيم على إبراز جملة من دلالات إنسانية هي في الصميم من غاية المؤلف وقصديته. في وقت تعمل فيه على تحريك النصوص قيد المعالجة وفتحها على عوالم ممكنة تعين على تفسير الإشارات والتدليل عليها. وإذ تعكف الباحثة إلى تأمل نصوص الأعرج فإنها تستعين بمرجعيات نقدية نظرية دون الوقوع في مغبة استسلام تودي إلى تأطير القراءة وتجميدها. وعليه تخلقت قراءة النصوص بفعل آليات خاصة وإجراءات تفسيرية غير محصورة بأدوات ثابتة. وكان همها أن تلج في مسألة الإدراك الجمالي غير المنفصل عما هو ذهني. الكتاب يكشف أدباً توجه من خلال نماذج إنسانية متغايرة نحو حكاية الإنسان العربي ومعاناته. علماً أن سلسلة من إبداعات متتالية للروائي لم تمنع تفردا تبرزه تحليلات فنية للدارسة تثبت قدرة على تنظيم دلالات تعبيرية أشبه ما تكون بفعل الموسيقي يضع النوتة في المكان واللحظة المناسبة كي لا تضيع في الفراغ ذرة لا يحكمها نظام. كما تطمح من وراء الحوارية وفقاً لما يرد في الكتاب إلى أن تشكل مدخلاً أو نافذة مهمة لقراء تعنيهم قراءة السطور وما يقف خلفها لا بهدف التوجيه أو إعطاء منحى واحد للفهم أو التفسير، وإنما بهدف فتح الآفاق وإثراء أسئلة تتوالد عبر ما يمكن تسميته تلاقحا في الأفكار.