أعلن مسؤولون أن مسلحين يستقلون دراجات بخارية هاجموا حافلة تحمل أفرادا من إحدى الأقليات اليوم الأربعاء جنوبي باكستان، ما أسفر عن مقتل 45 شخصا على الأقل وإصابة نحو 10 آخرين. وقال وزير الإعلام في إقليم السند، شرجيل ميمون، إن ما لا يقل عن 6 مسلحين استوقفوا الحافلة التي كانت تحمل ركابا من الأقلية الإسماعيلية في مدينة كراتشي الساحلية. واقتحم المسلحون الحافلة وأمطروا الركاب بوابل من الرصاص. وأفاد مسؤول شرطة يدعى نجيب خان بأنه من بين القتلى ما لا يقل عن 16 امرأة . وقال ميمون إن الحافلة كانت تنقل أكثر من 60 شخصا في طريقهم إلى أحد المساجد عندما هاجمها المسلحون في موقع مهجور لدى خروجها من المدينة. وأضاف أن 11 شخصا مصابين بطلقات نارية يتلقون العلاج في اثنين من مستشفيات كراتشي. وأعلنت جماعة تابعة لتنظيم "الدولة الإسلامية" مسؤوليتها عن الهجوم. وقال متحدث باسم جماعة "جند الله" للإعلام المحلي :"سوف نواصل استهداف الكفار". يشار إلى أن "جند الله" هي جماعة انشقت عن طالبان باكستان وأعلنت الولاء لتنظيم "الدولة الإسلامية" العام الماضي. وقال مسؤولون في الشرطة لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن البحث أوضح وقوف مسلحين مرتبطين بتنظيم "الدولة الإسلامية" وراء انفجار دراجة بخارية مفخخة قتل شخصين أمام مسجد لأقلية البهرة في مارس الماضي . ومن ناحيته ، أدان رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف الهجوم ووصفه بأنه عمل إرهابي بشع، وتعهد بمواصلة العملية العسكرية ضد المتشددين الإسلاميين. وأدان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الهجوم "بأشد العبارات الممكنة"، وحث الحكومة الباكستانية على اتخاذ إجراءات سريعة لحماية الأقليات الدينية في البلاد. وقال بان كي مون في بيان "يتعين على باكستان، بوصفها عضومسؤول في المجتمع الدولي، أن تفي بالتزاماتها وتعهداتها تجاه حماية مواطنيها، بما في ذلك جميع الأقليات". كما أدان رئيس الوزراء الهندي الهجوم. ويعيش أبناء أقلية الاسماعيلية في مجمعات محاطة بأسوار في كراتشي ويسافرون فقط في قوافل نظرا للتهديدات الأمنية، حسبما أفاد أحد أبناء الأقلية الذي عرف نفسه باسمه الأول فقط "علي". يشار إلى أن أفراد الطائفة الاسماعيلية هم أتباع إمام يعرف باسم "أغا خان"، وينظر إليهم على أن معتقداتهم قريبة من المسلمين الشيعة مع بعض الاختلافات. وتعيش هذه الأقلية في بعض وديان منطقة الهيمالايا شمالي باكستان وفي مدينة كراتشي. وشهدت مدينة كراتشي هجمات طائفية متكررة خلال الأعوام الماضية، ويقطن المدينة نحو 20 مليون نسمة.