سقط قتلى وجرحى، اليوم الأحد، في مواجهات شديدة بعدة مدن في شرقي وجنوبي اليمن بين مسلحين تابعين لجماعة "أنصار الله" (الحوثي) وآخرين مناهضين للجماعة، بحسب مصادر قبلية وأخرى في تشكيلات مسلحة تسمي نفسها "المقاومة الشعبية". ومنذ 21 مارس الماضي، تشن طائرات تابعة لتحالف عربي، تقوده السعودية الجارة الشمالية لليمن، غارات على ما يقول التحالف إنها مواقع عسكرية تابعة للحوثيين والقوات الموالية للرئيس اليمني السابق، المتحالف مع الجماعة، علي عبد الله صالح. وقالت مصادر قبلية لوكالة الأناضول إن معارك بدأت منتصف ليل السبت - الأحد بين حوثيين ومسلحين قبليين في منطقة صرواح غربي محافظة مأرب، وأدت إلى سقوط ثلاثة قتلى من القبائل، وإصابة آخرين، إضافة إلى مقتل عدد كبير من مسلحي الحوثي لم يُعرف عددهم على الفور. وتابعت المصادر، التي تحفظت على نشر اسمائها، أن مسلحي القبائل، الذين يقاتلون في صف "المقاومة الشعبية" الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي، تمكنوا من السيطرة على عدد من المواقع العسكرية المهمة بعد أن كانت تحت سيطرة الحوثيين (دون تحديد هذه المواقع)، وأسرت أحد مقاتلي الجماعة، في الوقت الذي لا تزال فيه المعارك متواصلة. وبينما تقول الرياض إن غاراتها في اليمن جاءت استجابة للرئيس اليمني، المقيم في السعودية حاليا، عبد ربه منصور هادي، يضع مراقبون هذه العملية العسكرية ضمن صراع على النفوذ في المنطقة بين إيران الشيعية، الموالية للحوثيين، وبين السعودية السنية. وفي الضالع جنوب اليمن، دخلت مواجهات مسلحة بين مسلحين حوثيين وآخرين من "المقاومة الشعبية" يومها الأربعين، وسقط خلالها قرابة مائة قتيل من المدنيين و"المقاومة" ومئات الجرحى، دون معرفة حصيلة المواجهات لدى الحوثيين والقوات الموالية لحليفهم الرئيس السابق، علي عبد الله صالح، بحسب مصادر قيادية في المقاومة. وقالت المصادرللأناضول إن "المواجهات تتواصل في عدد من المواقع شمالي الضالع، ومنها مرتفعات الجرباء والخزان والمظلوم والسوداء، وتتعرض المدينة (الضالع) والقرى المجاورة لقصف مدفعي من قوات الحوثيين.. والمقاومة عازمة على السيطرة على كافة المواقع التي يتحصن الحوثيون فيها". وأفاد مواطنون في الضالع بأن الأوضاع الإنسانية تزداد سوءا بسبب المواجهات المسلحة، وندرة المواد الغذائية الأساسية والمحروقات (الوقود) وانقطاع الماء والكهرباء والاتصالات منذ بدء المواجهات أواخر مارس الماضي. وقال عبد الواحد صالح، وهو موظف حكومي، للأناضول إن "المنطقة تشهد حركة نزوح كبيرة من المدينة (الضالع) والقرى القريبة من المواجهات نحو مناطق آمنة في المحافظة نفسها". فيما قال أحمد مثنى، وهو عامل في منظمة غير حكومية محلية للإغاثة، إن "عدد الأسر التي نزحت تجاوز ثلاثة آلاف وخمسمائة أسرة أفرادها أكثر من عشرين ألف نازح". ويزيد من صعوبة الأوضاع أن آلاف الموظفين الحكوميين في المحافظة لم يتمكنوا من استلام رواتبهم لشهرين متتاليين، بحسب ما ذكره بعضهم للأناضول. وفي محافظة أبين، قال مصدر في "المقاومة الشعبية" إن "مواجهات دموية دارت، اليوم، في مدينة مودية بأبين بين مسلحي المقاومة الشعبية الموالية للرئيس هادي ومسلحي جماعة الحوثي والقوات الموالية لهم". وأضاف المصدر، الذي رفض نشر اسمه، في تصريح للأناضول، أن "المواجهات اندلعت في جبل عكد في أبين، وأسفرت عن مقتل وإصابة العشرات من الحوثيين والقوات الوالية لهم.. فيما قتل مسلح من المقاومة الشعبية وأصيب خمسة آخرون".