طهران : بعد توقف دام 33 عاما ، هبطت الثلاثاء بمطار طهران الدولي اول طائرة تابعة للخطوط الجوية المصرية "اسمارت" حاملة الوفد الايراني برئاسة مساعد الرئيس الايراني ورئيس منظمة التراث والسياحة حميد بقائي. وكان بقائي قد توجه الجمعة الماضية الى مصر على رأس وفد بدعوة رسمية من قبل وزير النقل الجوي المصري للتوقيع على اتفاق لبدء استئناف عمل خط جوي بين طهرانوالقاهرة. وقد اعلن مساعد الرئيس الايراني في تصريح صحفي ان الاتفاقية الرسمية التي ابرمت لاقامة خط جوي بين طهرانوالقاهرة توفر الارضية لتوسيع العلاقات بين القطاعين الخاصين في ايران ومصر خاصة في مجال الصناعات الجوية والسياحة والشؤون الاقتصادية الاخرى، معربا عن امله في ان يتعزز التعاون بين البلدين في كافة المجالات. واعتبر الاتفاقية الموقعة بين البلدين هامة وقال ان السقف المحدد في هذه الاتفاقية هو تسيير 28 رحلة جوية اسبوعيا نصفها للخطوط الجوية الايرانية. وذكرت صحيفة "الشروق " المصرية أن المسئول الإيرانى الرفيع نقل إلى الرئيس حسنى مبارك رسالة احترام وتقدير من نظيره الإيرانى عبر مسئول مصرى رفيع ومقرب من الرئيس المصرى كان له الدور الأبرز فى إقناع مؤسستى الرئاسة والأمن القومى بتحقيق الزيارة من منطلق المصلحة المشتركة بين مصر وإيران بوصفهما دولتين كبيرتين فى المنطقة ولهما تعاون فى العديد من الأطر المتعددة الاطراف بما فى ذلك حركة عدم الانحياز وتجمع الدول النامية الثمانى وغيرها. إلى جانب ذلك ، قام بقائى ببحث تعاون ثقافى واسع بين مصر وإيران، وافقت السلطات المصرية أن يمثل مصر فيه رئيس المجلس الأعلى للآثار زاهى حواس. وبحسب مصدر مصرى رسمى فإن الزيارات التى قام بها بقائى فى القاهرة، بما فى ذلك المزارات الدينية التى يعنى بها الشيعة، وللأقصر ومنطقة الأهرامات "تعبر عن استعداد مصرى محسوب لفتح باب تعاون اقتصادى وصناعى وربما ثقافى مع إيران". وقال مصدر أمنى رفيع، إنه من المقرر أن يعقد لقاء خلال الشهر الجارى بين وفدين أمنيين رفيعى المستوى من مصر وإيران للبحث فى أمر تسهيل التأشيرات بين مصر وإيران التى يقول مصدر إيرانى إن طهران تتمنى على القاهرة أن تبدى مرونة فيها. وحسب المصدر المصرى فإن القاهرة يمكن أن تبدى "تعاونا محسوبا" فى ضوء استمرار القلق المصرى من السماح بإصدار تأشيرات لإعداد كبيرة من الإيرانيين الراغبين فى زيارة المشاهد الدينية لأهل بيت الرسول فى مصر خاصة مسجدى السيدة زينب ومسجد السيد الحسين. يذكر أن طهران كانت قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع القاهرة في عام 1980 بعد نحو عام من توقيع مصر معاهدة السلام مع إسرائيل وقيام الثورة الإسلامية في إيران.