اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بسبب المناظرة التي دارت أمس الجمعة بين الباحث إسلام بحيري الذي أثار جدلا واسعاً خلال الفترة الأخيرة، والشيخ أسامة الأزهري، عضو هيئة تدريس جامعة الأزهر، والداعية الإسلامي الحبيب بن عمر الجفري، على قناة "cbc". ويتهم العديد من المصرين "البحيري" بالتطاول على كتب التراث الأديان والتشكيك في الأئمة الأربعة، نتيجة لبرامجه الأخيرة المثيرة للجدل التي يبثها على قناة القاهرة والناس. وتباينت ردود فعل النشطاء ما بين أن البحيري يتعمد الكذب على العلماء بشأن ما جاء في كتبهم، ويستغل جهل الناس و عدم قراءتهم لتلك الكتب،ووصفوه ب "المضلل"، وعن الجفري والأزهري أشار معظم النشطاء إلى أنهم كانا على قدر مشرّف من الهدوء والأخلاق ومثال جيد للداعية الإسلامي، واستفادوا منها كثيرا وأظهرت البحيري على حقيقته. في حين اعتبر آخرون أنها مناظرة ليس لها فائدة من الأساس، لافتين إلى أن شخص البحيري أقل بكثير من أن يخصص له مناظرة بحضور قامة من العلماء مثل الأزهري والجفري، وأنه لا يقوى على المواجهات الارتجالية التلقائية، مشيرين إلى أن وظيفته القراءة من أوراق معدة له مسبقا، منقولة عن نصوص صفراء استشراقية عفى عليها الزمن ،وهزمت منذ فترة طويلة. والبعض رأى أن مستوى أداء الشيخان مخيبًا للآمال، وقد أظهرت الحلقة أن البحيري معاه مفكر، وهم مثل المدرسين الحافظين. في حين طرح البعض سؤال قال فيه "ما هي الفائدة المبتغاة من وراء تشكيك البحيري في ثوابت الأمة الإسلامية، لماذا يبث سمومه ؟ ما هو الأجر الكبير العائد عليه من نشر أفكاره التي ما أنزل الله بها من سلطان ؟ ومن الذي يدفعه إلى ذلك ؟ . كما دشن النشطاء هاشتاج تحت اسم " الازهري_بحيري_الجفري " وتناول أهم التصريحات التي خرجت على لسان البحيري ورد المشايخ عليها وكان منها ما يلي: بحيري : "الصلاة أداء جسدي" ليرد عليه الجفري بأن " الصلاة لها جانب قلبي وجانب فقهي، والحديث عنها باستهانة خطأ.. ولا يجوز وصفها بأنها أداء جسدي، مضيفا، حد الردة أمن قومي.. والقتل يكون إذا كان ترك الدين يؤدى لتأليب قتال المسلمين.. وهناك أناس بدلوا دينهم ولم يقتلهم الرسول". بينما قال الأزهري: حديث إسلام بحيرى عن حد الردة مضطرب.. وحد الردة ليس متعلق بمجرد تبديل الدين ولكن بتكدير السلم المجتمعي ويؤدي للاقتتال". كما سأل الجفري، بحيري حول اعتقاده عن كون القرآن الكريم علم أم لا، قائلُا: "الفقه الحديث مع علوم القرآن تسمي علم ولا ليست علم"، فأجاب بحيري أنها ليست علم. وقال "الجفري" إن حديث "بحيري" يتضاد مع القرآن الكريم، مضيفًا أن العلم دين والله يقول "بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ". ومن أبرز مشاهد المناظرة ما قاله الجفري ل"بحيري"، حيث قال له "يشهد الله أني لا أكرهك يا إسلام، وأعلم أن لديك غيرة على الدين، والمشكلة في كلامك أنه لم يقم على بداية صحيحة، ولا يتم على أساس معرفة صحيحة". وانتقد الداعية الحبيب علي الجفري، الباحث إسلام بحيري، على استمراره في مقاطعته هو والدكتور أسامة الأزهري، قبل توضيح وجهة النظر للرد على تصريحاته، وقال له "إنت بتقاطعنا خايف نوضح للناس يا أستاذ". قال الحبيب علي الجفري، إن له الشرف أن يتبع إسلام بحيري إذا كان على الصواب، لكنه يرى أن "بحيري" مخطئ بسبب فهمه لأحاديث، على غير الصواب. أهم التعليقات الإعلامية رولا خرسا علقت قائلة: " في اختلافنا رحمة.. تدبروا بدل من أن تهاجموا". رئيس المعهد الأوروبي للقانون الدولي والعلاقات الدولية، محمود رفعت ،علق قائلا: "مصر تنازع أزمات أمن، اقتصاد، بطالة، كهرباء، وقريبا ماء، وتابع والإعلام يشتت الناس بين حجاب و بخاري، جرم العصور الوسطى، وأضاف، لست قلقًا على الإسلام، فكون النظام يستخدم الدين، ما هو إلا لعبة لإلهاء الشعب". محمد مرعي رئيس تحرير أحد البرامج الفضائية على " أون تي في " علق " بعد 20 أو 30 عامًا ستكون هناك أجيال لديها جرأة أكبر من عيسى وبحيري، وغيره في رفض تراث لا يتفق مع العقل والفطرة الإنسانية". وأكد الشيخ محمد محمود الطبلاوي، شيخ المقرئين ونقيب القراء، في تصريح صحفيه، أن إسلام بحيري ليس على استعداد لمواجهة هاتين القامتين العظيمتين - في إشارة للأزهري والجفري- لأن "بحيري" لا يمتلك دلائل على أخطائه التي تعدى بها على آيات القرآن والسنة النبوية وأئمة الإسلام، بحسب قول الطبلاوي. وقال الطبلاوي، إن هذه المناظرة أظهرت بالفعل أن "بحيري" كان على خطأ واضح والمقصود منه هو لفت أنظار الرأي العام تجاهه ويقصد بها شهرة . ونشر الجفري صوره تحمل الكثير من المعاني وكانت هي آخر تعليقاته على المناظرة.