أكد الشيخ صباح الأحمد الجابر آل صباح أمير دولة الكويت، أن المؤتمرين الاول والثاني لدعم الأوضاع الإنسانية في سوريا قد حققا نجاحا كبيرا، وأشار إلي أنهما ساهما في تأمين التعهدات المطلوبة من قبل الأممالمتحدة بنسبة 90 % خلال الفترة الماضية. وقال صباح خلال كلمته بالمؤتمر الثالث للمانحين لدعم الأوضاع الإنسانية في سوريا صباح اليوم الثلاثاء: إن الكارثة الإنسانية على مدى السنوات الخمس قد حولت شوارع وأحياء سوريا إلي دمار ومبانيها إلي اطلال وشعبها إلي قتيل ومشرد، وقد كشفت الأرقام المفزعة والحقائق الموثقة حول الأثار الاقتصادية والاجتماعية للأزمة التي نشرتها منظمات دولية وفقا لدراسات بحثية، أن الدمار هو العنوان الرئيسي لكافة المناطق في سوريا دون تمييز". وأوضح أن اعداد القتلي في سوريا تجاوز 210 ألاف قتيل وأن هناك أكثر 12 مليون شخص تم تشريدهم، بأوضاع معيشية مأسوية، واصفا الأزمة السورية بأنها مثل "الغارق في الرمال، كلما حاول التحرك أزداد غرقا". وأشار أن هناك 2 مليون طفل سوري لاجيء دون سن ال 18 لا يتمتعون بحقوقهم الصحية والتعليمية نتيجة ما تشهده سوريا من أوضاع، معربا عن تخوفه من أن يواجه الأطفال "مستقبل مظلم". ووصف صباح الاقتصاد السوري بأنه "في حالة انهيار شبه كامل"، مشيرا إلي أن خسائره تعدت ال 200 مليار دولار، بالأضافة إلي ارتفاع نسبة البطالة إلي 57 %، وارتفاع معدلات الفقر، وانخفاض معدل متوسط السن إلي 55 سنة. كما ذكر أن عدد اللاجئين السوريين في الخارج أصبحوا 4 مليون شخص، ليصبح أكبر مجتمع للاجئين في العالم، كما وجه الشكر لكل من سوريا ولبنان و الإردن و تركيا والعراق ومصر لما يقدمونه من خدمات انسانية ضخمة للاجئين السوريين، مشيرا إلي أن أزمة اللاجئين تركت أثارا سلبية كبيرة لدي دول المستضيفة للاجئين بالأضافة إلي ما تواجه من تحديات. وأشاد بالجهود الكبيرة لمنظمة الأممالمتحدة ووكالاتها الدولية المتخصصة في مجال اللاجئين، موجها الشكر لوكيلة الأممالمتحدة للشئون الإنسانية فاليري اموس لما بذلته من جهود. وأضاف: "لقد عجز المجتمع الدولي ولا سيما مجلس الأمن طيلة السنوات الخمس عن ايجاد حل ينهي هذا الصراع ويحقن دماء الأشقاء ويحفظ لهم كيان بلد جرحته مخالب الفرقة ومزقته أنياب الإرهاب"، مطالبا من أعضاء مجلس الأمن أن يتركوا جزء من مصالحهم وتوحيد صفوفهم للخروج بحل ينهي الصراع السوري. وأعلن أمير الكويت أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر عن تبرع بلاده ب500 مليون دولار لدعم الشعب السوري. وكان أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر آل صباح قد افتتح صباح اليوم أعمال وفعاليات مؤتمر المانحين لسوريا، بمشاركة وفود من 78 دولة و40 هيئة ومنظمة دولية.