يعقد أعضاء الحكومتين الألمانية والفرنسية اليوم الثلاثاء اجتماعا مشتركا في العاصمة الألمانية برلين. وتحت قيادة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند يجري وزراء الحكومتين مشاورات حول قضايا تتعلق بالسياسة الأمنية والاقتصادية والتعليمية. ومن المقرر أن تسبق تلك المشاورات محادثات بين ميركل وأولاند على نطاق ضيق، والتي سيتطرقان فيها إلى الأزمة الأوكرانية وأزمة الديون اليونانية وسقوط الطائرة التابعة لشركة "جيرمان وينجز" الألمانية في جبال الألب جنوبي فرنسا. وفي إطار المشاورات الحكومية التقليدية بين البلدين فإنه من المقرر توقيع اتفاقيات متنوعة من الجانبين. وتنص إحدى هذه الاتفاقيات على تخفيف الضرائب على دخول المتقاعدين الألمان المقيمين في فرنسا اعتبارا من عام 2016. ومن المقرر أن تفرض ضرائب على الألمان الذين يحصولون على معاشات يتم دفعها من التأمين الاجتماعي الألماني في فرنسا فقط، والعكس. وبحسب التقديرات، يحصل في فرنسا 72 ألف شخص على معاشات من التأمين الاجتماعي الألماني. كما من المخطط إجراء تسهيلات بالنسبة للمتخرجين في المعاهد العليا، حيث سيجرى إبرام اتفاقية لتنظيم الاعتراف بالشهادات الجامعية والفترات الدراسية المختلفة للبلدين، وهو ما يستدعي إلغاء الاختبارات الشاملة. وسيجرى أيضا تسهيل الاعتراف بشهادات الألمان المتقدمين للالتحاق بمهن تدريسية في فرنسا. ومن ناحية أخرى، تمضي فرنساوألمانيا قدما في خططهما لتصنيع طائرة أوروبية بدون طيار مع إيطاليا. وقبل المشاورات الحكومية في برلين، أخبرت وكيلة وزارة الدفاع الألمانية لشؤون التسليح كاترين زودر قادة الكتل الحزبية في البرلمان الألماني "بوندستاج" أنه من المقرر توقيع أول اتفاق حول المشروع خلال العام الجاري، يعقبه تقديم أول دراسة لتنفيذه. ومن المنتظر تطوير الطائرات المتوسطة، التي ستكون قادرة أيضا على حمل أسلحة، بحلول عام 2025. وسيغيب عن المشاورات الحكومية رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس، الذي ألغى زيارته لألمانيا بعد هزيمة الاشتراكيين في الانتخابات الإقليمية. وكان لا يعتزم فالس المشاركة في المشاورات الحكومية ببرلين فحسب، بل أيضا زيارة البنك المركزي الأوروبي في فرانكفورت. تجدر الإشارة إلى أن محور برلين-باريس يعتبر عامل استقرار هام في أوروبا. وفرنسا أول دولة بدأت مشاورات حكومية مع ألمانيا، وكان ذلك عام 1963. وتجري ألمانيا حاليا مشاورات حكومية دولية مع عشر دول.