أكد "جون ايميكا" المحلل السياسي النيجيري تعقيبا على الانتخابات الرئاسية النيجيرية أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أعرب عن ثقته في إمكانيه إجراء انتخابات نزيهة داخل نيجيريا مؤكدا أن تدخل أوباما ووزير خارجيته جون كيري كان له أثر كبير في توافق الأحزاب السياسية بنيجيريا ومعرفتهم لضرورة إجراء الحوار المتبادل فيما بينهم ومن ثم فهذه المؤشرات تعطي انطباعا متفائلا بشأن ماهو قادم في نيجيريا. وأضاف "ايميكا" الذي حل ضيفا داخل ستديو برنامج "Quadriga" على قناة "DW - TV" الألمانية في حلقة الأمس أنه على الجانب الاخر فهناك مخاوف بشأن العملية الانتخابية تتمثل في أن كل مرشح ربما يستخدم أساليب ملتوية وقضايا معينة لتوجيه الناخبين, كذلك أزمة حركة "بوكو حرام" في شمال نيجيريا, هذه الأزمة التي لم تنتهِ بعد وهذه القضية تبعث على القلق غير أن أهمية هذه الانتخابات تكمن في سهولة انتقال السلطة إلى الفائز بالسلطة, وهذه السلاسة تساعد على الاستقرار السياسي داخل البلاد. وأشار المحلل السياسي أن نجاح "بوكو حرام" عسكريا يعود إلى ضعف أداء وقوة الجيش النيجيري فضلا عن تراخي الحكومة في التعامل القوي والأمثل مع "بوكو حرام", مشيرا إلى أنه لايعتبر أن "بوكو حرام" قوة خارقة أو ذات شأن يجعل البعض يعتبرها مصدر تهديد مرعب, موضحا أن الإهمال العسكري والحكومي مع هذه الأزمة هو السبب في انتفاش هذه الجماعة التي تتغذى على سوء العلاقة بين الدولة والمجتمع, وكذلك العلاقة بين قوات الأمن والمجتمع, مؤكدا إنه للقضاء على "بوكو حرام" لابد من تطهير النظام الأمني بنيجيريا, وقيام الجيش بحماية المواطن, لا بحماية الجنرالات العسكرية التي تكتنز الملايين من الدولارات, في حين أن هناك مواطنين لايجدون قوت يومهم كما أن الجيش النيجيري لايتعاون بشكل كامل مع القوى والمهمات الدولية للقضاء على إرهاب "بوكو حرام." وعن المرشح الأفضل لرئاسة نيجيريا قال "ايميكا" أن المرشح "محمد بوخاري" هو البديل الأفضل لنيجريا وذلك لإنه يتمتع بنزاهة ويرفض كل أشكال الفساد على الرغم أن تاريخه غير مشرف في مجال الممارسة الديمقراطية ولكن ماتحتاجه نيجيريا الآن وهو الأهم إعادة الاحترام الدولي الذي فقدته خلال الفترة الماضية لمنصب الرئيس, و"بوخاري" هو الأقدر على القيام بذلك. "على حد قوله". ومن جانبه قال "روبيرت كابل" أكاديمي بالمعهد الألماني للدراسات العالمية والإقليمية أن "بوكو حرام" فقدت تابعين سواء على مستوى الشخصيات أو المناطق خلال الأسابيع الماضية لكنها لازالت قائمة في الشمال, وهى تنظيم قوي, ولديها سيطرة ميدانية واسعة على الجزء الشمال الشرقي من نيجيريا هذه الحركة بها حوالي 10 ألف مقاتل غير متمركزين, كما أن لديها القدرة على تنظيم مجموعات قتالية متعددة تمكنها من مواجهة الجيش النيجيري موضحاً أن "بوكو حرام" فقدت جزءا من المناطق في الشمال الشرقي, لأن الجيش التشادي والكاميروني مدعوما من فرنساوالنيجر تعانوا وتمكنوا من منازلة "بوكو حرام" في هذه المناطق وعلى الرغم من ذلك فإن "بوكو حرام" لازالت متماسكة لأنها حركة مرنة جدا وماوقع خلال الأسابيع الماضية لايعد انتصارا للقوات المتحالفة فما فقدته "بوكو حرام" من مقاتلين لايتجاوز 500 أو 800 مقاتل, والبعض منهم يفر خارج البلاد, وينتمي إلى هؤلاء المقيمين في الملاجئ, والتي يقدر عدد اللاجئين بها حوالي خمسة مليون,وكذلك يفرون إلى مناطق أخرى داخل نيجيريا. وعن سير العملية الانتخابية في نيجيريا قال أن "بوكو حرام" لديها القدرة على إعاقة العملية الانتخابية فقد قاموا باختطاف حوالي 350 شخص وهو مااعترفت به الحكومة النيجيرية, بالإضافة إلى أن "بوكو حرام" قامت بعرض قواتها وأبدت قدرتها على نشر مقاتليها خلف القوات النيجيرية أما الحكومة فهى بحاجة إلى وسائل دعم لوجيستي وبحاجة لجمع المعلومات الصحيحة عن أماكن "بوكو حرام" بشكل دقيق مشيرا إلى أن الحكومة لايمكنها السيطرة الكاملة على كل أقسام الشرطة الموجودة بنيجريا, وبالتالي فالعملية الانتخابية لن تمر بسلام خاصة في شمال شرق نيجيريا مؤكدا أن الرئيس النيجيري الحال جودلك جوناثان أهمل قضية "بوكو حرام" تماما, واهتم بالتنمية الاقتصادية في الجزء الجنوبي فقط, وعلى الجانب الآخر, فالمرشح "محمد بخاري" كان ديكتاتورا عسكريا, يسعى لكسب تعاطف المدنيين من خلال خطبه, حيث يتمتع بكاريزما معينة, ولديه بعض المؤهلات التي تمكنه من الوصول للسلطة لكنه يرى أن كلا المرشحين غير جيدين للحالة السياسية والأمنية الحالية في نيجيريا. وفي ذات السياق قالت "باتينا كواس" المراسلة السياسية الألمانية بجريدة "تاز" أنها تتفق مع القول بأن "بوكو حرام" فقدت بعض السيطرة خلال الفترة الأخيرة, ومن ضمن اسباب هذه المستجدات, هو الإعلان بأنهم "بوكو حرام" سيقومون باجتياح النيجر, والنيجر توجد في منطقة هشة جدا, حيث تلاحقها مثل هذه التهديدات من الشمال حيث توجد ليبيا, ومن الجنوب توجد "بوكو حرام" في نيجيريا, في الحقيقة أن "بوكو حرام" تعمل على اضطراب الأوضاع في الكاميرون, هذه الأمور والتداعيات كلها أدت إلى توحيد الجهود وتكوين حلف عسكري في هذه المنطقة, ومن الناحية العسكرية فبالفعل "بوكو حرام" فقدت السيطرة الميدانية, لكن من ناحية عمليات "الاختطاف", فلازالوا يهاجمون القرى والمدارس لبث الرعب بين الناس. وعن العملية الانتخابية في نيجيريا قالت المراسلة الألمانية أن هناك تشجيع كبير للمواطنين في الجزء الشمال الشرقي للذهاب إلى أقسام الشرطة, والمشاركة في عملية التصويت, وذلك لأن "بوكو حرام" أعلنت موقفها من هذه الانتخابات, واعتبرتها ضد الإسلام, مشيرة إلى أن الأعمال التي تقوم بها هذه التنظيمات لاتستغرق وقتا طويلا, فليس لدى هؤلاء أى مشكلة في اغتيال بضعة أشخاص أو القيام بعمليات تفجيرية أو تفجير أقسام الشرطة, والآن الكثير من مواطني الشمال لديهم تخوفات إزاء التصويت في العملية الانتخابية, والآن تم التحكم في المناطق الحدودية وإغلاقها, كما أن الفارين أو المتواجدين في الملاجئ هروبا من الأعمال الوحشية التي ترتكبها "بوكو حرام" ليس لديهم القدرة على التصويت في هذه الانتخابات, وأوضحت أنه في حال فوز "جودلاك جوناثان" بهذه الانتخابات, فربما تزداد حدة الأعمال الهمجية وحالات الاختطاف في الجزء الشمالي من البلاد, وسيضطر كثيرون للهرب. وختمت "باتينا كواس" المراسلة الألمانية حديثها مؤكدة أن الرئيس الحالى "جودلا جوناثان" والمنحدر من جنوبنيجيريا أمامه فرصة حقيقية للفوز بالانتخابات الرئاسية في حال القيام ببعض الإجراءات من شأنها التقدم بالبلاد ليس في الجنوب فقط بل في الشمال أيضا غير أن حادث اختطاف طالبات المدارس والذي انتشر بشكل عالمي وصار قضية رأى عام ربما يفقده هذه الانتخابات, ليس فقط من قبل المصوتين في الشمال.