بعد توقف دام سنتين، تعود الكاتبة والقاصة هدى توفيق إلى الإبداع من جديد، حيث انتهيت مؤخراً من كتابة أربعة أعمال إبداعية، تنتظر النشر. تقول الكاتبة في تصريحات خاصة ل"محيط"، انتهيت من كتابة أربعة أعمال إبداعية وأعمل الأن على تنقيح ومراجعة هذه الأعمال قبل إرسالها إلى النشر. أما العمل الأول، كما تشير القاصة والروائية فهو مجموعة قصصية بعنوان "سلامتك ياراسى" ويتكون هذا العمل من عشرين قصة قصيرة لا تتعدى حجم كل قصة صفحتان، وهى مكثفة ومركزة على نقطة محورية تدور حولها القصة دون اسهاب أو سرد طويل أو تفاصيل كثيرة، وتنوع المواقف والأشكال رغم هذا القصر الذى تتميز به المجموعة التى قصدت أن تكون بهذا الشكل القصصى. ومن نماذج لها قصة "سلامتك ياراسى"، "أعظم استاذ فى الوجود"، "ليتنى عصفور"، "خريطة العالم الجديدة". أما المجموعة الثانية بعنوان "عدوى المرح"، وهى قصص طويلة إلى حد ما وبها روح السرد والتفاصيل، وتتكون المجموعة من خمسة عشر قصة وتتعدد رؤى اللحظات الكاشفة لمعنى وجود الحياة ومدى قهر الإنسان أمام المجهول والقدر المؤسف فى أغلب الأحيان، وقد تحولت معظم عوالم هذه القصص إلى مناحى مغايرة تماما تدعو إلى السخرية والضحك من مدى العبث الذى نعيشه فى حياتنا كل يوم. وهذا ما يؤكده لنا معجزة القرن العشرين الفنان شارلى شابلن فى قصة "عدوى المرح"، أما العمل الثالث وهو رواية بعنوان "المريض العربى"، وهى رواية تستلهم من واقع لا يتجاوز العامين من عام 2012 إلى بداية 2014 أى فترة الحكم الإسلامى فى مصر فى هذه الفترة الشائكة التى تعيشها مصر منذ ثورة 2011، من خلال بطلين يمارسان لعبة الإنصات والحكى من مكانهما الثابت نتيجة لعجز حركى أصيبا به فجأة، وقد انفصلا عن العالم الخارجى لفترة من الوقت ليست بقصيرة، مما يدفعهما للبحث عن طريقة لمواجهة هذا التلاشى والعدم والعجز النفسى والحركى. وأخيرا العمل الرابع فهو عبارة عن نص أدبى على شكل رسائل بين حبيبين ربطهما الحب وفرقهما الزمان كالمعتاد فى قصص الحب، وأهم ما يميز هذا العمل أنها رسائل طويلة ليست فقط من أجل الكتابة عن العشق والحب والإخلاص بقدر ما هى نظرة شاملة ورؤية ذات نكهة فلسفية وتحليلية لكل الأمور المحيطة بنا. وهذه الرسائل تسجل مدى قيمة هذه الرسائل الخطية التى لم تعد تكتب بعد انهيار هذا العالم تماما بعد انتشار رسائل النت المختلفة والمتنوعة، من الإيميل والفيس بوك، وتويتر ومواقع التواصل الاجتماعى، التى أصبحت لغة العصر المتداولة والشائعة لذا أطلقت على هذا النص الأدبى رسائل لم تعد تكتب. هدى توفيق قاصة وروائية من محافظة بني سويف، حصلت على ليسانس الآداب قسم اللغة الإنجليزية بجامعة القاهرة، وعملت مدير تحرير سلسلة "كتابات جديدة" الصادرة عن الهيئة المصرية العامة للكتاب. صدر لها: مجموعات قصصية بعنوان "أن تصير رجلا"، و"عن عاقر وأحول"، "كهف البطء"، "مذاق الدهشة"،"الأمنية الأخيرة "، ورواية بعنوان "بيوت بيضاء". لها تحت الطبع، مقالات نقدية في القصة والرواية المصرية، مجموعة قصصية "الوجه الآخر للوحدة"، و"سلامتك يا راسي"، "عدوي المرح"، رواية "المريض العربي"، ونص أدبي بعنوان "رسائل لم تعد تكتب"، بالإضافة إلى مسرحية شعرية من فصل واحد. ومن المجموعات القصصية الجديدة نقرأ تحت عنوان "الغازية لازم تنزل": أسرة محمد طلعت البرنس وأبنائه الأربعة من مساكن حي الضاهر الشهير بعراقته وأصالته.. بمبانيه القديمة ذات الأسقف العالية، والشبابيك الطويلة. هذا الحي رغم الحداثة التي انتشرت فيه من عمارات حديثة "أبراج" مرتفعة الثمن، من يملك فيها شقة هو ملك، مازال يحتفظ بالبيوت ذات الطراز القديم.. والعائلات التي تتوارث عراقة البيوت التي سكن فيها أصحابها بإيجار زهيد للغاية؛ فمثلا شقة البرنس، كانت ميراث أبيه وأمه اللذين توفيا وامتلك الشقة وتزوج بها.. وأنجب أبناءه الأربعة، رغم أنها إيجار قديم الذي كان 160قرشًا، وارتفع بعد مفاوضات عديدة مع صاحبة البيت (انجى العجوز) إلى ثلاثين جنيهًا. إنجى العجوز التي تمتلك منزلا مكونًا من أربعة طوابق؛ كل طابق به شقتان : الشقة علي مساحة 120مترًا ، لا تحصل منه ما لا يتعدي 220جنيهًا ، والسيدة العجوز المسكينة تصرخ بحسرة وقهر لا مثيل له "يا ناس حرام عليكم دا عدل يا مسلمين 6شقق يجبو لي 220جنيه في عمارة ثمنها ما يقلش عن 4مليون جنيه، ربنا ياخدوكم يا ظلمة ربنا ياخدكم".