قال السفير الألماني في القاهرة هانس يورج هابر، إن الجانبان المصري والألماني يعملان حاليا على ترتيب ووضع برنامج الزيارة التي سيقوم بها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى برلين وتحديد النتائج المرجوة منها، مشيرا إلى أن الزيارة ستكون فرصة لإزالة أي شوائب ربما تعترض العلاقات في الفترة الماضية بعد أن تم توجيه الدعوة إلى الرئيس السيسي. وأشار هابر إلى أن الدعوة كانت قائمة منذ شهر سبتمبر الماضي في ضوء مكالمة هاتفية بين المستشارة الألمانية إنجيلا ميركل والرئيس السيسي واتفق الزعيمان على أن تكون الزيارة في أعقاب الانتخابات البرلمانية المصرية حتى يتسنى للرئيس أن يذهب إلى ألمانيا بعد انتهاء خارطة الطريق، مشيرا إلى أن الزعيمين التقيا على هامش المنتدى الاقتصادي في دافوس في سبتمبر الماضي وكان لقاءا طيبا للغاية. وأكد أن كل من التقوا الرئيس السيسي من الجانب الألماني يقولون انه منفتح للغاية و مستعد للحديث و مستمع جيد، مضيفا ان المباحثات المصرية الألمانية ستتطرق لعدد من الموضوعات مثل التعاون الاقتصادي والإرهاب والحقوق المدنية و الحريات، وفقا لما ذكرته وكالة الأنباء الألمانية. وأضاف السفير هابر، في مؤتمر صحفي عقد صباح اليوم بالسفارة الألمانية بالقاهرة، إن الدعوة وجهت على أساس أن الانتخابات ستجرى في نوفمبر الماضي ولكن المحكمة الدستورية اتخذت قرارها بعدم دستورية قانون تقسيم الدوائر، وتم تأجيل الانتخابات، و قد قام نائب المستشارة بتسليم الدعوة للسيسي، بعد أن تم تقديم الزيارة ما قبل الانتخابات البرلمانية. وردا على سؤال حول وجود مطالب ألمانية قبل زيارة السيسي ولقاء المستشارة الألمانية بالنسبة لتعديل قانون التظاهر قال إن الدعوة عندما تم توجيهها كانت في ضوء انعقاد الانتخابات البرلمانية في ظرف شهرين وكانت الفكرة أن الرئيس سوف يأتي بمكانة اكبر عندما تكون خارطة الطريق قد تمت، مشيرا إلى أن قرار المحكمة الدستورية العليا بعدم دستورية قانون تقسيم الدوائر أدى لتأجيل الانتخابات. وأضاف "ونحن نرى أنه لا ينبغي أن نترك شريكا مهما مثل مصر دون أن يكون هناك اتصالات و لقاءات على أعلى مستوى بين البلدين، وبالطبع ليس هناك أي شرط يرتبط بإتمام هذه الزيارة ولا حتى قانون التظاهر ولكن هذه القضايا ستكون مطروحة ونريد أن نستمع للسيسي حول رؤيته للمستقبل". فيما يتعلق بموعد زيارة السيسي قال "إننا بصدد تحديد موعد هذه الزيارة، وألمانيا ترأس مجموعة ال7 وتقليديا فان رئيس هذه المجموعة عليه أن يقوم بزيارة كل الدول الأخرى الأعضاء، ومن ثم فان ميركل جدولها مزدحم و لكن سيتم إيجاد بالطبع موعدا لإتمام الزيارة ". و أضاف أن مسألة وضع الدعم الاقتصادي الألماني لمصر في مقابل مخاوف حقوق الإنسان ربما كان صحيحا في الماضي و لكنه تغير الآن. وأشار هابر إلى أن الرئيس السيسي ليس رئيساً تقليديا ويؤكد دائماً في كلماته على مرجعية "ثورة يناير"، "لذا نتوقع أن يكون حوارا مختلفا معه. وهو يؤكد دائما أنه يركز على الشباب ونعتقد انه سيولى حرية التعبير والمجتمع المدني اهتماما خاصا ليس لمصلحة ألمانيا ولكنه أمر يصب في مصلحة مصر". و لم يستبعد السفير الألماني احتمال إبرام صفقات أسلحة قادمة مع مصر، مشيرا إلى انه ليس لديه علم بقرارات محددة لان المناقشات تكون سرية ولكن ليس من المستبعد أن يتم ذلك طالما أن السلاح سيتم استخدامه للدفاع عن مصر ضد تهديدات خارجية و ليس إلى الداخل. فيما يتعلق بجهود مكافحة الإرهاب، قال إن "هذا قاسم مشترك بين البلدين، ومصر في وضع مختلف إذ لديها إرهاب في شبه جزيرة سيناء وما يحدث في ليبيا وقتل المصريين هناك على أيدي داعش ونحن نعمل جاهدين من اجل أن لا تحدث مثل هذه الحوادث لدينا". وأوضح السفير الألماني أنه كان هناك قرار في 2013 من الاتحاد الأوروبي بأن يتم مراجعة كافة صادرات السلاح في مصر وعلاقة ذلك بالسلام الداخلي ويوجد الآن مناقشات داخل الاتحاد الأوروبي حول ما إذا كان هذا القرار صائبا أم يتعين تعديله ولكن لم يصدر تعديل لمثل هذا القرار بعد. أما فيما يتعلق بالنظام في ألمانيا، فتصدير السلاح للخارج ينظر لكل عملية على حده و لا يوجد قرار بالموافقة أو بالمنع ولكن ينظر لكل عملية على حده.