وصف البيت الأبيض الاثنين، تحذير نواب جمهوريين في مجلس الشيوخ الأمريكي (الغرفة الثانية في الكونجرس) لإيران في رسالة مفتوحة من أن أي اتفاقية مع الولاياتالمتحدة ستسقط بانتهاء حكم الرئيس الحالي باراك أوباما (يناير 2017) بأنه "استراتيجية حزبية وتقويض للسياسة الخارجية للرئيس أوباما ودعم مصالح أمننا القومي الأمريكي". وقال المتحدث باسم البيت الأبيض الأمريكي، جوش إيرنست، في موجزه الصحفي الاثنين، بواشنطن "سأصف هذه الرسالة بأنها استمرار لاستراتيجية حزبية لتقويض قدرة الرئيس (أوباما) على تنفيذ سياسة خارجية ودعم مصالح أمننا القومي حول العالم". ووجه 47 من أصل 54 عضواً جمهورياً في مجلس الشيوخ الأمريكي (من إجمالي 100 عضو) رسالة مفتوحة إلى إيران يحذرون فيها النظام الإيراني من عدم استمرار أي اتفاقية مع الولاياتالمتحدة بعد مغادرة الرئيس الأمريكي باراك اوباما للبيت الأبيض. وقالت الرسالة التي وقعها رئيس الاغلبية الجمهورية في المجلس ميتش مكونل "لفت انتباهنا ونحن نراقب مفاوضاتكم النووية مع حكومتنا أنكم ربما لاتفهمون بالكامل نظامنا الدستوري، لذا نود لفت انتباهكم إلى ميزتين لدستورنا هما أن القدرة على جعل الاتفاقيات الدولية ملزمة والاخرى هي وأن المناصب الإتحادية لديها طابع مختلف عن إحدها الآخر، وهو أمر يجب عليكم أخذه بنظر الاعتبار بشكل جدي بتقدم المفاوضات". وتابعت الرسالة "ينتخب الرئيس دورتين فقط مدة الواحدة 4 سنوات بينما اعضاء مجلس الشيوخ ينتخبون لعدد غير محدد من الدورات التي تمتد الواحدة منها 6 سنوات، فعلى سبيل المثال سيغادر الرئيس (باراك) اوباما منصبه في يناير 2017 بينما سيبقى اغلبنا في مناصبهم بعد ذلك، ربما، بعقود". وقالت الرسالة "إننا سنعتبر أي اتفاقية متعلقة ببرنامج الأسلحة النووية لم يصادق عليها الكونجرس مجرد اتفاق تنفيذي بين الرئيس (باراك) أوباما وآية الله (علي) خامنئي (المرشد الأعلى للثورة الإيرانية) لا أكثر". واعتبر إيرنست أن رسالة الجمهوريين "محاولة لتقويض هذه المفاوضات" مع إيران، وقال إن "ما يحاول الرئيس فعله هو محاولة استكشاف الخيار الدبلوماسي مع إيران، إلى جانب شركائنا الدوليين، لأنها ضمن المصالح العليا للولايات المتحدة وذلك لسببين، أولاً لأنها أفضل وسيلة بالنسبة لنا لطمأنة مخاوف المجتمع الدولي المتعلقة ببرنامج إيران النووي وللحصول على تعهد من إيران نفسها عدم تطوير سلاح نووي وتأكيد ذلك للمجتمع الدولي بنطاقه الأوسع". وأوضح أن "الاندفاع إلى الحرب أو على الأقل الاندفاع إلى الخيار العسكري الذي يدعو إليه العديد من الجمهوريين ليس في مصلحة الولاياتالمتحدة على الإطلاق". يذكر أن إيران ودول مجموعة( 5+1)، تضم الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن وهي "أمريكال وروسيا وبريطانيا وفرنسا والصين" بالإضافة إلى "ألمانيا" أخفقت في التوصل إلى اتفاق نهائي، بشأن برنامج طهران النووي، وتم تمديد المفاوضات إلى نهاية يونيو 2015، فيما استضافت إسطنبول آخر جولة مباحثات، في 29 يناير الماضي، شارك فيها مساعدو وزراء خارجية كل من إيران، وبريطانيا، وفرنسا، وألمانيا.