تباينت آراء نواب عراقيين إزاء تصريحات علي يونسي مستشار الرئيس الإيراني حسن روحاني للشئون الدينية ، والتي اعتبر فيها "إيران امبراطورية عاصمتها بغداد حاليا"، حيث أرجع نواب سنة التدخل الإيراني إلى ازدياد نفوذ تنظيم داعش في البلاد وتخاذل العرب، فيما اعتبر نواب شيعة الوجود الإيراني في العراق لا يتعدى الدور الاستشاري والتدريبي. واعتبر يونسي في تصريحات أوردتها وكالة أنباء الطلبة الإيرانية "إسنا" أن "إيران اليوم أصبحت امبراطورية كما كانت عبر التاريخ وعاصمتها بغداد حاليا، وهي مركز حضارتنا وثقافتنا وهويتنا اليوم كما في الماضي". وقالت انتصار علي (سنية) عضو الكتلة الوطنية (ليبرالية) بالبرلمان العراقي ل"الأناضول"، إن "احتلال تنظيم داعش للعديد من المحافظات أثر كثيرا على القرار العراقي وجعل الحكومة العراقية عرضة لضغوط خارجية كثيرة، رافقها عجز مالي كبير ونقص شديد بالاسلحة والمعدات القتالية وهو ما جعلها ضعيفة أمام الحد من أي توسع لدول الجوار في العراق". وأضافت أن "داعش تسبب بفقدان الحكومة السيطرة على السلاح في الشارع العراقي، وأصبح التدخل الإيراني واضحا رغم أن الحكومة أعلنت أن التدخل ينحصر فقط في الجانب الاستشاري، لكن واقع الحال أن هناك سيطرة للجانب الإيراني على ادارة المعارك في صلاح الدين (شمال)". وتابعت علي قائلة إن "موقف التحالف الدولي انحصر تدريجا في العراق بسبب التدخل الايراني، وزيارة رئيس أركان الجيش الأمريكي مارتن ديمبسي إلى بغداد اليوم هو لمعرفة موقف الحكومة العراقية من التدخل الإيراني". بدوره، قال مثال الالوسي رئيس كتلة التحالف المدني في البرلمان العراقي (سنية) إن "هناك تناغما امريكيا إيرانيا بشأن وضع العراق والمنطقة بصورة عامة"، مشيرا إلى أن التدخل الايراني في العراق يتم عبر اتفاق رسمي سيعلن قريبا. وأضاف الالوسي ل"الاناضول"، أن "هناك تناغما امريكيا إيرانيا حول العراق وحول مسائل عديدة في المنطقة، وهناك اتفاقية بين امريكاوايران بخصوص الوضع في المنطقة وسيعلن عنها قريبا، والان الولاياتالمتحدة تحاول ايجاد طريقة لتسويق الاتفاقية". وتابع أن "المنطقة تعاني من فراغات ومنها العراق خصوصا بعد الانسحاب الامريكي، ومع دخول داعش الى المدن العراقية، أصبح هناك فرصة اكبر للدخول الايراني الواضح في العراق، وهم الان يسيطرون على محوري سامراء وبغداد". ورأى الالوسي أن "الدول بالجامعة العربية خذلت العراق حكومة وشعبا بعدم مساندته بحربه ضد داعش وأصبحنا مجبرين على التعاون مع الجميع لقتال تنظيم داعش"، بحد قوله. ويشن العراق حملة عسكرية واسعة منذ الاثنين الماضي بمشاركة نحو 30 ألف عنصر من الجيش والشرطة وفصائل شيعية مسلحة وأبناء بعض العشائر السنية لاستعادة تكريت مركز محافظة صلاح الدين ومدن وبلدات أخرى في المحافظة من تنظيم "داعش". والحملة تعد أوسع هجوم ضد التنظيم منذ سيطرته على مساحات واسعة من شمال وغرب البلاد في صيف العام الماضي، وسط مخاوف من مصير المدنيين العالقين في الحرب. لكن ائتلاف دولة القانون (شيعي) اعتبر أن الوجود الإيراني في العراق لا يتعدى الدور الاستشاري والتدريبي كما هو الحال للدور الذي يلعبه التحالف الدولي عبر تقديم الاستشارات العسكرية وتدريب القوات الامنية العراقية لمواجهة "داعش". وقال عبد السلام المالكي عضو الائتلاف ل"الأناضول"، إن "ايران داعمة للعراق في الجانب الاستشاري وتقديم الاسلحة والمعدات القتالية، أما التدخل الايراني بصورة مباشرة لا وجود له على ارض الواقع، ولا نستغرب من الموقف الايراني الذي يندرج ضمن المساندة للجانب العراقي كما تقدمها التحالف الدولي". وتابع أن "التدخل الايراني في العراق جاء بعد استشعار بأن خطر داعش لا يعد تهديدا للعراق فحسب بل لكل المسلمين والمنطقة برمتها ومنها ايران، والدعم العسكري الايراني للعراق جاء بعد عدم التزام الجانب الأمريكي بتسليح القوات العراقية ضمن العقود المبرمة والتي تأخرت في تسليمها للعراق". وفي وقت سابق، نفى مسؤول بازر في الحشد الشعبي "متطوعون شيعة موالون للحكومة)، وجود قوات ايرانية نظامية تشارك الى جانب القوات العراقية وقوات الحشد الشعبي في معارك استعادة السيطرة على مدينة تكريت وناحيتي العلم والدور في محافظة صلاح الدين. وتكريت هي مسقط رأس الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، الذي دخل بحرب مع إيران خلال ثمانينيات القرن الماضي، استمرت ثماني سنوات، غير أنها تخضع لسيطرة تنظيم "داعش" منذ يونيو/ حزيران الماضي.