أقيمت مساء أمس بالمركز الثقافي المصري بالعاصمة المغربية الرباط ندوة بعنوان "مصر والمغرب: رؤى سردية متبادلة" تناولت الحديث عن دور التنقلات والترحال على مر العصور في خلق تمازج ثقافي واجتماعي وتجاري بين الشعبين. وقال الأستاذ الدكتور يحيى طه حسنين المستشار الثقافي للسفارة المصرية بالرباط - في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط - أن هذه الندوة تأتي فى إطار رسالة المركز الثقافي المصرى بالرباط فى مد جسور التواصل بين الثقافتين المصرية والمغربية وذلك من خلال الرؤى المتبادلة في كتابة أدب الرحلات. وأكد أن الندوة - التي حضرها سفير مصر بالرباط أحمد إيهاب جمال الدين - ناقشت مشاهدات لرحالين مغاربة عبر العصور والتي يملك كل منهم رؤية وفكر قد تختلف عن الآخر لكن في النهاية يتفقون على الهدف وهو نقل الصورة الجميلة. وقال الدكتور يحيى إن الكاتب الصحفي بصحيفة الأهرام أيمن عبد العزيز - صاحب كتاب "المغرب في عيون مصرية"- حكى في الكتاب قصته مع المغرب منذ عام 2007 إلى عام 2013 من انطباعات ورؤى ومشاهدات عينية ومواقف شخصية وجولات في مدن المملكة. من جانبه قال الكاتب أيمن عبد العزيز أن سبب تأليفه الكتاب هو ما لمسه منذ أول مرة يأتي فيها إلى المغرب من حب كبير جدا لمصر تعجز الكلمات عن وصفه والتعبير عنه ما أشعره بشيء من الالتزام الشخصي بضرورة نقل هذه الصور من المحبة والتقدير من الأشقاء المغاربة للقارئ المصري بشكل خاص. ولفت الكاتب إلى ما تناوله في الكتاب عن دور المرأة في المجتمع، والمطبخ المغربي، والحمام المغربي وفوائده، وقطاع المواصلات في المملكة نظرا لما يشهده من تطور، إلى جانب اللا مركزية في المغرب، بالإضافة إلى أهم المزارات والأماكن السياحية، لافتا إلى أنه لم يغفل في الكتاب التنويه إلى عشق المغاربة لمصر وأهلها وحبهم للفن المصري والأدب والثقافة المصرية، إلى جانب اهتمام المغاربة الكبير بثقافة العلم الوطني والحفاظ عليه جديدا يرفرف، وقدم في نهاية الكتاب دليلا للغة الدارجة المغربية. فيما قال الناقد والروائي والكاتب المغربي الأستاذ شعيب حليفي، إن العلاقات الثقافية بين مصر والمغرب أقدم بكثير من القرن الحادي عشر، مشيرًا إلى أن الفترة قبل دخول الإسلام كانت هناك علاقات وطيدة والتي كشفها العديد من كتابات المؤرخين والمؤلفين والأدباء والجغرافيين. وأشار إلى أن العلاقات كانت بالفعل موجودة من قديم الأزل ولم تكن تجارية فقط، بل ثقافية عبر التنقل والترحال، مشيرًا إلى استمرار تلك التنقلات عبر مئات السنين، عائلات منها عائلة الشريبي، وهي التي انتقلت إلى مصر قبل القرن الثاني عشر، وكان لها تأثير كبير على القطاع التجاري، بالإضافة إلى عائلات أخرى في حي المغاربة في مصر بمنطقة الأزهر، بخلاف عائلات أخرى بالإسكندرية، وكلها علاقة تمزج بين الإرث الاجتماعي والثقافي والتجاري، ما خلق هذه الصورة الحالية المتنوعة بألوان متعددة.