وزيرة البحث العلمي السابقة : لابد من بناء اقتصاد مبني علي دراسة علمية البحث العلمي فى مصر يعيش أزمة كبرى، فما زالت مؤسساتنا البحثية تعيش حالة من الغيبوبة،وهناك آلاف من الأبحاث في مصر موضوعة على الأرفف وحبيسة الأدراج لا ترى النور بفعل البيروقراطية ، ولا تخرج من محبسها إلا لنيل الدرجات العلمية ، اما النهضة العلمية فلا تخطر لكثير من المسئولين على بالٍ مما يؤدي إلى هجرة الكثير من الباحثين خارج مصر بحثًا عن البيئة والمناخ المناسبين. وماليزيا.. سنغافورة.. هونج كونج.. ثلاثة بلاد ازدهرت بفضل البحث والعلم ، فماذا يمنعنا من أن نحاكي تجارب مثل هذه الدول الناجحة التي كانت مثلنا وربما أقل منا .. لكنها قفزت قفزات هائلة. وارتقت مدارك عالية على طريق العلم والتقدم والتطور. اسئله كثيرة كانت في حاجة الي اجابة ، فكان لنا هذا الحوار مع الدكتورة نادية زخاري -وزير البحث العلمي الأسبق ،فإلي نص الحوار .. - ما هى أهم المعوقات التى تواجه البحث العلمى فى مصر ؟ في البداية يجب ان نعرف أن مرتبة مصر في البحث العلمي جيدة كبحث وأبحاث منشورة ،وتاتي في الاحصائيات العالمية رقم 30و28 ، لكن اذا نظرنا لمنظومة البحث العلمى بشكل متكامل نجد أن مصر فى مستوى متدنى ،ومعنى منظومة البحث العلمى هو البحث فى المعمل ثم تنفيذ وتطبيق هذه الابحاث ، فنحن ضعفاء جدا فى تنفيذ وتطبيق البحث العلمى ، لكن أود عدم ظلم الوزارة لان الوزارة جهة ليست مسئولة عن التطبيق ، ومن أهم المعوقات قبل الميزانية هى تطبيق البحث العلمى لان الميزانية قد تتضاعف عشرات الاضعاف بما جاء بالدستور بأن الوزارة ستحصل على 1% من ناتج الدخل القومى،فالمشاكل ليست فى الميزانية لابد من بناء اقتصاد مبنى على المعرفة والبحث العلمى ويتم منع الاستيراد من الخارج . وهناك معوقات اخرى ،و نستطيع ان نتغلب على ذلك من خلال تشجيع المستثمرين لتطبيق البحث العلمى ، ثم انه لا يمكن ان تعمل وزارة البحث العلمى بعيدا عن باقى الوزارات ، لابد ان يكون هناك تنسيق وتعاون مع كل الوزرات والمحافظين ورجال الاعمال حتى يكون هناك معارض لمنتجات ومخرجات البحث العلمى ، وثانيا ان يكون هناك اعفاء ضريبى للذى يستغل الابحاث العلمية فى عمل مصانع صغيرة ، ويكون هناك حق للجامعات والمراكز البحثية فى انتاج هذه الابحاث ويكون هناك اجبار للشركات الكبيرة بان يكون بها وحدات للبحث العلمى لتطوير انتاجها ، ويكون هناك تعاون لتدريب العمل على التكنولوجيا الجديدة. اعتقد ان كل هذه الامور ستجعل البحث العلمى افضل ، والامر المهم ايضا تسويق البحث العلمى من خلال اقتصاديين يستطيعوا تسويق هذه الابحاث وليس من خلال باحثين ويكون هناك صندوق استشارات لمساعدة المنتجين فى حل مشاكله بالبحث العلمى . - هل وزارة البحث العلمى غير قادرة على تسويق البحث العلمى؟ وزارة البحث العلمى ضعيفة وهناك عدة نقاط ضعف فى مسالة التسويق حتى بالمعارض التى قامت بها الوزارة لعرض مخرجات الابحاث لعرضها على كل المستفيدين لكن هذه المسالة مهمة جدا وتحتاج دراسة ولابد ان تدخل مصر فى هذه المسألة بشكل كامل،ونحن محتاجين ، ان نعرف كيف نسوق البحث العلمى ومحتاجين دراسة وقسم خاص فى الوزارة هدفه هو لتسويق البحث العلمى. - البعض ردد ان عملك بوزارة هشام قنديل نقطة سوداء ،وان الغرض من توليك الوزارة كان بهدف تبيض وجه الاخوان ... فما تعليقك ؟ من اول لحظة عندما كلمني الدكتور هشام قنديل وطلبني للوزارة تحدثت معه بانني ارفض الوزارة اذا كان اختياري لاني امرأة او قبطية ، فأكد لي الدكتور هشام قنديل ان سبب الاختيار يرجع لكفاءتي اثناء حكومة الدكتور كمال الجنزوري ، وطلبت منه عدم التدخل السياسي في البحث العلمي ،حتي وقت الدكتور كمال الجنزوري وصلني خطاب من المشير حسين طنطاوي باني رئيسه جمهورية في مجال البحث العلمي ، عندما توليت الوزارة كان البابا شنودة توفي ، وكان الانبا باخاميوس قائم مقام البابا فكلمته بأن هناك بعض الاشخاص رددوا أن الاقباط معترضين على تولى وزارة البحث العلمى وذكرت له استعدادي لتقديم استقالتى فورا ، فأكد لى اننا فخورين بك جدا واننا نريد زيادة عدد الوزراء وقام بتوصيل هذه الرسالة للاقباط من خلال وسائل الاعلام . - من خلال وجودك بحكومة الاخوان هل كان لديهم أى أهتمام بالبحث العلمى ؟ دائما البحث العلمى يستخدم (كوردة للزينة) فى الحقيقة الميزانية تضاعفت لكن كان هناك مشاريع كثيرة جدا عرضتها لتنفيذها ،وكنت اجد سعادة من الرئيس والاخوان مثل مشاريع خاصة بالطاقة الشمسية حتى فى ازمة سد النهضة قدمنا مشروعين فى الطاقة والمياة ، ولكن ليس هناك تنفيذ وتطبيق لهذه الابحاث ، وقد تكون نسبة التنفيذ نسبة ضئيلة جدا ، وأعتقد ان هذه النسبة لا تزيد عن 2%. - ولماذا قبلتى الاستمرار فى حكومة لا تقدر البحث العلمى ؟ هناك امور كثيرة تمت فى الوزارة اثناء وجودى اولا مضاعفة الميزانية ، وبدات عرض الابحاث العلمية على الواقع من خلال معارض مخرجات البحث العلمى ، وعلى سبيل المثال مشكلة قش الارز ، فى حل جزئى منها كان بالبحث العلمى ومشكلة انفلونزا الطيور ايضا كان هناك جزء من العلاج بالبحث العلمى ، والمنتجات البترولية وخلافه من ابحاث وكل هذا اعتبره نجاح لى ، واستطعت تطهير فساد كان موجود بالوزارة ، وبسبب هذه الانجازات اختارتنى مجلة فوريس الامريكية ، السيدة الاولى فى مصر و16 على مستوى الوطن العربى ، واسباب استمرارى فى هذه الوزارة ليس له دخل بالسياسة اطلاقا ، وكلما اجد شئ جيد ينفذ هذا يدفعنى الى ستكماله . - هل هناك تقارب بينك وبين الاخوان وهذا دفعهم لاختيارك لمنصب وزيرة دفاع فيما يعرف بحكومة المنفى ؟ انا سمعت هذه الشائعة ولا اعرف ما هى حكومة المنفى ، ولا يشرفنى العمل بها ، وهذا الكلام عار تماما من الصحة ، وانا لا اقبل ان اكون الا فى حكومة مصرية مكلفه من رئيس الوزراء المكلف من رئيس الجمهورية ويعقد اجتماعاته بشارع القصر العينى . - كيف تستفيد مصر من ابنائها العلماء المهاجرين بالخارج ؟ لابد أن نأخذ هذا الموضوع تدريجيا الا أنه من الصعب ان اطلب من هؤلاء العودة لمصر،لان هؤلاء لهم حياتهم بالخارج ، لكن يمكن ان نتبادل المعرفة ونرحب بمن يريد العودة ومن يبقى بالخارج يحدث تبادل للمعرفه ، من خلال مشاريع مشتركة بيننا وبينهم،وكنت اناقش هذه النقطة مع رئيس اكاديمية البحث العلمى لعمل مشروعات مشتركة وسوف يتم رصد مبلغ معين لذلك ، ثم اننا بصدد عمل مؤتمر بعيدا عن الاكاديمية،مؤتمر لعلماء الخارج فى مجال الاورام السرطانية لنقل التكنولوجيا إلي مصر،وهناك أيضا بعض البرامج التى تضمن للباحث المهاجر عند العودة لمصر ان يقدم مشروع باحتياجاته لنقل التكنولوجيا المختص فيها لوزارة البحث العلمى ممثلة فى اكاديمية البحث العلمى وسوف نقدم له ميزانية لنقل هذه التكنولوجيا ، وتعتبر مدينة زويل خطوة من خطوات موجودة ومفيدة للبحث العلمى . - ماذا عن اهتمام السيسي بالبحث العلمي ؟ الرئيس عبد الفتاح السيسي، مهتم بشكل كبير بالبحث العلمي، وعلي الباحثين العلميين أن يجتهدوا في أبحاثهم، وأن يقدموا رؤية جديدة لبناء اقتصاد مصر الحديثة على أساس علمي قوي، وعلى الدولة أن تأخذ بهذه الأبحاث ، فالبحث العلمى أساس النهوض بالاقتصاد الذي هو الأساس لبناء مصر، فالاقتصاد المبنى على المعرفة البحثية يرفع المجتمع ويحقق عائدًا كبيرًا ولذلك فمعظم الدول تخصص عائدًا أكبر للبحث العلمى لأنها تعرف قيمته والأهم من ذلك هي تفعيل القوانين . - ماذا عن الحراك السياسي الذي قامت به المرأة المصرية؟ المرأة قدمت دوراً وطنياً ومشرفاً تجاه الوطن، والحقيقة أن هذا جيل مشرف للمرأة خاصة بعد ثورة 25 يناير والتي شاركت فيها المرأة بعدما تعرضت لضغوط شديدة بغرض تهميشها وإقصائها من قبل تيار الإسلام السياسي، وبعد وصول جماعة الإخوان إلي السلطة زاد التهميش لدور المرأة في المجتمع، مما جعلها تشعر بهذا الخطر وبإحساسها بنفسها وبدورها المهم في المجتمع، فتفاعلت أكثر مع المجتمع ومشاكله والخطر الذي يهدده ويؤثر عليها بشكل أكبر. وهذا جعل المجتمع يتماسك ضد هذا التهميش، ومن هذا المنطق ظهر الحراك الفاعل علي الساحة للمرأة المصرية.