سراييفو: كشفت مصادر بوسنية مطلعة ان وزير الخارجية الاسرائيلي اليميني المتطرف أفيجدور ليبرمان طلب من نظيره البوسني سفين الكلاي التوسط لدى تركيا لتخفيف التوتر بين البلدين . ونقلت وكالة الانباء الكويتية "كونا" عن المصادر ،دون الكشف عن هويتها، "ليبرمان وصل الى العاصمة البوسنية الاربعاء في زيارة خاصة مفاجئه لم يعلن عنها هي الاولى لمسئول اسرائيلي بهذا المستوى للبوسنة والهرسك منذ استقلالها عام 1992". وقالت المصادر "ليبرمان ابلغ نظيره البوسني الذي التقاه الليلة الماضيه وجهة النظر الاسرائيلية بشأن العلاقات مع تركيا طالبا ان تقوم البوسنة التي ترتبط بعلاقات وثيقة مع أنقره بمساع لتخفيف التوتر بين الجانبين". واكدت المصادر ان الوزير البوسني وعد "بدراسة الاقتراح" بدون تقديم اي موقف محدد بهذا الشان معربا عن رغبة سراييفو بعدم التدخل في علاقات القوى الاقليمية. وكان ليبرمان افصح قبل أيام انه يرفض تقديم إسرائيل أي اعتذار لتركيا عن الهجوم على اسطول الحرية نهاية مايو/ايار الماضي لقدس ، واصفا هذه الخطوة بأنها "رضوخ للارهاب". ونقلت الاذاعة الاسرائيلية عن المصادر قولها "مثل هذا الاعتذار سيكون بمثابة رضوخ للإرهاب ، وينبغى فى المقابل أن تقدم تركيا اعتذارا الى اسرائيل". وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو استغل الأجواء الإيجابية عقب مشاركة طواقم الإطفاء التركية في المساعدة في إخماد حريق جبل الكرمل قبل ايام من أجل حل الأزمة بين البلدين، حيث هاتف رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوجان، وشكره على تقديم المساعدة، معربا عن أمله في إعادة العلاقات الجيدة بين البلدين. من جانبه رد أردوجان قائلا: إنه لا توجد علاقة بين المساعدة الإنسانية والعلاقات بين الدولتين، مكررا في الوقت ذاته اشتراطه على إسرائيل بتقديم اعتذار رسمي عن مقتل مواطنيها ودفع تعويض لعائلاتهم. ووفقا للمصادر فان إسرائيل استجابت لمعظم مطالب تركيا من اجل إنهاء الأزمة بين الجانبين والتي ساءت في أعقاب الحرب على غزة. وبدأت العلاقات الطيبة بين تركيا وإسرائيل في التدهور عندما انتقدت أنقرة الهجوم الذي شنته إسرائيل على قطاع غزة في الفترة بين كانون أول/ ديسمبر 2008 وكانون ثان/ يناير 2009. ووصلت العلاقات بين الجانبين إلى أدنى مستوى لها عندما هاجمت إسرائيل الأسطول الذي كان متجها إلى قطاع غزة في أيار/ مايو الماضي بالمياه الدولية ، وقتلت فيه القوات الإسرائيلية الخاصة "كوماندوز" تسعة ناشطين مدنيين أتراك.