أصيب 10 اشخاص خلال تفريق مسلحين من جماعة "أنصار الله" (الحوثي)، اليوم الأربعاء، مسيرة مناهضة لهم نظمها ناشطون في العاصمة صنعاء، في حين نظم المئات من أنصار الجماعة، مسيرة أخرى في موقع قريب من المظاهرة المعارضة، رفضاً لما أسموه "تمزيق البلاد". وأطلق مسلحو الجماعة الرصاص الحي في الهواء لتفريق مظاهرة نظمها نشطاء في شارع الرباط بالعاصمة صنعاء، واعتدى المسلحون على بعض المشاركين الذين تفرقوا بعد إطلاق الرصاص، حسب وكالة "الأناضول". وأفاد الشهود ل"الأناضول" أن 10 اشخاص على الأقل أصيبوا بجروح بين خفيفة ومتوسطة، جراء الاعتداء عليهم بأعقاب البنادق والهراوات من قبل مسلحي جماعة الحوثي خلال تفريق المسيرة. كما اختطف مسلحو الحوثي عدداً من النشطاء (لم يحدد عددهم)، بينهم مصورين وصحفيين، على خلفية تغطيتهم للاعتداء على المسيرة، حسب المصادر ذاتها، وهو ما لميتسن الحصول على تعقيب فوري بشأنه من الجماعة. وانطلقت المسيرة التي نددت ب"انتهاكات" جماعة الحوثي، من تقاطع شارع الرباط مع شارع الستين وسط العاصمة باتجاه ساحة التغيير، بعد أن كان مقرراً لها الانطلاق من تقاطع الستين مع شارع "مذبح"، غير أنها غيرت وجهتها بعد أن نظم الحوثيون مسيرة رافضة للأقاليم من نفس المكان. في سياق متصل، نظم اليوم، المئات من أنصار جماعة الحوثي، مسيرة في العاصمة اليمنية، رفضاً لما أسموه "تمزيق البلاد"، حسب مراسل الأناضول. وافاد المراسل بأن المسيرة جابت شارع الستين، انطلاقاً من تقاطعه مع شارع "مذبح"، وهو المكان الذي كان مقرراً منه انطلاق مسيرة مناهضة للحوثيين، وتم تغيير مسارها من قبل منظميها بعد إعلان الحوثيين تسيير تظاهرة في نفس المكان، تجنباً للاحتكاك. واكتفى الشباب المنظمين للمسيرة المناهضة الحوثيين بتسيير مسيرة رمزية من شارع الستين إلى ساحة التغيير بصنعاء، بعد انتشار مسلحين حوثيين بزي الأمن العام، في عدد من الشوارع والتقاطعات التي كان مقرراً مرور مسيرة الشباب بها. وتأتي مسيرة الحوثيين استجابةً لدعوة "اللجنة الثورية" التابعة لجماعة، والتي دعت للمسيرة "لرفض تجزئه وتمزيق اليمن من القوى الأمريكية والإسرائيلية وأياديها في الوطن"، حسب ما أعلنت وسائل إعلامية تابعة للجماعة في وقت سابق. وردد المشاركون في المسيرة شعارات رافضة لنظام الأقاليم في اليمن، متهمةً الولاياتالمتحدة وأطراف أخرى بالسعي نحو "تمزيق البلاد". وتعيش اليمن فراغاً دستوريا بعد قرابة أسبوع من استقالة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وحكومته، الخميس الماضي. وخلال الأسبوع الماضي، دارت اشتباكات شرسة متقطعة بين قوات الحرس الرئاسي ومسلحين حوثيين في عدة مواقع بصنعاء، بينها محيط منزل الرئيس هادي، انتهت بسيطرة الحوثيين على قصر الرئاسة في العاصمة التي اجتاحها مسلحون حوثيون يوم 21 سبتمبر الماضي قبل أن يتوسعوا إلى محافظات شمالية وغربية ذات أغلبية سنية. وأفرز مؤتمر الحوار الوطني اليمني الذي اختتم في يناير الماضي، شكلا جديدا للدولة اليمنية القادمة على أساس دولة فيدرالية من 6 أقاليم (أربعة أقاليم في الشمال، واثنان في الجنوب)، وهو التقسيم الذي يرفضه الحوثيون.