ظلت الثعابين تتلوى وتزحف على وجه الأرض منذ فترة أطول كثيراً مما يعتقد الكثيرون. فقد وصف العلماء، أمس الثلاثاء، أقدم أربع حفريات معروفة لثعابين أقدمها لأحد الزواحف يبلغ طوله 25 سنتيمتراً واسمه العلمي (أيوفيس أندروودي) واكتشف في محجر قرب أوكسفورد بإنجلترا، وعاش هذا الكائن منذ نحو 167 مليون سنة، حسبما نشرت وكالة الأنباء "رويترز". وتسهم هذه الحفريات المثيرة من بريطانياوالبرتغال والولايات المتحدة في إعادة كتابة تاريخ نشوء الثعابين وتطورها إذ أزاحت إلى الوراء تاريخ ظهورها عشرات الملايين من السنين. وقال مايكل كولدويل عالم الحفريات القديمة بجامعة "ألبرتا" الذي أشرف على هذه الدراسة التي أوردت نتائجها دورية "نيتشر كومينيكيشنز"، إنه حتى الآن أقدم حفرية لثعبان يرجع تاريخها إلى نحو 102 مليون عام. ويقول العلماء إن الثعابين تطورت عن أصولها من السحالي وإن عدداً من حفريات الثعابين الأولية السابق اكتشافها كان لها أرجل خلفية صغيرة. والحفريات التي وصفت، أمس الثلاثاء، ليس لها هياكل عظمية كاملة لكن الباحثين يقولون إنه ربما كان لها بعض صور الأطراف الأمامية والخلفية المصغرة. وهذا لا يعني أن الثعابين الأولية كانت تسير. وقال كولدويل: "يحتمل أنها كانت تزحف إن صح التعبير رغم أنه ربما كانت الأطراف موجودة لاستخدامها في الإمساك بالأشياء". وأوضح سيباستيان إبستجويا عالم الأحياء القديمة في المجلس القومي للأبحاث العلمية والفنية بالأرجنتين: "تثير الثعابين الرهبة والسحر منذ سالف الأوان". وأضاف: "رغم ذلك فإننا لا نعرف سوى القليل عن منشأها"، وتوقع أن تكون أول ثعابين قد عاشت منذ نحو 190 مليون سنة". وعاشت الحفريات الأربع للثعابين خلال عصر الديناصورات وكان جنس إيوفيس أندروودي الأقدم وعاش في المستنقعات وربما كان يتغذى على الحشرات والأسماك الصغيرة ويرقات الضفادع "الشراغف". ويبلغ طول أكبرها - اسمه العلمي (بورتيجالوفيس ليجنايتس) واكتشف في منجم للفحم بوسط البرتغال - نحو 1.2 متر ويرجع إلى 155 مليون سنة وربما كان يقتات على الثدييات الصغيرة وصغار الديناصورات والسحالي والطيور والضفادع. أما جنس (ديالوفيس جيلموراي) وهو ثعبان عاش منذ نحو 155 مليون عام، فقد عثر عليه في غرب كولورادو. وكان أكبر قليلاً من جنس أيوفيس وربما كان يتغذى على فرائس مشابهة. أما جنس "بارفيرابتور استيسي" فقد عثر عليه في صخور بحرية قرب منطقة سوانيج بإنجلترا، ويبلغ طوله 60 سنتيمتراً وعاش منذ 144 مليون سنة. وقال كولدويل إن تشريح جماجم الثعابين الأربعة كان متشابهاً مع الثعابين الحديثة ومع حفريات ثعابين أخرى. وأضاف أن الشكل المميز لجمجمة الثعبان ربما يكون قد نشأ عن هذه الزواحف والتي اكتسبت صورة الجسم المستدق عديم الأرجل. وقال كولدويل إن الحفريات الأربع لثعابين ليست سامة. وعاشت أقدم حفريات لثعابين سامة قبل نحو 20 مليون سنة.