تنتظر الملك السعودي الجديد سلمان بن عبدالعزيز بعض الملفات التي تتطلب حلولا عاجلة فيما يختص بالشأن الخارجي وعلاقة المملكة بالدول الاقليمية، وبعض القضايا العربية كالمشكلة الفلسطينية وموقفه من الكيان الصهيوني. وعلى المستوى الداخلي هناك بعض المشاكل التي عانت منها المملكة على مدار الفترات السابقة، وخاصة فيما يتعلق بالإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، وبعض القضايا التي تخص المرأة السعودية. المد الشيعي الإيراني تعتبر إيران العدو اللدود للمملكة العربية السعودية، خاصة، وأن المملكة ترفض المد الشيعي الإيراني في منطقة الخليج العربي، وتعمل على منع ذلك بكل الوسائل الممكنة، وتبرز الخلافات الحادة بين الجانبين من آن لآخر، كان آخرها عندما هدد الرئيس الإيراني حسن روحاني الدول التي تسببت في أزمة النفط وانهيار أسعاره. وكان الملك الراحل عبد الله يتبع سياسة الحذر تجاه القضايا التي تواجه المملكة خلال فترة حكمه، وبذل وسائل عدة لاحتواء التهديد الإيراني. أما موقف الملك الجديد سلمان بن عبدالعزيز من إيران فلم يتحدد كون منصبه كأمير للرياض لمدة خمسون عاما لم يتح له التأثير مباشرة أو التحدث علنا عن موقف الحكومة تجاه الشيعة وإيران، حيث كان الأمر خارج نطاق مسؤولياته الرسمية. محاربة الإرهاب كان الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز ضد انتشار الإرهاب وضد من يدعمه، وكان يدعوا المجتمع الدولي دائما لضرب المتطرفين ومحاربة الإرهاب بالقوة والعقل وبسرعة، وحذر كثيرا من الإرهاب قد يصل إلى أوروبا والولايات المتحدةالأمريكية. وقال الملك في كلمة سابقة أمام سفراء دول أجنبية وعربية، طالبا منهم نقل الرسالة إلى زعمائهم، إنه يجب "محاربة هذا الشرير بالقوة وبالعقل وبسرعة". وأكد على ضرورة مكافحة المتطرفين، خصوصا مع سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" على أراضي واسعة من العراق وسوريا، قائلا "إني أوصي إخواني وأصدقائي زعماءكم أن يباشرون بتلبية هذا المسار المخصص للإرهاب بكل سرعة". وقدمت المملكة في وقت سابق مبلغ 100 مليون دولار إلى الأممالمتحدة لدعم جهودها في مكافحة الإرهاب، ودعت الدول الأخرى إلى أن تحذو حذوها. ويمثل تنظيم الدولة الاسلامية في الشام والعراق "داعش" مصدر قلق كبير للمملكة خاصة بعدما سيطر على مناطق كثيرة جدا في العراق واقترب من الحدود السعودية. الإصلاحات الاجتماعية بحسب ما نشرته وسائل الإعلام، يصف مراقبون الملك سلمان بن عبدالعزيز بأنه محافظ، وحذر بشدة فيما يتعلق بالإصلاحات الديمقراطية والتغيرات التى تتم على عجل. وفقا لبرقية دبلوماسية أميركية في عام 2007 نشرها موقع ويكيليكس فإن الأمير سلمان يرى أن الديمقراطية لا تتناسب مع المملكة المحافظة ويتبنى نهجا حذرا في الإصلاح الاجتماعي والثقافي. ووفقا لنفس التسريبات فالأمير سلمان قال في اجتماع مع السفير الأميركي في مارس من نفس العام، إن الإصلاحات الاجتماعية والثقافية التي يحث عليها الملك عبد الله يجب أن تمضي ببطء خشية أن تثير ردا عكسيا من المحافظين. ورغم الإصلاحات الاقتصادية والتنموية التي حققتها المملكة خلال الأعوام السابقة، لا تزال مشكلة البطالة عند بعض شرائح كثيرة داخل المجتمع السعودي. وفي أول كلمة له بعد توليه الحكم قال سلمان، "سنظل بحول الله وقوته متمسكين بالنهج القويم، الذي سارت عليه هذه الدولة منذ تأسيسها على يد الملك المؤسس عبدالعزيز- رحمه الله -، وعلى أيدي أبنائه من بعده - رحمهم الله، ولن نحيد عنه أبدا، فدستورنا هو كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم". وبحسب - جريدة سبق السعودية - عرف عن الملك سلمان حرصه طوال مسيرته على مبدأ الباب المفتوح والتواصل مع المواطنين بشفافية وشكل مباشر، في مكتبه أو عبر جلسته الأسبوعية المعتادة، ودوره الكبير في دعم مسيرة الإعلام بالمملكة العربية السعودية واهتمامه بوسائل الإعلام وتفاعله مع الكتاب والمثقفين والإعلاميين. واشتهر بأنه قارئ فطن ودقيق جداً للصحف لدرجة أنه يتابع أدق الأخبار، دون أن يمارس يوماً قمعاً على صحفي أو كاتب معين، حيث اشتهر بلقب صديق الصحفيين في تلك الأوساط كناية عن علاقاته الوطيدة بالإعلاميين والصحافيين سواء في داخل المملكة أو خارجها، وكذلك دوره البارز في مساندة الإعلاميين وتوجيههم. المرأة يعتبر منع السيدات من قيادة السيارات المشكلة الرئيسية والتي طالما تحدثت عنها وسائل الإعلام العالمية والمحلية مرارا وتكرارا، وقد أصدرت هيئة كبار العلماء فتاوى عديدة بتحريم قيادة السيارات للسيدات. وبالرغم من أن نظام المرور السعودي لا ينص على منع النساء من القيادة إلا أن تراخيص القيادة لا تصدر إلا للرجال. وبعيدا عن قيادة السيدات للسيارات فقد عملت الحكومة السعودية على إصلاحات عديدة فيما يخص المرأة ومشاركتها في العمل السياسي، وأصدر الملك الراحل في 2013 مرسوما عين فيه 30 سيدة في مجلس الشورى، وأمر بتخصيص 20 في المئة من مقاعد المجلس للنساء، لأول مرة في المملكة منذ تأسيسها. وينتظر المراقبون موقف الملك الجديد من استكمال الملك الجديد ما بدأه الملك عبد الله من اصلاحات فى هذا المجال.ملفات شائكة تنتظر «سلمان».. أبرزها المد الشيعي ومحاربة الإرهاب ووضع المرأة