أكدت مصر واليابان على عمق العلاقات التاريخية التى تربط بين الشعبين الصديقين وأهمية العمل على دعم أواصر العلاقات الثنائية فى كافة المجالات ودعم شراكات مصرية - يابانية خلال انعقاد مؤتمر مصر الاقتصادي المرتقب بمدينة شرم الشيخ فى مارس القادم ، وخلاله يتم العمل معا لبناء قصة نجاح فى مجالات التعاون المختلفة. وأكد بيان صادر عن مجلس الوزراء اليوم السبت بمناسبة زيارة شينزو شيمزو رئيس الوزراء الياباني على أن مصر تتفق مع اليابان بشأن ضرورة إجراء الإصلاحات اللازمة للأمم المتحدة ومجلس الأمن ، وترى ضرورة إعطاء الأولوية لزيادة تمثيل الدول النامية وخاصة الدول الأفريقية فى مجلس الأمن ، بما يعوض الظلم التاريخى الواقع على كاهل القارة الأفريقية، وفقا لما ذكرته وكالة انباء الشرق الاوسط. وأضاف البيان أن مصر تشارك المجتمع الدولى شواغله فيما يتعلق بأخطار الإنتشار النووى ، وتؤكد على ضرورة عالمية تطبيق مبدأ منع الإنتشار النووى على كافة الدول ، وتعيد التأكيد على مبادرة مصر لإخلاء منطقة الشرق الأوسط من كافة أسلحة الدمار الشامل. وأشار إلى أن رئيس مجلس الوزراء المهندس إبراهيم محلب وجه الدعوة لمشاركة يابانية واسعة، ورفيعة المستوى فى "مؤتمر مصر المستقبل لدعم الإقتصاد" فى شرم الشيخ ، والذى سيعقد فى مارس المقبل ، والذى سيعرض الفرص الهائلة للإستثمار فى مصر، كون مصر تحظى بأحد أكبر معدلات عوائد الإستثمار فى العالم ، كما يستعرض مشروعات مصر القومية الكبرى وعلى رأسها تنمية محور قناة السويس، والمثلث الذهبى، وتنمية الساحل الشمالى والعلمين ، فضلاً عن الفرص الإستثمارية الكبرى فى مجالات النقل، والبنية التحتية، والطرق، والموانىء، والطاقة، ومجال التعدين والبترول ، والتصنيع والصناعات الكيماوية، والزراعة والرى وإستصلاح الأراضى . وأعرب البيان عن أمل مصر فى تدشين شراكات مصرية - يابانية واسعة على النحو الذى يلبى تطلعات الشعبين والحكومتين ، وعلى المستوى الذى يأمله الجانبان لدفع العلاقات وتطويرها والإنطلاق بها إلى آفاق أرحب ، معولاً فى أن تسهم زيارة رئيس وزراء اليابان إلى مصر فى خلق زخم جديد يضاف إلى رصيد العلاقات التاريخية بين البلدين، ويدشن لمرحلة جديدة من التعاون بين البلدين. وأضاف أنه على خطى الأجداد، فإننا نستكمل اليوم سوياً بناء ذلك الجسر الحضارى الذى يصل بين أدنى الشرق وأقصاه، ننشد من خلاله تبادل المعرفة والعلوم الإنسانية ومشاركة جهود البشرية فى التعميير والإنماء، وتحقيق المنفعة لشعبينا والخير للعالم. وأوضح أن مصر قد سطرت فصلاُ جديداُ فى تاريخها العريق الممتد لآلاف الأعوام، أظهر فيه الشعب المصرى بسالته ووطنيته وزوده عن كرامته الوطنية وحريته وإستقلال إرادته ، بعد ثورتين مجيدتين فى يناير 2011 و يونيو 2013، إنتفض من خلالهما فى وجه الإنغلاق والإقصاء ، ودافع عن هويته الوطنية فى وجه القوى الظلامية، فتحقق له ما أراد، وعلى ذلك، فإن مصر تقدر مواقف الدول الصديقة التى تقف معها فى تلك المرحلة الفاصلة من تاريخها الحديث، ولا تنسى أبد الدهر من احترم إرادتها وخياراتها السياسية. وأشار إلى أن خيارات الشعب المصرى تجسدت بوضوح فى كافة مراحل إستحقاقات خارطة المستقبل السياسى التى إتفق عليها كافة المصريين، بدءاُ من الإستفتاء على التعديلات الدستورية فى يناير 2014، والإنتخابات الرئاسية فى يونيو 2014، والتى تٌستكمل بإجراء الإنتخابات البرلمانية فى مارس وأبريل القادمين. وأضاف أن مصر تستقبل الوفد الياباني وهي على أعتاب مرحلة جديدة ، تستهدف فيها النهوض بإقتصادها الوطنى، وتحقيق معدلات عالية للتنمية الإقتصادية ، بالرغم من التحديات التى تواجهها مصر فى تلك المرحلة ، ولعلنا اليوم فى أمس الحاجة لأن تتضافر الجهود لتحقيق الغاية المنشودة فى سبيل دفع الإقتصاد الوطنى من ناحية، ورفعة ورفاهية المواطنين من ناحية أخرى. وأشار إلى أن تلك المرحلة إنما تفتح آفاقاً واسعة للتعاون مع دول العالم، تولى فيها مصر إهتماماً خاصاً بتطوير العلاقات الإقتصادية مع القارة الآسيوية، ولعل اليابان هى إحدى تلك الدول التى تحظى بمكانة مرموقة فى أذهان وقلوب الشعب المصرى، والتى يرى فيها تجربة تنموية فريدة، متمثلة فى كفاح وعمل مضن للشعب اليابانى، الذى أصر على التغلب على الصعاب، والنهوض بأمته ودولته إلى مصاف الدول الأكثر تقدماً فى العالم. وأضاف بيان مجلس الوزراء أن علامات التعاون المصرى - اليابانى تظل راسخة فى أذهان الشعبين، متجسدة فى العديد من المشروعات المشتركة الكبرى على مدى العقود، وعلى رأسها دار الأوبرا المصرية، التى لا تزال شاهدة على تاريخ طويل من التعاون الثنائى ، والجامعة اليابانية - المصرية للعلوم والتكنولوجيا، التى تعد نبراساً للمعرفة والعلوم ، ولعل المتحف المصرى الكبير، الذى يتم إنشاؤه حاليا بالتعاون مع اليابان فى رحاب أهرامات مصر، هو واحد من العلامات المضيئة فى تاريخ العلاقات، والذى هو بمثابة "صرح العقد الثانى للألفية الجديدة"، وإضافةٌ للإنسانية جمعاء. وأشار إلى جهود الدولة المصرية التنموية التى تستهدف الإنتقال بالإقتصاد المصرى إلى الآفاق التى يستحقها هذا الشعب الكريم، وما تتطلع إليه مصر من خطوات لتحرير الإقتصاد من أعبائه المتراكمة، وما تصدره من تشريعات إستثمارية جديدة لتسهيل التدفقات الإستثمارية بين مصر ودول العالم ، وما تقوم بتنفيذه من مشروعات قومية كبرى ، وإننا اليوم نتطلع للإستفادة من تلك الفرصة لتطوير علاقاتنا الثنائية ودفعها إلى آفاق أرحب ، لأننا نرحب بشراكة مصرية يابانية واسعة فى المشروعات القومية والتنموية التى تشهدها مصر فى هذه المرحلة التاريخية من إنطلاقها الإقتصادى غير المسبوق. وشدد على الثقة من أن اليابان تشارك مصر قلقها إزاء ظاهرة الإرهاب، وأن الهجمات الإرهابية التى تستهدف إزهاق الأرواح، والإضرار بالوطن، إنما هى أعمال إجرامية، لا دين لها ولا وطن، ولا يمكن تبريرها بأى شكل من الأشكال، وإن الحكومة المصرية قد إتخذت مساراً محدداً لمحاربة الإرهاب بكافة صوره، مؤيدة بدعم شعبى واسع، وأنه فى سبيل تحقيق ذلك الهدف النبيل، فإن أبناء الوطن قدموا تضحياتهم بالأرواح دفاعاً عن حياة المدنيين وممتلكاتهم، وإننا سنقف دوماً بالمرصاد لكل من يتجرأ على المساس بأرواح أبنائنا، ويحمل السلاح فى وجه الوطن. وفى هذا الصدد فإننا نقدر الإدانة الصادرة عن الحكومة اليابانية ضد الهجمات الإرهابية التى تعرضت لها مصر فى الفترة الأخيرة، ونتطلع لتعاون اليابان مع مصر فى جهود مكافحة الإرهاب وتجفيف منابعه ، دعماً وسنداً فى مواجهتنا لهذه الظاهرة التى تتطلب تضافر الجهود من الجميع لتعقبها ودحرها ، ولعل مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسى لمواجهة الفكر المتطرف والتى أطلقها من منبر الأزهر التاريخى خلال الإحتفال بالمولد النبوى الشريف ، قد أكدت على ضرورة مواجهة الفكر الظلامى، وتصحيح مفاهيم الدين الإسلامى الذى يدعو إلى السلام، وينبذ العنف وسفك الدماء. وأشار البيان إلى أن بدأية جولة رئيس وزراء اليابان إلى المنطقة بزيارة مصر لها دلالة هامة خاصة وأن منطقة الشرق الأوسط تشهد العديد من القضايا الساخنة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، ومن هنا فإننا نأمل فى أن تسهم زيارتكم فى دفع عملية السلام المتعثرة فى الشرق الأوسط، وأن تستحث الأطراف للمضى قدماً على خطى السلام من ناحية، وأن تسهم فى تحسين الأوضاع الإنسانية للشعب الفلسطينى من ناحية أخرى. وإننا نقدر الدعم الذى قدمته اليابان للشعب الفلسطينى فى مؤتمر إعادة إعمار غزة الذى إنعقد فى القاهرة فى أكتوبر 2014. وكان المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، قد شهد فعاليات الجلسة الافتتاحية للمؤتمر المشترك لمجلس الأعمال المصرى اليابانى ، اليوم والذى يعقد بالقاهرة تحت عنوان ( مصر واليابان معًا لمستقبل أكثر إشراقًا) ، وذلك بمشاركة شينزو آبى ، رئيس وزراء اليابان ، بالاضافة إلى مجموعة من الوزراء. فى بداية لقائهما قبل بدء أعمال الجلسة ، رحب المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء ، بالسيد شنزو آبى رئيس الوزراء اليابانى ، فى مصر ، حيث نستقبله اليوم على أرض الكنانة ، وفى رحاب الأهرامات التى زارها بالأمس ، التى كانت مزاراً لوفد الساموراى فى بعثته إلى مصر عام 1864 ، قاصداُ ضفاف النيل للتعرف على تجربة شعبه الرائدة، وبناء جسر للتواصل بين حضارتى الشرق الأقصى والأدنى من تلك الحقبة التاريخية. من ناحية أخرى ، أشار البيان الصادر عن مجلس الوزراء إلى أنه كان لافتا أن يبدأ رئيس الوزراء اليابانى كلمته بقول "السلام عليكم جميعا"، ثم عبر عن سروره بزيارة مصر التى تتمتع بحضارة عريقة، وهو ما قابله الحضور بالتصفيق، وتمحور جزء كبير من كلمة رئيس الوزراء اليابانى، حول الحكمة العربية الشهيرة، "خير الأمور أوسطها"، التى اقتبسها شينزو آبى أكثر من مرة، مؤكدا أن كلا من مصر واليابان يولى أهمية للاعتدال، والوسطية. وقال البيان ن آبى عبر عن أن بلاده تشعر بالخطر من تنامى الأفكار الإرهابية، مشيرا فى الوقت نفسه إلى أن استقرار منطقة الشرق الأوسط هو الأساس للتقدم والازدهار للعالم كله، واليابان ترفع راية دولية لتحقيق السلام فى العالم، وتحرص على استقرار الشرق الاوسط، ولديهم رغبة لبذل الجهود لتحقيق ذلك، فاستعادة الشرق الاوسط المستقر المبنى على فكرة "خير الامور أوسطها" هى الغاية التى تسعى إليها اليابان. وقطع رئيس الوزراء اليابانى وعدا بأن تقدم بلاده للشرق الاوسط كافة المساعدات فى البنية التحتية والخدمات، وغيرها، بما قيمته 2,5 مليار دولار، كما أشاد آبى بالشعب المصرى قائلا: الشعب المصرى مخلص وجدى، ويؤمن بقيمة العمل، ويصنع منتجات جيدة، مضيفا: إنه من دواعى سرورنا أن نتعاون معكم فى إنشاء المتحف المصرى الكبير، والجامعة المصرية اليابانية ، وأشار إلى أن مصر تبذل جهودا جبارة من أجل الاستقرار، واستقرار مصر سيؤدى إلى استقرار منطقة الشرق الأوسط، مشيدا بالجهود التى تبذلها مصر لتحقيق الديمقراطية بشكل يتناسب معها، وتحقيقا لمبدأ "خير الأمور أوسطها"، قائلا: دعونى أصفق لكم، تحية لهذه الجهود. وأعلن أن اليابان ستساعد فى مشروع تطوير مطار برج العرب، الذى سيخدم الجامعة المصرية اليابانية، وكذا المنطقة الصناعية بالمدينة، كما ستقدم اليابان قروضا ب360 مليون دولار فى مجالات خدمات قطاع الكهرباء، بالاضافة إلى المساعدة فى مشروعات النقل. وعن جهود اليابان بالمنطقة أشار إلى دعم بلاده للأردن فى جهودها لتحقيق السلام والاستقرار بالمنطقة، كما يتم تقديم مساعدات للفلسطينيين، واليابان ستقدم مساعدات ب200 مليون دولار للدول المجاورة لما يسمى تنظيم "داعش"، مشيرا إلى أن بلاده تؤمن بأنه سيأتى يوم تستطيع فيه الاعتراف بدولة فلسطين، ولذا نتطلع لتسريع المفاوضات لما فيه مصالح الشعبين. واختتم رئيس الوزراء اليابانى كلمته بالتأكيد على العلاقة التى تربط بين الشعبين المصرى واليابانى قائلا: تحيا الصداقة بين اليابان ومصر، واليابان والشرق الأوسط. ومن المقرر أن تشهد مناقشات مؤتمر مجلس الاعمال المصري الياباني بحث عدة موضوعات، منها الإستعداد اليابانى ورؤية اليابان للشراكة البناءة فى التعاون والإستثمار مع مصر فى المرحله المقبلة، عرض عن المقومات المصرية وبيئة الإستثمار والأعمال للشراكة بين مصر واليابان، كما سوف يتم تقديم عروض عن المشروعات القومية الكبرى، التى يتم تنفيذها خلال هذه الفترة وفى المستقبل، باعتبار هذه المشروعات قاطرة الاقتصاد القومى فى المرحلة المقبلة. وتشمل جلسات المؤتمر ايضاً استعراض بعض مقترحات رجال الأعمال اليابانيين لنظام الأعمال والإستثمار في مصر، ورأي الجانب اليابانى فيما يتعلق بتطوير العمل المصرى اليابانى المشترك، كما سيتم استعراض قصص النجاح الواقعية المتبادلة بين مصر واليابان، من خلال الشركات المصرية واليابانية الموجودة على أرض البلدين. جدير بالذكر أن مجلس الاعمال المصرى اليابانى تم إنشاؤه منذ عام 1999م، كمنظمة غير حكومية لا تهدف للربح، منوطة بدعم التعاون المصرى اليابانى بالإشتراك بين القطاعين العام والخاص، ويضم فى عضويته المؤسسات الحكومية المصرية واليابانية وشركات القطاع الخاص، واعتمد المجلس على العمل المشترك لدفع عجلة التعاون بين البلدين إلى الأمام في كافة القطاعات التجارية والصناعية والخدمية وتشجيع الإستثمار اليابانى، والدعم المستمر للتقارب المصرى اليابانى على وجه الشمول إقتصادياً وإجتماعياً وسياسياً. ويعمل المجلس وفقاً لخطة عمل يتم تحديثها دورياً لتوافق طبيعة المتغيرات على الساحتين الإقليمية والدولية، بما يخدم مصالح الأعضاء به فى كافة القطاعات التجارية والصناعية والخدمية، وفى المقام الأول دعم التواصل المصرى اليابانى والتقريب بين الشعبين ثقافياً وإجتماعياً وإقتصادياً. ومنذ إنشاء مجلس الاعمال المصرى اليابانى، تم عقد ما يزيد على خمسة وثلاثين مؤتمراً مشتركاً بين مصر واليابان، كانت مثالاً للتقارب والتواصل والتنسيق المشترك بين القطاعين العام والخاص لدعم التعاون الاقتصادى بين البلدين، كما نظم المجلس منتدى الترويج للسياحة بمشاركة وفد هيئة وكالات السياحة اليابانية فى مصر، وفى مجال التدريب أقام المجلس ورش العمل التدريبية على أنظمة الجودة والتطوير المستمر، وشرح التطبيقات اليابانية فى هذا المجال.