«مأساة بائع الدبس»، «حفلة سمر من أجل 5 حزيران»، «الملك هو الملك» و«الأيام المخمورة» .. مسرحيات عالمية كتبها المسرحي والمناضل الراحل سعد الله ونوس، وتتناولها أطروحة بحثية لنيل الماجستير ، أعدها الباحث والناقد الأدبي المصري رضا عطية . وتشهد جامعة عين شمس الأحد 18 يناير في تمام السادسة بكلية الآداب، جلسة لمناقشتها الرسالة التي حملت عنوان"مسرح سعد الله ونوس دراسة سيميولوجية" وذلك أمام لجنة علمية أكاديمية مكونة من الناقد الكبير الدكتور صلاح فضل مشرفا على الرسالة ورئيسا للجنة وعضوية كل من الدكتور حسين حمودة أستاذ الأدب والنقد بكلية الآداب جامعة القاهرة والجامعة الأمريكيةبالقاهرة والدكتورة منى طلبة أستاذ النقد والدراما بكلية الآداب جامعة عين شمس. وقد سعى الباحث إلى القيام بمقاربات نقدية لبعض نصوص ونوس بمطارحة النص كاملًا بما فيه من عناصر وظواهر، ومتابعة آلياته وتقاناته ومكوناته البنائية بمثل متابعة مقولاته الكبرى ومعاينة أيدلوجياته، إدراكًا للدلالة الكلية لكل نص، فهي دراسة رأسية لأربعة نصوص لا تخلو من تصورات للبنية العرضية والمحور الأفقي لمجمل إنتاج ونوس.وتنقسم هذه الرسالة - كما يخبرنا الباحث - إلى مقدمة منهجية ، ثم إطلالة عابرة في مسرح سعد الله ونوس، مع تناول مكثَّف للرؤى التي تطرحها كل مسرحية. ثم أربعة فصول يتناول كل منها نصًا مسرحيا لسعد الله ونوس، لتمثل نماذج تمثيلة دالة على مسرح ونوس الفصل الأول يتناول مسرحية «مأساة بائع الدبس الفقير» باعتبارها نموذجًا للنصوص المسرحية الأولى التي كتبها ونوس في بداياته قبل سفره في بعثة إلى فرنسا في عام 1966، وفيها إشارات لدور العسس في الدولة الأمنية في الإيقاع بالمواطن في مصائد الأمن، مما يؤدي بالمواطن إلى الهذيان وفقدان حياته كلية.الفصل الثاني يتناول مسرحية «حفلة سمر من أجل 5 جزيران» التي كتبها بين عامي 1967 و1968، والتي حملت بواكير الفهم الونوسي المطوِّر لفن المسرح بعد عودته من فرنسا ومطالعته المسرح البريختي القائم على مبدأ "التغريب" المسرحي، كما مثلت تلك المسرحية بداية مرحلة مواجهة مباشرة بالكتابة مع السلطة جراء هزيمة الخامس من حزيران أمام إسرائيل وانسحاق العرب في مواجهة الكيان الصهويني. الفصل الثالث تناول مسرحية «الملك هو الملك» وهي من مسرحيات المرحلة الوسطى لمسرح ونوس، لكنها تنتمي للحقبة السبعينية، فقد كتبها ونوس في عام 1977، وتتناول طبيعة الملك/ الحاكم باعتباره قمة التمثيل الرمزي لنظام الاستبداد، كما تطرح فكرتين جوهرتين وهما أن الملك هو الملك؛ أي أن الحاكم هو الحاكم، لا يتغير منهجه في الإرهاب والقمع، أما الفكرة الأخرى فتتمثل في أن الملك هو جزء من نظام أوسع يسيِّره ويوجِّهه. الفصل الرابع تناول مسرحية «الأيام المخمورة» فهي آخر تغريدات ونوس الإبداعية، تمثيلًا عن المرحلة الثالثة والأخيرة، التي بدأت بمسرحية «الاغتصاب» في عام 1989 حتى وفاته في 1997، وتعود هذه المسرحية لأحداث وقعت في حقبة تاريخية حساسة أثناء الحرب العالمية الثانية في أربعينيات القرن العشرين، كما تتطرق في قالب رمزي لمسألة العلاقات المتشابكة بين لبنان وسوريا، كما تسائل المسرحية قضية الهوية التي تحول مجرى سؤالها من: من نحن إلى من أنا؟ وتناقش الجسد باعتباره هوية.