شككت نتائج دراسة جديدة في افتراضات سابقة تفيد بأن حيوان الماموث الصوفي وغيره من الحيوانات العملاقة التي سادت العصر الجليدي، ربما لم تقتل بسبب تأثير تصادم كويكبات أو مذنبات ولكنها تشير إلى احتمالات بأن أعدادها تضاءلت وانقرضت بعد ذلك بفعل تغير المناخ وتدخل الإنسان. وأثارت دراسة أجراها علماء الآثار من جامعتي "لندن" و"كاليفورنيا" شكوكاً بشأن وجود أي دليل كبير يؤيد تلك النظريات التي تفيد بأن انفجاراً كبيراً في الفضاء أدى إلى حدوث فترة مفاجئة من التغير المناخي في نهاية العصر الجليدي الأخير، طبقاً لما ذكرته وكالة "أنباء الشرق الأوسط". وأشارت إلى أن العلماء وجدوا أن الأجزاء الصغيرة المحترقة من الصخور والتربة المعروفة باسم (سكوريا) ربما نتجت عن انفجار حدث في واقع الأمر بفعل حرائق تسبب فيها الإنسان. كما وجد الباحثون من خلال هذه الدراسة الجديدة التربة في المواقع الأثرية التي تعود للعصر الحجري في سوريا، تتناثر فيها قطع كروية من الزجاج المنصهر والكربون مشابهة لغيرها من الأجزاء الصغيرة التي وجدها الباحثون متناثرة في كل أنحاء الأرض، ويعتقد أنها ناجمة عن تأثير تصادم نيازك. ومع ذلك يرى العلماء أن هذه القطع الصغيرة في التربة لم تكن نتيجة حرارة شديدة نتجت عن تصادم مذنبات بل جاءت نتيجة حرارة أكثر اعتدالاً من ذلك بكثير. كما يعتقد العلماء أن هذه الأجزاء الصغيرة ربما نتجت بدلاً من ذلك عن حرائق لإنشاءات في العصر الحجري وأدت لانصهار التربة التي كانت تستخدم في هذه الإنشاءات. ولفت العلماء إلى وجود العديد من النظريات بشأن مقتل واندثار عمالقة العصر الجليدي مثل الماموث الصوفي. وأضافوا أن الماموث الصوفي يعتقد أنه ظل يجوب الأرض من حوالي 200 ألف سنة قبل أن ينقرض في نهاية المطاف منذ 10 آلاف سنة. وأشار العلماء إلى أنه يعتقد كوكب الأرض كان يمر في ذلك الوقت بتغييرات مناخية كبيرة أدت إلى تراجع ظروف معيشة الماموث، ولم يتمكن من العثور على الطعام الذي يحتاجه، حيث تراجعت أعداده وأصبح معزولاً بشكل متزايد. ويشير بعض الباحثين إلى أن انتشار الغابات على حساب مساحات الأراضي العشبية الكثيفة المجمدة والتندرا التي ازدهر فيها هذا الحيوان العملاق أدى إلى انقراضه. كما فتح تغير المناخ المجال أيضاً أمام البشر للذهاب إلى أجزاء كبيرة من نصف الكرة الشمالي مما سمح لهم بالانتشار على نطاق واسع في جميع أنحاء أمريكا الشمالية وآسيا وأوروبا. وتبنأ العلماء مؤخراً بنظريات تشير إلى أن التغيرات المفاجئة في المناخ أدت إلى عدم تمكن الكثير من هذه الأنواع العملاقة على التكيف. وتدعم هذه النتائج نظريات أخرى بشأن أسباب انقراض الماموث وحيوانات كبيرة أخرى، مثل الصيد الجائر من جانب البشر والتغيرات في ظروف معيشتها، لكن العديد يلقون باللوم بشكل كبير على صيد الإنسان للحيوانات الضخمة، مثل الماموث والذي أفضى في النهاية إلى وجوده بشكل ضئيل. ويقول الدكتور بيتر ثي أحد علماء الجيولوجيا بجامعة "كاليفورنيا"، والمشرف على هذه الدراسة: "ليس هناك أدلة تشير إلى أن هذه الأجزاء الصغيرة المتناثرة نتجت عن انصهار التربة بسبب درجات حرارة عالية أو أنها نتيجة لحدث كوني". وأوضحت الدراسة أن تغير المناخ فتح أيضاً أجزاءً كبيرة في نصف الكرة الأرضية الشمالي أمام البشر، حيث سمح لمجموعات كبيرة من البشر بالانتشار بشكل واسع في كل أنحاء أمريكا الشمالية وآسيا وأوروبا، وفي النهاية يوجه العديد اللوم إلى الصيد الجائر من جانب البشر والذي أدى إلى تضاؤل أعداد هذه الحيوانات العملاقة وبالتالي انقراضها.