يكون الماء بارداً في فصل الشتاء و إذا نوى المسلم الوضوء للصلاة و لم يكن هناك ماء غيره دافيء ،فللمتوضئ أجر عظيم وثواب جزيل ينتظره عند ربه . وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات ؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : إسباغ الوضوء على المكاره و كثرة الخطا إلى المساجد وانتظار الصلاة بعض الصلاة ، فذلكم الرباط فذلكم الرباط ) .رواه مسلم . و إسباغ الوضوء على المكاره : يعني إتمام الوضوء في أيام الشتاء لأن أيام الشتاء يكون فيها الماء باردا وإتمام الوضوء يعني إسباغه وبذلك تكون المشقة على النفس فإذا أسبغ الإنسان وضوءه مع هذه المشقة دل ذلك على كمال إيمانه فيرفع بذلك درجات العبد ويحط عنه خطيئته . وعن عُقبة بن عامر رضي الله عنه عن عمر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ما منكم من أحد يتوضأ فيبلغ أو فيسبغ الوضوء ، ثم يقول : أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبد الله ورسوله ، إلا فُتِحَتْ له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء "(مسلم). وذكر ابن القيم أن الوضوء بالماء البارد في شدة البرد عبوديه ،ولكن اذا وجد ماء دافئ و بارد يستحب العدول عن البارد واستعمال الدافيء في شدة البرد ، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما خير بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثما ,والله تبارك وتعالى يحب أن يرى أثر نعمته على عبده وإنما يكون الوضوء بالماء البارد عبوديه عند عدم غيره وفي الحديث "إن خيردينكم أيسره" قالها ثلاثا وهكذا يخطىء بعض الناس في فهم حديث"أجرك على قدر نصبك"والمراد إن لم تتأتى العبادة إلا بمشقة لاتتعمد الشقة"وما جعل عليكم في الدين من حرج"ولا يشك في هذا من عنده مسكة من علم بمقاصد الشريعة الغراء ، ويجوز أن يدفأ الماء للوضوء والاستحمام حتي لايعرض نفسه للهلاك لقوله تعالي :" ولاتلقوا بأيديكم إلي التهلكة " وروي أن رجلاً أصابته جنابة وبه جراح فاحتلم واستفتى فأمروه أن يغتسل فاغتسل فمات فبلغ ذلك النبى - صلى الله عليه وسلم - فقال ما لكم قتلتموه قتلكم الله ألم يكن شفاء العى السؤال قال عطاء فبلغنى أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال اغتسل واترك موضع الجراح ( أحمد وغيره). حديث الشيخ عبدالناصر بليح المتحدث باسم أئمة الأوقاف