حذرت المقاومة الإيرانية في بيان لها صدر أمس الجمعة في باريس من التواجد المتزايد لعناصر فيلق القدس في العراق والذي تجاوز سبعة آلاف مقاتل واعتبرته انتهاكا صارخا للقرارات الصادرة عن مجلس الأمن الدولي، والتي تؤكد على أن أهداف فيلق القدس ليست محاربة داعش بل تعويض الخسارة القاسية التي تلقاها النظام الإيراني بعد تنحية المالكي، وأيضا بغرض تثبيت سلطة ولاية الفقيه في العراق. وجاء في البيان بحسب قناة "العربية.نت" أن الإبادة الجماعية والتهجير القسري وسلب الملكية والاعتداء على المواطنين العراقيين خاصة أهل السنة، من قبل قوات الحرس الإيراني والميليشيات التابعة لهم تحت شعار مكافحة داعش، تعرض هذه التصرفات السلام والأمن المنطقة برمتها للخطر، حيث ليس من شأنها إلا تأجيج نار التشدد والإرهاب في المنطقة بأسرها. وأكد حسين عابديني عضو لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، في اتصال هاتفي مع "العربية.نت" بأن المقاومة الإيرانية حصلت على معلومات موثوقة من داخل إيران، تفيد بأن عدد عناصر الحرس لفيلق القدس في العراق يصل إلى 7000 شخص. وتم نشر العديد منهم في كل من محافظاتبغداد وديالى وصلاح الدين، وكل من المدن سامراء وكربلاء والنجف والخانقين والسعدية وجلولاء. كما يرافق عدد كبير من قادة وخبراء قوات الحرس، الميليشيات الإرهابية في مختلف مناطق العراق. استنساخ تجربة "الباسيج" في سورياوالعراق وردا على سؤال ل"العربية.نت" حول خلفية النشاطات العسكرية للنظام الإيراني في العراق، أكد عابديني بقوله "منذ أن بدأ المالكي الحرب على الأنبار في كانون الأول/ديسمبر 2013، وبعدما ألحق أهالي المنطقة وعشائرها هزيمة كبيرة به، شعر النظام الإيراني بالخطر حيث أخذ تواجد فيلق القدس في العراق أبعادا جديدة." وقد أعلن الحرسي محمد حجازي نائب رئيس إسناد هيئة أركان القوات المسلحة للنظام الإيراني، بأن طهران مستعدة لتزويد العراق بالمعدات والمشورة "وكالة إيرنا الحكومية- يناير 2014." وحسب المعلومات، فقد ذهب عدد من قادة فيلق القدس ممن شاركوا في قتل الشعب السوري إلى العراق في شباط/ فبراير 2014 لتدريب القوات العراقية، وقد نقلوا عن كثب وبشكل مباشر تجاربهم في إيرانوسوريا، إلى علي غيدان قائد القوة البرية آنذاك وفاضل برواري قائد الفرقة "الذهبية." وكان أول ما أوعزوا لنوري المالكي هو تشكيل قوة مماثلة للباسيج "التعبئة" لقوات الحرس الايراني، وكانوا يقولون إننا شكلنا الدفاع المدني في سوريا وهو قادر على إنقاذ حكومة الأسد، لأن الجيش التقليدي أسس للحروب الخارجية وهوغير كفء في حرب العصابات والمدن. وقد عزز فيلق القدس قوة مجاميع الميليشيات تحت إمرته أمثال العصائب والكتائب وبدر، ثم أرسلهم إلى محافظة الأنبار خاصة بمناطق الرمادي والكرمة، وكانت مهمتهم الأولى رفع معنوبات جيش المالكي وقتها. كما تم تنظيم دورات تدريبية لمدة 15 يوما داخل إيران لهذه الميليشيات منذ فبراير 2014، أو بالأحرى نفس العملية التي قد بدأ النظام الإيراني بشأن إرسال عملائه إلى سوريا قبل عامين.