مفاوضات الدوحة تتأرجح بين "تداعيات الأزمة" و"أهداف الألفية" باسكال لامى رئيس منظمة التجارة العالمية واشنطن: أصبح العالم اليوم يمر بأزمة كساد اقتصادي حادة بدأت بالدول الصناعية الرئيسة، إلا أنها آخذة في الانتشار إلى باقي انحاء العالم، وترجمت الأزمة الراهنة عملياً مدى ترابط القوي بين اقتصاديات دول العالم الغني والمتوسط والفقير. ومن جانبه، أعلن باسكال لامي، الأمين العام لمنظمة التجارة العالمية أن للخروج من الأزمة الراهنة، لا بد أن تتعافى الدول الصناعية والنامية الرئيسة، على حد سواء، فلابد من دون دفع عجلة التنمية في الدول النامية، وعلى الدول الصناعية أن تفي بتعهداتها بتخصيص 0.7% من ناتجها المحلي الإجمالي لمساعدة هذه الدول، بالإضافة إلى إزالة الشروط والقيود التي ترتبط بالمساعدات لجعلها أكثر فاعلية. وأكد لامي في تصريحاته التى صحيفة "الاقتصادية" الالكترونية سعيه لتغيير مسار ضغوطه على الدول ذات النفوذ في مفاوضات أجندة الدوحة، مؤكداً أهمية محادثات جولة الدوحة التجارية في تحقيق أهداف الأممالمتحدة الإنمائية للألفية الجديدة. أشار لامي في تقريره الجديد الذي قدمه للمجلس العام للمنظمة إلى أن نجاح المنظمة في إنجاز أجندة الدوحة هو أكبر مساهمة تقدمها المنظمة لنجاح قمة الأهداف الإنمائية للألفية الجديدة، التي ستعقد في نهاية سبتمبر/أيلول المقبل بحضور ممثلي 192 دولة. وأوضح أن الفترة الماضية ومنذ أن قدم تقريره خلال مايو/ آيار الماضي للمجلس العام للمنظمة قيامه عدداً من الجولات والمباحثات المفيدة، إلا أن القضايا الرئيسة لا تزال عالقة، والمطلوب من الدول ذات النفوذ الاستعداد لإجراء حوارات مكثفة خلال الشهرين المقبلين. وأضافت منظمة التجارة العالمية أن تخفيض كلف التجارة العالمية وإزالة المعوقات أمام تدفق السلع والخدمات للدول النامية هي المساهمة الرئيسة التي سيمكن أن تقدمها لنجاح أهداف الألفية الجديدة. وأشار إلى أن التقارير عن النتائج والآثار المترتبة على اختتام دولة الدوحة وعلاقتها بأهداف الألفية والتنمية ستكون في صلب مؤتمر العالم الثالث حول المعونة من أجل التجارة في يوليو من العام المقبل. وذكر لامي أن الاجتماع غير الرسمي للجنة المفاوضات التجارية أعطى انطباعاً بوجود ما وصفها "مؤشرات على ديناميكية جديدة ناشئة بعد بضعة أشهر من الجمود في المفاوضات". ودعا لامي في تصريحاته التى أوردتها وكالة الأنباء الكويتية "كونا" المفاوضين الى توسيع نطاق مجموعات صغيرة لمناقشة جميع المجالات على امل تقييم التقدم المحرز في محادثات التجارة العالمية "جولة الدوحة" خلال اكتوبر المقبل. واكد الحاجة الى زيادة فرص العمل من دون مزيد من الضغوط على الميزانيات الوطنية وان يكون ختام "جولة الدوحة" لتحرير التجارة العالمية جزءا لا يتجزأ من استراتيجية دول مجموعة العشرين. وأكد ضرورة محاولة البناء على الديناميكية الجديدة من خلال توسيع نطاق هذه المناقشات الى مجموعات صغيرة في كل المجالات مشددا على ضرورة العودة الى مجموعات التفاوض على أن يتم تقييم كل تلك الخطوات في اكتوبر المقبل. بان كي مون ومن جانبه، دعا بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة قادة العالم إلى حضور قمة تعقد في نيويورك في الفترة من 20 إلى 22 سبتمبر/أيلول المقبل للإسراع بإحراز تقدم نحو الأهداف الإنمائية للألفية. وأوضح أن القمة جاءت في وقت يشهد تنوعاً من الأزمات التى تهدد الجهد المبذول عالمياً للحد من الفقر، مؤكداً أهمية القمة لمضاعفة الجهود المبذولة لتحقيق الأهداف، مشيراً إلى الأهداف التي اعتمدتها قمة الأممالمتحدة للألفية عام 2000؛ بهدف خفض الفقر والجوع والمرض ووفيات الأطفال وغيرها، في مهلة أقصاها عام 2015. وفي نفس الوقت، أظهر التقرير الصادر عن البنك الدولي أن نظام تعدد الأطراف الجديد يجب أن يعطي قيمة مساوية للتنمية، شأنها شأن التمويل الدولي، وإلا فإن العالم سيظل مزعزع الاستقرار، لكن نظام تقديم المعونات لم يكن يؤدي وظائفه بصورة جيدة، وهو في حاجة إلى التحرك بطريقة أكثر سرعة وفعالية لمساعدة البلدان الأشدّ عرضة للمعاناة عندما تقع أزمة ما، كما أن مجموعة البنك الدولي في حاجة هي الأخرى إلى إصلاح. وأوضح التقرير أن أسواق الطاقة العالمية تمر بحالة من الفوضى، حيث دعا إلى التوصل إلى اتفاق عالمي بين منتجي الطاقة ومستهلكيها. ويمكن للجانبين المشاركة في خطط زيادة الإمدادات، وتحسين كفاءة الاستخدام وتقليل مستوى الطلب؛ ومساعدة الفقراء في الحصول على منتجات الطاقة؛ ودراسة مدى ارتباط هذه السياسات بالسياسات المتعلقة بإنتاج الكربون وتغير المناخ.