إن رؤية الأشعة الأولى لشروق الشمس وهي تتسلل عبر جانب الجبل المغطى بالثلوج الكثيفة الناعمة التي لا تشوبها شائبة، بحيث تصبح أنت أول من يبادر بالتزلج على المنحدرات :هذا هو المشهد الذي من اجله يحيا من ينهضون مبكرا لممارسة التزلج في الصباح الباكر. وتتسابق منتجعات التزلج على الجليد في جبال الألب في أوروبا على تقديم العروض بشكل متزايد لأولئك الذين على استعداد للنهوض في وقت مبكر جدا، بينما لا يزال الظلام يلف المكان ويبادرون بالصعود إلى أعلى الجبل في أول فوج يغادر لممارسة رياضة التزلج . ويطلق على العروض المطروحة أسماء مثل عرض "المسار الأول" و " السجادة البيضاء " و "الطائر المبكر" بالنسبة لأولئك الذين يريدون أن يكونوا أول من يخرج لممارسة التزلج على المنحدرات المنمقة التي لم يمسسها احد ، قبل الحشود التي ستأتي لاحقا. وتقدم العديد من منتجعات التزلج على الجليد في جبال الألب مثل تلك العروض الخاصة بالمتزلجين الذين ينهضون مبكرا، حيث يقتصر عدد المتزلجين غالبا على نحو 30 متزلجا، ولذا يكون من الضروري القيام بالحجز المسبق في اليوم السابق. في منتجع مونتافون في غرب النمسا، توجد أربعة عروض من هذا القبيل ، بيد ان هناك عروضا أخرى لأولئك الذين ينهضون مبكرا في عدة أماكن أخرى مثل زيلرتال وسرفاوس. وفي سويسرا، توجد عروض في منتجعات سانت موريتز وزيرمات للمتزلجين الذين ينهضون في الصباح الباكر. ويصف ألكسندر ديليج من جمعية مدربي التزلج الألمانية إغراء التزلج في الصباح الباكر بقوله :"إنه ببساطة بمثابة حلم ، أن تكون أول من يتزلج على منحدرات ممهدة ". ويضيف ستيفان وينتر من اتحاد جبال الألب الألماني :" إنه متعة خاصة أن يكون اليوم كله أمامك ". ولا يخلو التزلج في وقت مبكر من المخاطر الخاصة به، وهي التي يعرف المتزلجون من ذوي الخبرة كيف يتفادونها". ويمكن ان يتحول الجليد في أواخر فصل الشتاء أو أوائل الربيع، ليصبح ناعما في درجات الحرارة الدافئة خلال فترة ما بعد الظهر، ويعود للتجمد فقط خلال الليل. وقد تبدو المنحدرات في الصباح الباكر ناعمة ، ولكن سطحها لا يكون كذلك. ويوضح ديليج ذلك بقوله :" في صباح مثل تلك الأيام يبدأ الثلج في التحول للنعومة في حوالي الساعة التاسعة والنصف صباحا عندما تشرق الشمس من جديد على المنحدرات". ثم تصبح الطبقة العليا التي يبلغ سمكها نحو بضعة سنتيمترات ناعمة بما يكفي لإبطاء زحافات المتزلجين. ومن المخاطر الأخرى ألا تكون المنحدرات قد تم تمهيدها بدقة بالمركبات الزحافة في وقت متأخر من الليل، أو تكون المسارات التي تركتها خلفها في الجليد قد تجمدت أثناء الليل. عندئذ يكون من الصعب الحفاظ على الزلاجات تحت السيطرة على الطرق الوعرة. واشار وينتر إلى أن الخطر الأكبر ربما يأتي من المتزلجين الذين ينهضون في وقت مبكر أنفسهم. ويقول وينتر :" عندما يكون المنحدر أمامك خاليا من الناس ، يميل المتزلجون إلى التصرف وكأنهم في سباق كأس العالم للمنحدرات". ويمكن ان يؤدي مثل هذا الإفراط في الاندفاع إلى حدوث مصادمات والتعرض للإصابات.