"النجاح" كلمة تمسكت بها ضمنيا أو صراحة السلطة وخصومها البارزين في مصر، أمس الجمعة، الذي شهد احتجاجات خرجت استجابة لدعوات منفصلة للتظاهر، كان أبرزها "انتفاضة الشباب المسلم". ففي الوقت الذي وصف كل من "التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الإنقلاب" الداعم لمرسي وجماعة الإخوان والجبهة السلفية الداعي لهذه الاحتجاجات ب"الناجحة"، أكدت الحكومة المصرية ووزارة الداخلية إحباط المخططات الإرهابية والمحافظة على استتاب الأمن في البلاد واستقرار الأوضاع مبكرا، أعلنت الحكومة المصرية استقرار الأوضاع في البلاد، وهو ما يعني فشل الأطراف الداعية للتظاهرات التي كانت تتهمهم الحكومة في تصريحات صحفية منذ أكثر من أسبوع بسعيهم لتقويض الاستقرار ومؤسسات الدولة. وبحسب تقارير محلية، أوضح إبراهيم محلب، رئيس الوزراء، خلال متابعته أحداث يوم الجمعة من غرفة العمليات المركزية بمركز معلومات المجلس أن الأوضاع داخل المحافظات مستقرة، والمواطن المصرى يعى تماما متطلبات المرحلة الحالية، التى تمر بها دولته، ويثق فى قيادته السياسية، في إشارة إلي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. وأوضح أن تجمعات الإخوان "بسيطة جدًا ولا تشكل أى خطورة". مضيفا: "محدش هيعرف يطلّع مصر من جو الامن والأمان رغم حقد الحاقدين". كذلك، أعلنت وزارة الداخلية نجاحها في إحباط وإجهاض ما أسمته ب"المخططات الإرهابية". وفي بيان لها، قالت إنه "في إطار المتابعات الأمنية لدعوات التخريب والعنف اليوم الجمعة واصلت الأجهزة الأمنية جهودها المكثفة بكافة المحافظات على مستوى الجمهورية لمواجهة تحركات تلك العناصر وإجهاض مخططاتها لقطع الطرق وتعطيل الحركة المرورية وترويع المواطنين". وأضافت: "تمكنت الأجهزة الأمنية من التصدى الحاسم والمباشر لتحركات تلك العناصر والتعامل معها". في المقابل، اعتبر التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الإنقلاب أنه "نجح في تنظيم مظاهرات حاشدة في مختلف ربوع البلاد". وقال التحالف في بيان له، مساء الجمعة: "لقد حطم ثوار مصر جميعا اليوم كل الحواجز التي وضعها العسكر لمنع خروج الشعب الثائر، وفشلت ميليشيات العسكر في منع انتفاضة الشعب المصري وفي القلب منه شبابه الحر، التي خرجت في فعاليات حاشدة بمختلف ربوع مصر". وأضاف التحالف: "تحويل الشارع الى معسكرات تدل على ضعف الانقلاب وفشله فى اخماد الحراك الثوري وان الثوار يكسبون الشارع والنصر قادم لا محالة". ولم تختلف الجبهة السلفية، أحد مكونات التحالف والداعية الثانية للتظاهرات تحت عنوان "انتفاضة الشباب المسلم" عن إعلان نجاحها هي الآخر صراحة بقولها: "دعوتنا وانتفاضتنا بفضل الله نجحت نجاحا كبيرا ببروز قضية الهوية إلى الصدارة، وبإعلاء المصحف راية على المعركة". وأضاف الجبهة في بيان لها مساء الجبهة "نجحنا بفضل الله في إحداث نقلة أيدلوجية في الصراع ترفع سقف الأحرار والثوار ضد الظلم، وتتماشى مع هوية مصر ومجتمعها المسلم، وتضع المعركة في سياقها الصحيح. وهو أمر له ثمنه، وله ما بعده". واتفقت جماعة الإخوان معهما في التأكيد علي نجاحها خلال المشهد المصري اليوم، وقالت الإخوان :"الزحف الثوري كسب اليوم أرضاً جديده وكشف زيف قدرة أجهزة الانقلاب المسلحة في وقف المد الثوري المتصاعد يوماً بعد يوم". وأضافت الجماعة :"الانقلاب العسكري قد أعلن اليوم فشله وإفلاسه في مواجهة ثورة الشعب الحر". وفي ظل كل الأطراف بمصر في الحديث عن نجاح خطتها، كانت مظاهرات الجمعة معتادة بلا ثورة أو انتفاضة كما ذهبت إليها تسمية الجبهة السلفية . ووفق رصد مراسلي وكالة الأناضول، خرجت المسيرات، أمس، في القاهرة والجيزة والفيوم وبني سويف والمنيا وبني سويف، والإسكندرية، والغربية والقليوبية والشرقية والمنوفية وكفر الشيخ ودمياط، وأسيوط. وكان ملاحظا التواجد الأمني الحاشد علي غير ما كان معتاد مسبقا، وسط استمرار تفريق قوات الأمن مسيرات المطرية، ومنطقة المنيب بالجيزة، بالإضافة إلى تفريق مسيرات لأنصار مرسي في المنيا، وأسيوط، والقليوبية. وفي 3 يوليو من العام الماضي، أطاح قادة الجيش، بمشاركة قوى دينية وسياسية، بالرئيس الأسبق محمد مرسي، المنتمي لجماعة الإخوان في خطوة يعتبرها أنصاره "انقلابا عسكريا" ويراها المناهضون له "ثورة شعبية". ومنذ ذلك التاريخ، ينظم التحالف الداعم لمرسي، فعاليات منددة بعزله، ومطالبة بعودة ما أسموه ب"الشرعية"، المتمثلة في عودة الرئيس المنتخب، في إشارة إلى مرسي، إلى الحكم، وهي المظاهرات التي شهدت في أحيان كثيرة تفريق من قوات الأمن أوقعت قتلى ومصابين.