نجحت دولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عُمان في تسجيل فن "العيالة" في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي لمنظمة اليونسكو، وأُعلن الخميس عن استيفاء الملف الدولي المشترك والذي تقدمت به الدولتان كافة المعايير المطلوبة للتسجيل، وذلك في الاجتماع التاسع للجنة الدولية الحكومية لصون التراث الثقافي غير المادي للبشرية والذي يُعقد حالياً في مقر اليونسكو بباريس خلال الفترة من 24 - 28 نوفمبر/تشرين الثاني الحالي. ويضع هذا الانجاز الجديد الدولة في مقدمة الدول العربية التي تهتم بصون تراثها المعنوي، حيث سبق للهيئة أن سجلت ملفات الصقارة والسدو والتغرودة في قائمة اليونسكو العالمية، فيما ينتظر أن يتم ادراج ملفات أخرى في القائمة الأهم عالمياً كملفات دولية مشتركة مع كل من المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان ودولة قطر، وتشمل الملفات المرتقبة ألعاب الأطفال والحربية والمجالس والقهوة العربية. وعبر الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان رئيس هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة عن سعادته بالإعلان الرسمي من قبل منظمة اليونسكو عن تسجيل "العيالة" في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي بالتعاون مع سلطنة عُمان الشقيقة، وأكد معاليه "أنّ إدراج "العيالة" وغيرها من عناصر التراث في قوائم اليونسكو من شأنه أن يساهم في إحياء مختلف فنون الأداء، وتسليط الضوء على التراث الثقافي لدولة الإمارات، وتشجيع التنوع الثقافي والإبداع البشري والحوار بين الحضارات". وأوضح "أن هذا الإنجاز الكبير ما كان من الممكن أن يتحقق لولا التعاون الوثيق والمؤازرة القوية والدعم المتواصل من وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، والمندوبية الدائمة للإمارات باليونسكو وغيرها من الجهات الحكومية والجمعيات والمنظمات الأهلية وفرق الفنون الشعبية والقرى التراثية والباحثين والمبدعين الأفراد". ويتكون وفد دولة الإمارات العربية المتحدة المشارك حاليا في الاجتماع التاسع للجنة الدولية الحكومية لصون التراث الثقافي غير المادي للبشرية، ممثلين من هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة ووزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع. وأوضح د. ناصر علي الحميري مدير إدارة التراث المعنوي (منسق الملف المشترك) في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، "أن النجاح في إدراج العيالة في قوائم اليونسكو ليس بالأمر السهل، فقد أخفقت كثير من الدول في ذلك، لأن اليونسكو درجت خلال السنوات الأخيرة على إجراء تعديلات على اللوائح التشغيلية ووضع المزيد من القيود على التسجيل، فقد تقدمت هذا العام 48 دولة بملفاتها ولم توافق اللجنة على تسجيل ثلث هذه الملفات". وعُرفت "العيّالة" بوصفها فناً من فنون الأداء الشعبي منذ زمن طويل في جميع أنحاء دولة الإمارات العربية المتحدة، إذ يمارسها الذكور من جميع الفئات العمرية، وارتبطت تاريخياً بثقافة وشهامة الصحراء، وهي إحدى الطقوس الاجتماعية المهمة التي تسهم في تغذية روح الكرامة والشرف للجماعات الساحلية والداخلية. وتمارس "العيّالة" بشكل منتظم في جميع الأوقات لاسيما في الاحتفالات الوطنية، والمناسبات الاجتماعية فقد أصبحت وسيلة من وسائل الترفيه الاجتماعي في الأعراس وغير ذلك من الاحتفالات الجماعية. وتمثل الأشعار الحماسية التي يتم إنشادها جزءاً لا يتجزأ من عروض "العيالة"، وهي من الشعر النبطي ويصاحبها ايقاعات من طبول مختلفة، منها الطبول الكبيرة (القصير أو الراس)، والطبول الصغيرة (التخمير - الصماع – الطار – الدمام – الدفوف – الطوس - الرحماني – الكاسر). ويعد إدراج "العيالة" على القائمة التمثيلية لليونسكو مؤثر إيجابي لدعم انتشار هذا الفن التراثي الأصيل، وزيادة مستوى الوعي بأهمية التراث الثقافي غير المادي على المستويات الأهلية والرسمية، وتوفير فرص استمرار العيالة وبقائها كلون تراثي أصيل وتعزيز مكانتها في قائمة فنون الأداء واستمرار ممارستها من قبل الأجيال الحالية والقادمة في مجتمع الإمارات وسلطنة عُمان.