استعرض الداعية الديني محمود المصرى تفاصيل رحلة صعود روح الموتى إلى الله عز وجل بعد خروجها من الجسد، وكيف تنتقل من الارض للسماء، وماذا يحدث لها حين تصل للسماء السابعة، وكيف يكون حال المؤمن داخل القبر وكيف يكون حال الكافر؟. وأكد المصري خلال لقائه ببرنامج «بوضوح»، الذي يقدمه الاعلامى عمرو الليثى على قناة «الحياة»، أن رحلة الروح التي تبدأ منذ سكرات الموت حتى يوم القيامة والبعث من الغيبيات التى جعل الله بينها وبين الدنيا برزخ باستثناء ما أتاح لنا الله معرفته، مشيرا إلى أن بداية الآخرة هى القبر، وأن النبى صلى الله عليه وسلم سمى هذه الرحلة فترة البرزخ «أي الحاجز»، وهي نفس التسمية التي ذكرها الله سبحانه وتعالى في القرآن حين قال: « ومن ورائهم برزخ الى يوم يبعثون» . واستشهد المصري بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم «إن القبر أول منازل الآخرة، فإن نجا منه فما بعده أيسر منه، وإن لم ينج منه فما بعده أشد منه»، مبينا أن الملائكة الذين ينزلون على العبد المؤمن بيض الوجوه، بينما الذين ينزلون على الكافر سود الوجوه، وأن ملك الموت أيضا يأتى للمؤمن في صورة تختلف عن الصورة التي يأتي بها للكافر. وأوضح أن الملائكة يهيئون روح العبد المؤمن حتى عنقه إلى أن يصل سيدنا عزرائيل عليه السلام، فيجلس عند رأس العبد ليقبض روحه بين يديه، ثم سرعان ما يحملها الملائكة ويضعونها فى الكفن ويعطرونها بعطر الجنة ويصعدون إلى السماء الأولى لتفتح لهم الابواب ثم الثانية فالثالثة حتى السماء السابعة، وطوال هذه الرحلة يمرون على ملائكة كل سماء فيسألونهم: لمن هذه الروح؟ فيقولون لفلان ابن فلان، فيدعون له ويصلون عليه إلى أن يطرقوا باب السماء السابعة فيستقبلها الله عز وجل . وأضاف الداعية الإسلامي: حينذاك يقول الله عز وجل: اكتبوا كتاب عبدى فى عليين، وهو كتاب يؤخذ لهذا العبد ويكتب به اسمه ويختم بخاتم الجنة . وفي المقابل، يغسل الجسد فى الارض ويكفن وتشيع جنازته فى نفس التوقيت الذى تتم به رحلة الروح إلى السماء، فيأمر الله ملائكته بالنزول بالروح مرة أخرى للأرض لتتوافق مع الجسد مرة أخرى فى قبره بمجرد إغلاقه على الميت . وأكد المصري أن العبد المؤمن لن يفزع من وحشة القبر، حيث يأتيه ملكان فيجلسانه ويسألانه ثلاثة أسئلة فقط، هى: من ربك؟ ما دينك؟ من نبيك؟ فيجيب العبد المؤمن حتى وان كان جاهلا : ربى الله ودين الاسلام ونبيي محمد صلى الله عليه وسلم، أما إن كان عبدا غير مؤمن فلن يستطع الاجابة فى القبر حتى وإن كان عالما. ولفت إلى أن أحاسيس الميت تختلف عن أحاسيسه وهو على قيد الحياة، ويشعر بأهله وأحبابه ودعائهم له . واختتم الداعية الإسلامي حديثه بأنه بعد أن يأمر الله سبحانه وتعالى عزرائيل عليه السلام بقبض أرواح الناس جميعا ثم جبرائيل وإسرافيل وملائكة العرش، يسأل عزرائيل: من بقى يا ملك الموت؟ فيقول: بقى عبدك الماثل بين يديك، وبقيت أنت وأنت الحى الذى لا يموت، فيقول الله: وأنت خلق من خلقى وخلقت لما ترى، فمت يا ملك الموت، فيموت ويصبح الكون سكونا، فإذا بالحق سبحانه وتعالى يطوى الارض بيمينه والسماء بشماله ويقول: أنا الملك فأين ملوك الأرض؟ أنا الملك فأين الجبارون والمتكبرون.. أين الذين كانوا يأكلون خيرى ويعبدون غيرى؟ لمن الملك اليوم؟ فلا أحد يسأل ولا أحد يجيب الا الله، فيقول: الملك اليوم لله الواحد القاهر.