التقى المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء اليوم السبت بالمبعوث الخاص للرئيس الصيني، وذلك بحضور وزيرة التعاون الدولي الدكتورة نجلاء الأهواني. وأعرب المبعوث الخاص للرئيس الصيني، فى مستهل اللقاء، عن سعادته بلقاء رئيس مجلس الوزراء عقب المباحثات التي أجراها صباح اليوم مع الرئيس عبد الفتاح السيسى، والتي نقل خلالها وجهة نظر بلاده لتعميق العلاقات الثنائية بين البلدين، والحفاظ على روابط الأخوة والصداقة التي تربط بين الحكومتين والشعبين، كما نقل إلى محلب تحيات رئيس مجلس الدولة الصيني. ومن جانبه، رحب محلب بالمبعوث الخاص للرئيس الصيني، الممثل عن الحكومة والشعب الصيني العظيم، مشيرا إلى أن مصر لديها إرادة سياسية واضحة لخلق استراتيجية شاملة تربط العلاقات بين البلدين، وستعمل على تنفيذها بخطة واضحة، مؤكدا أن إنشاء "وحدة الصين" داخل مجلس الوزراء برئاسته وعضوية عدد كبير من الوزراء، جاء إدراكا لأهمية العلاقات المصرية الصينية، وسعيا لتطويرها إلى مستوى العلاقات الاستراتيجية الشاملة في مختلف المجالات. وأشار إلى أن هناك زيارة مرتقبة للرئيس المصري إلى الصين، يتم الإعداد لها، حيث من المقرر أن يقوم وفد وزاري بزيارة بكين للإعداد للزيارة المهمة، والتنفيذ الفوري لكل ما سيتم الاتفاق عليه، بما يساعد على تدعيم التعاون الاستراتيجي بين مصر والصين في مختلف المجالات الاقتصادية والتنموية. وصرح السفير حسام القاويش المتحدث الرسمي لرئاسة مجلس الوزراء بأن رئيس الوزراء أعرب خلال اللقاء عن التقدير البالغ لمواقف الصين الداعمة لإرادة الشعب المصري، وثورته في 30 يونيو، مشيرا إلى أن ذلك يضيف مسئولية كبيرة على حكومتي البلدين لتحقيق النجاح المأمول، وتطوير العلاقات إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين مصر والصين، وخاصة في المجالات الاقتصادية. وأكد محلب أن مصر تخوض حربا ضد إرهاب عالمي ليس له حدود، وأنها واثقة من مساندة الصين لها في هذه الحرب، حيث أن استقرار مصر ضمانة مهمة لاستقرار المنطقة ككل، مضيفا أن مصر تستعد لعقد مؤتمرها الاقتصادي العالمي في مارس المقبل، والذي يهدف إلى طرح فرص التنمية والاستثمار في مصر، منوها بأنه قد روعي في اختيار توقيت المؤتمر الإجازات الصينية السنوية بما يعد دليلا على حرص مصر على مشاركة الصين في ذلك الحدث الاقتصادي المهم. وشدد على حرص مصر على تذليل كافة العقبات التي تواجه كافة الشركات الاستثمارية الصينية على أراضيها، موضحا أنه في ضوء اهتمام الصين بالقارة الإفريقية، فإن الشركات الصينية التي تعمل في مصر سيكون لديها فرصة النفاذ إلى الأسواق العربية والأفريقية والإتحاد الأوروبي من خلال العديد من الاتفاقات التي تعد مصر طرفا فيها، مثل الكوميسا وغيرها. وعلى الجانب الآخر، أكد المبعوث الصيني دعم بلاده للعلاقات الثنائية، ورغبتها في تطوير العلاقات، وتوسيع آفاق التعاون بينهما في كافة المجالات في ضوء المستجدات الراهنة، منوها بأن الشعب الصيني يكن مشاعر طيبة لمصر وشعبها، وأن الصين تدرك أن مصر دولة ذات وزن وتأثير لا يقتصر على العالم العربي والإسلامي بل وعلى الساحة الدولية بأسرها، وأن مستقبل التعاون الاقتصادي والتجاري رحبا بين البلدين، خاصة في ظل الموارد البشرية الهائلة في مصر، كما أنه لا توجد أي معوقات لدفع هذا التعاون نظرا لعمق العلاقات على المستويين الرسمي والشعبي بين الجانبين. وأشار إلى أن هناك العديد من مجالات التعاون المنتظر، وفي مقدمتها المشاريع القومية، ومحور تنمية قناة السويس، والبنية التحتية، والسكك الحديدية، والطرق، والإسكان، والطاقة الجديدة والمتجددة، والطيران، والفضاء، والسياحة، والتبادل التجاري. وبدوره، أكد محلب حرص مصر على الاستفادة من خبرات الجانب الصيني في مجال الصرف الصحي، والإسكان الشعبي، والمشاركة في تنفيذ مشروع القطار السريع، داعيا إلى عودة السياحة الصينية إلى مصر، وإلى قيام المبعوث الصيني بزيارة المواقع السياحية المصرية للتعرف على التطور الذي يجرى بها، وما تقدمه من خدمات متطورة للسياح. وأوضح المبعوث الصيني أن هناك توجها لإعادة إحياء "طريق الحرير" على القطاعين البري والبحري، والذي يربط بين غرب الصين وشمال مصر، حيث قامت الصين بتخصيص صندوق بقيمة 40 مليار دولار لتنفيذ هذا الطريق، وذلك لما يتمتع به هذا الطريق من مزايا سيكون لها آثار إيجابية على التنمية في مصر. وأكد أن الصين تستعد للزيارة المرتقبة للرئيس المصري، ويعدون لها بكل اهتمام حيث تتطلع لبناء شراكة استراتيجية شاملة مع مصر في كافة المجالات، لافتا إلى أن بلاده تبذل كل ما في وسعها لدعم خطط مصر المستقبلية، منوها بأن الصين تقدر حرص رئيس مجلس الوزراء على رئاسة وحدة الصين بما يؤكد الجدية والتقدير البالغ للعلاقات الثنائية المهمة والرغبة في تطويرها. كما أكد استعداد بلاده لمساندة مصر في حربها ضد الإرهاب، معتبرا أن الإرهاب عدو مشترك لمصر والصين، وأن هذا يجعل التعاون الأمني بين البلدين شديد الأهمية في هذه المرحلة لمواجهة خطر الإرهاب ودحر خططه، مضيفا أن الصين ستجري مباحثات مع الجانب المصري في هذا الخصوص. ومن جانبها، استعرضت الدكتورة نجلاء الأهواني عددا من جوانب العلاقات بين البلدين بإعتبارها مقررا لوحدة الصين، ثم تطرقت إلى الاستعدادات الخاصة بزيارة الرئيس السيسي لبكين، حيث أشارت إلى أن هناك عددا من المشروعات التي ستعرضها مصر على الجانب الصيني قبل الزيارة المرتقبة، وذلك في مجالات (النقل، الكهرباء، البترول، الزراعة، الصحة، الصناعة، محور قناة السويس). وأضافت أن هناك مجالات مقترحة لزيادة التبادل التجاري بين البلدين، وهناك رغبة حقيقية في تذليل كافة العقبات التي قد تعترض تحقيق هذا الهدف.
