«التضامن» تقر تعديل وتوفيق أوضاع جمعيتين بمحافظة القاهرة    سعر الدولار في البنوك المصرية اليوم الأحد 11 مايو 2025    السكة الحديد تعلن تأخيرات القطارات المتوقعة اليوم الأحد    كسر خط الكريمات.. الأهالي يناشدون رئيس الوزراء بالتدخل العاجل لتوفير الاعتمادات اللازمة لصيانة وتجديد خط المياه    نزع ملكية أراضي وعقارات لصالح مشروع تطوير 5 مزلقانات بمحافظة قنا    بعد انخفاض عيار 21 بالمصنعية.. سعر الذهب اليوم الأحد 11-5-2025 محليًا وعالميًا صباحًا    بوتين يقترح عقد مفاوضات مباشرة مع أوكرانيا بإسطنبول    وزير الإعلام الباكستاني: لا انتهاكات لوقف إطلاق النار مع الهند حتى الآن    الأونروا: لدينا آلاف الشاحنات جاهزة للدخول وفرقنا في غزة مستعدة لزيادة التسليم    استشهاد 10 فلسطينيين إثر قصف "الاحتلال الإسرائيلي " خيم النازحين بخان يونس    مصرع 8 أشخاص وإصابة 30 آخرين إثر سقوط حافلة من منحدر فى سريلانكا    منافس الأهلي.. إنتر ميامي يسقط بالدوري الأمريكي في حضور ميسي    «يشترط 40 مليونا للبقاء».. شوبير يصدم جماهير الأهلي بشأن مدافع الفريق    فيديو.. الأرصاد: اليوم ذروة الموجة شديدة الحرارة وتحول مفاجئ في الطقس غدا    النشرة المرورية.. كثافات متحركة للسيارات بمحاور القاهرة والجيزة    دعاية السجون المصرية بين التجميل والتزييف.. ودور النخب بكشف الحقيقة    طريقة عمل الجاتوه شاتوه، للمناسبات الخاصة وبأقل التكاليف    موعد مباراة برشلونة ضد ريال مدريد في الدوري الاسباني والقنوات الناقلة    اليوم.. نظر محاكمة المتهمين بقضية خلية النزهة الإرهابية    هل تصح طهارة وصلاة العامل في محطة البنزين؟.. دار الإفتاء تجيب    سعر طبق البيض اليوم الأحد 11 مايو    تحاليل دورية للأطفال المصابين بمرض السكر للكشف المبكر عن المضاعفات    حظك اليوم الأحد 11 مايو وتوقعات الأبراج    استقالة مستشار الأمن القومى السويدى بعد يوم من تعيينه بسبب صور فاضحة    هل للعصر سنة؟.. داعية يفاجئ الجميع    مع استئناف جلسات «قانون الايجار القديم»: خبير عقاري يشرح فوائد إعادة فتح الشقق المغلقة    تشكيل ليفربول المتوقع ضد آرسنال اليوم.. موقف محمد صلاح    ترامب: أحرزنا تقدمًا في المحادثات مع الصين ونتجه نحو "إعادة ضبط شاملة" للعلاقات    لأول مرة.. نانسي عجرم تلتقي جمهورها في إندونيسيا 5 نوفمبر المقبل    اليوم.. انطلاق التقييمات المبدئية لطلاب الصفين الأول والثاني الابتدائي    إخلاء سبيل ضحية النمر المفترس بالسيرك بطنطا في بلاغ تعرضه للسرقة    صنع الله إبراهيم يمر بأزمة صحية.. والمثقفون يطالبون برعاية عاجلة    قمة الدوري الإسباني.. قائمة ريال مدريد لمواجهة برشلونة في الكلاسيكو    الدوري الفرنسي.. مارسيليا وموناكو يتأهلان إلى دوري أبطال أوروبا    بالتردد.. تعرف على مواعيد وقنوات عرض مسلسل «المدينة البعيدة» الحلقة 25    ما شروط وجوب الحج؟.. مركز الأزهر للفتوى يوضح    تامر أمين بعد انخفاض عددها بشكل كبير: الحمير راحت فين؟ (فيديو)    هاني رمزي: من المبكر تقييم النحاس مع الأهلي.. وأتوقع فوز بيراميدز على الزمالك    بوتين: أوكرانيا حاولت ترهيب القادة القادمين لموسكو لحضور احتفالات يوم النصر    ورثة محمود عبد العزيز يصدرون بيانًا تفصيليًا بشأن النزاع القانوني مع بوسي شلبي    سالم: ما يقوم به الزمالك مع زيزو هو نموذج للإحترافية والاحترام    انطلاق النسخة الثانية من دوري الشركات بمشاركة 24 فريقًا باستاد القاهرة الدولي    مصرع وإصابة 4 أشخاص في حريق مطعم مصر الجديدة    إخلاء عقار من 5 طوابق فى طوخ بعد ظهور شروخ وتصدعات    محاكمة متهمين بقتل طالب داخل مشاجرة بالزيتون| اليوم    حكام مباريات الأحد في الجولة السادسة من المرحلة النهائية للدوري المصري    محافظة سوهاج تكشف حقيقة تعيين سائق نائباً لرئيس مركز    رسميًا.. أسعار استمارة بطاقة الرقم القومي وطريقة استخراجها مستعجل من المنزل    في أهمية صناعة الناخب ومحاولة إنتاجه من أجل استقرار واستمرار الوطن    أمانة العضوية المركزية ب"مستقبل وطن" تعقد اجتماعا تنظيميا مع أمنائها في المحافظات وتكرم 8 حققت المستهدف التنظيمي    وزيرة التضامن ترد على مقولة «الحكومة مش شايفانا»: لدينا قاعدة بيانات تضم 17 مليون أسرة    ضع راحتك في المقدمة وابتعد عن العشوائية.. حظ برج الجدي اليوم 11 مايو    «عشان تناموا وضميركم مرتاح».. عمرو أديب يوجه رسالة إلى أبناء محمود عبدالعزيز    أبرزها الإجهاد والتوتر في بيئة العمل.. أسباب زيادة أمراض القلب والذبحة الصدرية عند الشباب    تبدأ قبلها بأسابيع وتجاهلها يقلل فرص نجاتك.. علامات مبكرة ل الأزمة القلبية (انتبه لها!)    منها «الشيكولاتة ومخلل الكرنب».. 6 أطعمة سيئة مفيدة للأمعاء    رئيس جامعة الأزهر: السعي بين الصفا والمروة فريضة راسخة    وقفة عرفات.. موعد عيد الأضحى المبارك 2025 فلكيًا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



من مفردات السيسى
نشر في محيط يوم 08 - 11 - 2014

خللوا بالكم.. عايزكم كده.. علي قلب رجل واحد.. اوعوا.. مصر لا يمكن تضيع.. بلدنا تقوى وتصبح عفية.. اللى مش قادر تبقي عنده الشجاعة أشرف له يعتذر.. لا نكذب علي شعب مصر.. لا والله.. إيد واحدة.. أهل الشهداء قدموا لنا ولازم نقدمهم علينا..
أهلنا في سيناء منتهى الوطنية. تحية تقدير وشكر واعتذار.. تجديد الخطاب الدينى.. الكهرباء الصيف جاى.. التشكيك بقدرات الجيش.. اللي عمل كده عايز يحرق قلب مصر.. الجيش والشرطة والشعب.. بصوا حواليكم.. التحديات كبيرة.. ربنا معانا.. أولادكم أخذوا النار بصدورهم.. الشباب أنا محتاجك.. كوادر شابة.. مطلوب إبداعات.. في المقدمة.. على قلب رجل واحد.. موجودين.. جاهزين.. برنامج متكامل.. المجتمع كله.. بصوا حواليكم.. منتهى الصراحة.. بقوة أكثر وبسرعة أكبر.. خريطة الطريق.. جميع القوى السياسية.. أنا مش هشتغل لوحدى.. التحدي.. مش حيقدروا.. طول ما احنا كده.. متجمعين... اوعوا.. احنا جاهزين.. تحيا مصر.. ماحدش حيحرق قلب مصر.. لا والله.. خدوا بالكم..
وداعاً.. إنجى 56
حقيقة صدق الكلام بمعناه وتأثيره وتعبيره الخارج من قلب عاشق يتغنى بجمال عيون الحبيب «لو شفتم عينيه حلوين قد إيه حتقولوا انشغالي وسهر الليالى مش كتير عليه.. بتلوموني ليه».. وأبدًا ومحال لوم عبدالحليم عندما غنى لعذوبة النظرة الغضّة الإهاب المتناغمة مع سحر الابتسامة الوسنانة وإطلالة السن اللؤلؤى في حضن الإطار الرومانسى والليل والنجوم والنيل.. أبدًا.. أبدًا.. لم يكن باستطاعة أو قدرة أو إمكانية أو صلابة أو تجييش أو حَصانة أو مقاومة أو تحمل أحد الوقوف في وجه كل هذا الجمال. كل تلك الفتنة.. كل هذا الرونق.. كل ما حشدته الطبيعة من حسن خلاّب فى الماء والسماء وابنة حواء.. أبدًا ليس من أحد هنا أو هناك كان يملك درعاً واقيًا أو حجاباً عاكساً أو تعويذة منجية ضد السقوط في جب الحب أو الخروج من إسار حلوة العينين.
بالأمس رحلت إنجى المتفاخرة باسمها الحقيقي المشطور إلى «مريم» من اختصها المولى به في سورة كاملة بكتابه العزيز، و«فخرالدين» أى أن للدين علياءه وسمو منزلته وفخر إسلامه... عندما ذهبت إليها الزميلة الكاتبة الصحفية الرحالة أمل سرور تنكشها في عام 1999 بعدما سقطت جدران الرومانسية خلال مسيرتها الفنية عبر 240 فيلماً أبرزها «ليلة غرام» و«حكاية غرام» و«رد قلبى» و«اللقيطة» و«ملاك وشيطان» و«الأيدى الناعمة» و«البنات والصيف» و«لا أنام» وأربع زيجات غير مستقرة مع محمود ذوالفقار، والدكتور محمد الطويل، وفهد بلان، وشريف الفضالى انطلقت مريم بصراحتها الطفولية المعهودة تعبر جامحة بلا قيود ولا ضابط للفرامل والسرعات عن رأيها في المسلسل التليفزيونى المقتبس من فيلمها التاريخى «رد قلبى» بعد 44 عاماً من ظهوره علي شاشة السينما.. وما كان متوقعاً من ملكة الرومانسية في الصبا ما قالته فى سن الانفلات المتقدم:
«ما أراه الآن باسم رد قلبى تهريج فى تهريج، بل يصل إلى حد التخلف والبلاهة والعته بكل معانى الكلمة، وكان على التليفزيون المصرى قبل عرض ذلك المسلسل أن يُجلس أبطاله كالتلامذة أمام الفيلم العلامة فى تاريخ السينما المصرية لمشاهدته مرات ومرات لاستيعاب أحداثه ودراسة أداء الشخصيات المحورية فيه، وعلى سبيل المثال بالنسبة لإنجى 99 الآنسة نيرمين الفقى لابد وإن كانت تعى جيدًا أن البرنسيسة تكون بوصة بمعنى الرشاقة وكمال الأجسام وقوام غص البان، لكن اللي حصل إن برنسيسة المسلسل تخينة وبتاكل محشى وبط وبتقزقز بطاطا، وكذلك الأمر بالنسبة لابن الجناينى «على» المفروض أنه الحبيب اللى لازم يكون جسمه مثالا للتناسق والرشاقة وزى السهم، لكن «على» في مسلسلهم المتخلف واكل علي الأقل نص خروف.. ياعالم يا هووه «روميو وجولييت» ومثلهم «قيس وليلى» و«إنجى وعلى» وكل الدويتوهات في قصص الحب الجميلة لازم أجسامها تبقى رومانسية متناسقة زى الخيال، زى رسوم تابلوهات اللوفر، زى نغمات الكمان، زى عزف سوناتا علي البيانو، زى قصائد الغرام، زى أطياف الأحلام، زى عصافير الكنارى علشان تتناسب مع زقزقة الحوار.. والنقطة الأخرى التي لا تقل أهمية عن كل ما قلته إن ملابس المسلسل كلها على بعضها غلط في غلط وتثير الضحك والسخرية، ومازلت أذكر أن مناقشة أزياء فيلم «رد قلبى» أخذت منا أكثر من شهر مع المخرج عزالدين ذوالفقار للوصول للمظهر المثالى المناسب الذى يعكس أجواء القصور الارستقراطية قبل الثورة، وفى جميع المشاهد لم أضع ولو مرة واحدة برنيطة فوق رأسى، لأنها لم تكن قد ظهرت في تلك الفترة وكانت أميرات القصر الملكى والوصيفات يرتدين اليشمك أثناء ظهورهن فى حفلات مبّرة محمد على..
الأميرات فوزية وفايزة وفوقية ونازلي ونسل شاه وهانزاده.. هذا علي عكس إنجى 99 اللي قاعدة تغيّر مع كل مشهد برنيطة، وكله إلا ملابس الفروسية اللى تهلك من الضحك.. ناس مش فاهمة حاجة خالص مالص، وأفتكر هنا لما أخذنى يوسف السباعى من إيدى علي ترزى فى مصر الجديدة متخصص فى ملابس الفروسية ويومها كلفتنى البدلة 700 جنيه والبوت الطويل 300 جنيه يعنى ألف جنيه بحالها في أيامها يعادلوا كام في التسعينيات فى وقتنا هذا، وكنت راضية وطايرة بجناحين وفخورة لأنى بطلة فيلم عالمى يسجل تاريخ مصر الثورة اللي لازم نطلع فيه بمقاسات المازورة والانضباط يعنى الهفوة غير مسموح بها، يعنى الكلمة اللي مش ولابد، لابد يحاسبنا عليها التاريخ، يعنى تصرف عفوي خارج عن إطار كتالوج الاتيكيت نأخذ عليها لفت نظر ودش فوق دماغنا، وأذكر أن المنتجة مدام آسيا كانت بتمشى ورانا كلنا من الأبطال للكومبارس في البلاتوهات بالمكواة في إيدها حتى لا تكشف عدسة الكاميرا مجرد كرمشة في جاكتة أو فستان.. وسألت روحى وأعيد عليكم السؤال معقولة أميرة بنت أمير وحفيدة أمير ومن العائلة المالكة تلبس الفستان أكثر من مرة في أكثر من مناسبة؟!!!.. أنا لما كنت إنجى 56 محال تلاقينى في مشهدين بفستان واحد ليه هو أنا أميرة وشحاتة؟! ماينفعشى.. ما يصحش.. بروتوكول القصور بيقول إن ده غلط وشغل فلاحين، على عكس إنجى 99 اللي بتلبس الفستان مرة واتنين وعشرة والدليل عندكم تلاقوه في فستانها البحارى الكحلى اللى دخلت فيه ماخرجتش.. البنت لا تعرف أو تعى الفارق ما بين إنها بتحب فستان بالذات وتلقى نفسها حلوة فيه وبين إنها تمثل دور يجب أن تكون فيه متجددة بتشف وترف.. ثم ليه لزوم المط والتطويل واللي نقوله في أول الكلام نعيده في آخرته مع مشاهد لا معنى ولا لزوم لها إلا من باب شد الأستيك لآخره، يعنى البطل إذا كان عايز يشرب شاى يقوم السيناريو يسيبه وحده فى الصالون الكبير تتمشى معاه الكاميرات وهو بيقلِّب في التماثيل والمفارش والشمعدانات وطقاطيق السجائر والتابلوهات ساعة زمن مهدرة كنا نظنه فيها سيكتشف خبيئة أو سرًا فى المكان مما يصنع قنبلة تقلب الأحداث رأسا على عقب، لكن والله العظيم تلاتة يظهر لنا إنه كان في انتظار حقيقى لشرب الشاى الذى يحضره له السفرجى علي صينية بعجل ويقف يصبه له ويقول له: اتفضل، يقوم يرد عليه: متشكر خالص...
وخلاص وينتهى المشهد العبقري كله علشان يعملوا أربعين حلقة.. كلها حكاية فلوس في فلوس واحنا نتفرج ويتحرق دمنا.. ونلعن في سرنا.. ثم علي أى أساس تم اختيار الممثلين إلا كما يبدو لنا من باب المجاملة والدخول ضمن تكايا المنتج والمخرج ونظام شيلنى واشيلك، والحلوة دي علشان بقك، والواد ده أخو مراتى جاملنى فيه وهاأردهالك!!
أيام «رد قلبى» أنا كنت زوجة محمود ذو الفقار شقيق المخرج عزالدين ذو الفقار زوج فاتن حمامة، وأتذكر وقتها أنه كان بيخرج فيلم «المرأة المجهولة» لشادية زوجة الأخ الثالث صلاح ذوالفقار، وحاولت أقول لمحمود إن نفسي أعمل الدور ده، وأقسم بالله العظيم إنه لبسنى الكرسى فوق دماغى.. زمان كنا عيلة واحدة.. صحيح كنا مفلسين وساعات ع الحديدة، لكن حب الفن كان يجمعنا، كان ما بيننا صلة الفن زى صلة الرحم، كان ما بيننا حبل سرى نتولد به، ومحال ينقطع حتى طلوع الروح.. مجانين وعشاق فن من ساسنا لراسنا، وأذكر الآن موقفاً لفريد الأطرش لما عزمته مرة علي العشاء وطبخت له الفاصوليا البيضاء باللحمة الهبر اللى كان بيموت فيها، وجاء الموعد وشفت عربيته من الشباك قمت أجرى أحضر السفرة.. وانتظرت ساعة وساعتين وجرس الشقة ماضربشى وفريد ماحضرشى.. قلقت.. نزلت أشوفه ولقيته.. لقيته قاعد علي كنبة البواب جنب عم عثمان وحواليه سكان العمارة عاملين كورس وهو نازل غناء لعثمان اللي قال له يا أستاذ نِفسى تسمعنى ويّاك ويّاك.. الروح دى ماتت وطلع روحها والجشع دلوقتى يشوه كل جميل ونبيل.. ونرجع مرجوعنا لإنجى 99 وآزداد عجباً من أن مخرج كويس زى أحمد توفيق سبق له عمل حاجات عظيمة يعمل دلوقت كده.. يخرج مسلسل زى ده؟!! حصل له إيه؟!.. حقيقى ما اعرفشى.. هناك حاجات صغيرة قد تبدو هامشية لكنها تدخل في صلب الموضوع وفي تجميعها تكتمل الصورة، وتدل علي مدى الفهم والاستيعاب للعمل، وعلي سبيل المثال هناك مشهد جمع ما بين الست إنجى 99 والسيد على اللى بتنزل فيه من العربية وتقول له: تعالي اركب، يقوم يركب، وبعدها تغمزه بفلوس وتقول له روح اشترى لك تذكرتين سينما، وتكون المصيبة إن هذا العلي يأخذ منها بالفعل الفلوس ويدسها في جيبه.. أبدًا وغير معقول ومحال تكون دى التركيبة النفسية لأبطال رواية يوسف السباعى اللى قدمها شكرى سرحان من 44 سنة لأن مشكلة على وتركيبته النفسية في الدراما المكتوبة قايمة على عزّة نفسه وشموخه وكرامته ولو كانت إنجى 56 عملتها معاه مش عارفة كان حيحصل لها إيه.. كان ضربها بالجزمة.. ولأن غالبية جيلي من أهل الفن الأصيل والزمن الجميل في حالة استياء شديد من المسلسل، فقد قلت للصديقة الحميمة الفنانة شادية وبالحرف الواحد «عملت خير بالحجاب ووالله لأتحجب أنا كمان بسبب هذا المسلسل» وعلي نفس الخط كان استياء الغالية نادية لطفي وأخويا يوسف فخرالدين اللى طلبنى من الخارج يعزينى في مقتل البرنسيسة إنجى على مذبح التليفزيون المصرى والمصيبة أنه بيسألنى: إزاى وافقت علي المهزلة المسلسلة؟!.. يوسف ببراءته كان فاكرهم عندنا بيسألونا قبل ما يسرقونا!!.. بعدها قررت قفل التليفزيون شاكرة لأصحابه لأنهم ساعدونى للتفرغ لختم القرآن الكريم في شهر رمضان المبارك بدلا من الفرجة علي مسلسل يصيب السليم بالتخلف العقلى، وإذا ما كانت إنجى 56 قد قالت لحبيبها «على» عندما جاء يتسلم صندوق مجوهراتها جملة واحدة هى: «رد قلبى» فإن مريم فخر الدين تقول في عام 1999 جملة واحدة أيضا هى «ردوا كرامتنا»!!
لغتنا الجميلة
كرهت روحى وكل صنف النساء عندما لجأت للفصحى للتعرف على أوصاف المرأة في لغتنا العربية الجميلة فلم أجدها جميلة ولا هى الحسناء الرقيقة الأنيقة، وصدمت بأنها فى فقه لغة التراث عند الإمام اللغوى أبى المنصور الثعالبى ليست سوى «بهكنة» إذ ما كانت حسناء الطلعة، و«ممكورة» أى مسمسمة، و«حزعبة» بمعنى رشيقة، و«عطبول» بمعنى طويلة العنق، و«عبقرة» أى ناعمة، والمرتجة فى مشيتها من فرط السِمنة «مرمارة»، ومن في كوعها الثنيات والهضاب «درماء»، والمدكوكة «مكدنة»، والمكورة «عركركة»، والمرتعشة «برهرهة»، والقصيرة «حنكلة»، والممصوصة «مصواء»، والخالية من العظام أى العِرَسية «طعوم»، وعظيمة المؤخرة «ردّاح»، وكثيفة الشعر «فرعاء»، والخجول «خريدة»، وصاحبة الدلال «عُروب» والشكّاكة المرتابة سيئة الظن «نَوار»، والشريفة العفيفة «حَصَان»، وأم العيال «نثور»، وأم الولد «بَرُوك»، وأم التوءم «متام»، وأم النجباء «منجاب»، وأم الحمقى «محماق»، والدلوعة التى يغشى عليها لأتفه سبب «ربوخ»، والمطلقة «مراسى»، والأرملة «فاقد»، والناشز «صلفة»، والنشيطة «شهلة»، وضخمة الثديين «حدّاء»، والنحيفة «قفرة»، والمشاكسة «عفلق»، والجامحة «رتقاء»، والسليطة «عزقانة»، والغجرية «صهصلق»، وقليلة الحياء «قرثع»، والوقحة «سلعفة»، وأم وش مكشوف «جَلعَة»، وأم فِشّة عايمة «مهزاق»، والأمورة المهاودة «قرور»، والمدلوقة «هلوك»، وسيئة الخُلق «زبعبق»، والبخيلة «عَضير»، والخرقاء «عوكل»، ومن يكرهها زوجها «صَلِفة»، والعزباء «فارغة»، والعروس «هَدِىّ»، والمحترمة «برزة»، ومن انقطعت لتربية أبنائها بعد وفاة زوجها «مشبلة»، ومن نوَت فطام صغيرها «معفرة»، والعذراء «بكر»، وصغيرة الأقدام «كزواء»، ونحيلة الذراعين «قدْشاء»، والناطقة بالعيب «مَجعَة».. وفي ترتيب مراحل سن المرأة فهى «كاعب» مع بوادر ظهور أنوثتها، و«ناهد» عندما يستدير ثديها، و«معصر» إذا أدركت، و«خود» في أوج الشباب، و«مسلف» إذا ما تجاوزت الأربعين، و«لصِف» على أبواب سن اليأس، و«شهلة» بمعنى إن ذبلت الوردة ريحتها فيها، و«شهبرة» أى عجوز متماسكة، و«حيزبون» عجوز متهالكة، و«رعبوبة» شعرها شايب، و«لطلط» هاتمة ومهكعة.. أما عن شَعر المرأة بلا كوافير فهو «جفال» إذا ما كان غزيرًا، و«حِف» مسترسلا، و«معلنكس» أى ملمسة كالفراء، و«مُنسدر» شديد النعومة، و«قطط» مجعدًا، و«مقلط» بمعنى أكرت، أما إذا هفهف وطار مع تيار الهواء فهو «مُغدودن»، و«سخام» في حالة المسترسل الطويل..
وأتوقف هنا لالتقاط الأنفاس ممتنة غاية الامتنان للفقيه الإمام الثعالبى بعدما حشدت لجعبتى من فيضه مخزونا من القذائف الفقهية اللغوية التراثية الموجهة لمن أضمر لها في نيتى قيعلة أى خطبة عصماء مستهلها: «جرى إيه يا عركركة يا فارغة يا ربوخ يا مصواء يا زبعبق يا سلعفة يا فاركة يا حيزبون يا قطط.. انت تطولي تبقى زيى سامقة وبرزة وعبقرة وحَصان!!
داعش.. ونجيب محفوظ
خطورة المنابر التي يعتليها أصحاب تيار التشدد والجمود والتخلف وزرع الفتن المبتعد عن الإسلام الصحيح، مما أصاب الكثيرين بالأمية الدينية وأدى إلي داعش والإرهاب والإخوان بمسمياتهم المقنعة الموتورة: بيت المقدس والنصرة والجيش الحر وكتائب القسام وحماس..
تلك الخطورة تنبأ بها نجيب محفوظ ليكتب عنها فى عام 1997 قصته القصيرة «القلوب الطائرة»..
«اعتلي منبر الزاوية رجل غريب.. وقبل أن ينال موافقة الإمام علي إلقائه الخطبة هتف بصوت جهير: (أيها الناس.. بسم الله الرحمن الرحيم)..
وانطلق يهدر بخطبة لم يسمع الناس مثلها من قبل. لا لأنها أبلغ الخطب، ولا لأنها أحكم الخطب، ولكنها كانت أعظم الخطب إثارة وتهييجاً وتسخيناً، وصمت المصلون ليتطلعوا، وتطلعوا صامتين وملأوا قلوبهم بكلماته النارية أو قل إنها امتلأت تلقائياً وبغير إرادة وذهل الإمام مع الذاهلين وهمس لنفسه: «أتوقع عواقب لم تكن في الحسبان». ولم يتنبه شيخ الحارة لخطورة الحدث إلا حين ترامت إليه تعليقات الناس، فلما أرسل بصره نحو المنبر ليرى الرجل الذى هيَّجَ تلك الزوبعة وأشعل تلك النار لم يجد له أثرًا.
وسأل شيخ الحارة الإمام:
{ أتعرف الرجل؟
- أبدًا.
{ كيف سمحت له بالخطابة؟
- كما يحلو لبعض الناس فلم أتوقع ما كان يخفى.
{ وأين ذهب؟
- اختفي كأن الأرض ابتلعته..
على أن الحارة لم تعرف الراحة منذ خاطبها ذلك الصوت تحمس له أناس، واتهمه كثيرون وثار الجدل، وانقلب في أحيان كثيرة إلي مشاجرات وسالت فيها الدماء. كل ذلك دون أن يظهر للرجل أثر. ولم يشهد واحد ممن سمعوه أو رأوه أنه من أهل الحارة، أو سبق أن رئى فى ربوعها أو مقهاها، حتى قالت امرأة هالها الشِجار والصراخ والدم.
- إنه عفريت جاء ليعبث بنا ثم رجع إلي مخبئه.
وحاول الإمام أن يدعو الناس للكف عن الجدل والخناق وصدامات الدم، وحاول شيخ الحارة، ولكن الجدل كان يزداد والخناق يتضاعف والدم على الناحيتين مراقًا..
وكثرت الأقاويل بلا دليل، قائل يقول: «كنت راجعاً إلى بيتى فى منتصف الليل حين ظَهَرَ لىّ وقال لىّ، وآخر يقول.. وهكذا دخلت الأقاويل في الأساطير والخرافات وازداد الأمر شدّة وارتعب الإمام إذ تصور نفسه يُسأل في وزارة الأوقاف..
وارتعب شيخ الحارة إذ خاف يوم يُسأل فى الداخلية. ولم تبق من الواقعة الأصلية إلا صورة باهتة تُروى عادة في صورة مختلفة، كذلك محيت الخطبة المثيرة أو كادت، ولكن الخصام استمر واشتد وأنذر بعواقب لا تسرُ أحدًا. ولم تخِف حيرة الحائرين إلا حين وقف أحد المجاذيب علي سلم السبيل فى يوم السوق وقال من خلال ريقه السائل: سيجىء الفرج بلا دليل، كما جاء الهرج بلا نذير»..
لطيفة النادى
البنت لطيفة عاملة التليفون في مصر للطيران ابنة محمد النادى أفندى الموظف بالمطابع الأميرية كان حلمها وهى قاعدة أمام لوحة الأرقام توصل مكالمة سيادة المدير كمال علوى للسيدة حرمه وتقول للكباتن عندكم اجتماع في الهناجر قبل الإقلاع، وتخرج من الخط والشباك والغرفة والمبنى وتطير بكرسيها فى السماء بزرار تطلع فوق المآذن والقباب والسحاب وشعاع الشمس القريب ينعكس علي سطح خوذتها، والقمر علي يمينها وبعدها علي شمالها، وتطوف تشوف الأهرامات وخزان أسوان وواحة الفرافرة ودير سانت كاترين وبورسعيد والقنال ولما تزهق من الفسحة والتحليق تبقي ترجع لنا على الأرض.. لم يكن فارس الأحلام عريس الغفلة، ولا ستائر عش الزوجية الحرير هى المبتغى، ولا البيات فى تبات ونبات وخلفة الصبيان والبنات هدف الوصول للطيفة النادى التليفونست التي ما أن طرق أذنيها أحاديث مسابقة الطيران المزمعة ما بين القاهرة والإسكندرية حتى استماتت لتحقيق حلمها.. ودخلت السباق بعد تدريب لم يستغرق 67 يوماً كانت دروسه مرتين فى الأسبوع تشجعها أمها ويكسر مقاديفها والدها بحجة العيب ومهنة الصناديد الرجال.. اليوم يحتفل العالم بذكرى ميلاد أول طيارة امرأة في مصر والشرق الأوسط فى 1907 والتي تعد ثانى طيّارة على مستوى العالم من بعد الأمريكية «إميليا إيرهارث»..
ولأنها كانت نهضة نسائية عارمة أضاءت أوائل القرن العشرين بقناديل التنوير قبل ما يحل الظلام ويسود ويغلق العقول فى أواخره بفعل الهجمة الشرسة علي المرأة بالذات ليزجوا بها داخل خيام متحركة لا تستطيع من ثقوب فتحاتها تحسس طريقها وليس لتخرج ذراعها لتسوق طائرة.. أيامها قامت الزعيمة هدى شعراوى بالدعوة للاكتتاب لشراء طائرة خاصة للرائدة النادى التى فتحت المجال الجوى للكتيبة النسائية الطائرة: زهرة رجب، ودينا الصاوى، ونفيسة الغمراوى، وعزيزة محرم، وعايدة تكلا، وليلي مسعود، وعائشة عبدالمقصود، وقدرية طليمات.. أى أنه كانت القبة السماوية منوّرة بالطيارات المصريات حتى عام 1945.. وبعدها أنزل الستار.. سادت الحُلكة وتسيد الظلام.. بعدها رجعت ريمة لعادتها القديمة.. سكت لطيفة على الطيارة وسلمت المفتاح لناس ادعوا ملكيته ونزلت تطالب بحقوقها من جديد.. سافرت الكابتن لطيفة لسويسرا تعيش هناك بقية عمرها إلي أوان رحيلها في 2002 تطير مع الذكريات.. يوم ما تسيدت الفضاء، ويوم ما اخترقت الغلاف الجوى، ويوم ما صعدت علي المنصة تستلم درع التفوق، ويوم ما صحبت والدها في رحلة فوق القاهرة بالطائرة ورجع متفاخراً يقول لوالدتها عفارم على البنية.. بنتك لطيفة بميت راجل يا هانم.
نقلا عن " الاهرام" المصرية


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.