أكد الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان"، أن الدولة سخرت كافة مؤسساتها وإمكانياتها، من أجل إخراج العمال العالقين في منجم الفحم الذي غمرته المياه، في وقت سابق، أمس الثلاثاء، في منطقة "أرمَنَك" بولاية "قرمان" جنوبي تركيا. جاء ذلك في التصريحات التي أدلى بها الرئيس التركي، مساء اليوم الأربعاء، أثناء زيارته التفقدية لمكان المنجم المنكوب، والتي أوضح فيها أنه وقت وقوع الحادث كان هناك 34 عاملا بالمنجم، وأن 16 نجحوا في الخروج، بينما علق 18 آخرون، حتى الآن، بسبب امتلاء المنجم بالماء، بحسب وكالة أنباء الأناضول. وتابع الرئيس التركي قائلا: "أجرينا حزمة من التعديلات القانونية فيما يتعلق بالمناجم عقب كارثة منجم صوما - بولاية مانيسا واسفرت عن مقتل حوالي 300 عامل - أكسبت عمال القطاع مزيدا من الميزات، لكن البعض من أرباب العمل لم ترق له تلك التعديلات، والبعض الآخر على العكس من ذلك، مع الأسف، كان واضحا أن عدم تقبل التعديلات سيؤدي إلى بعض المشاكل ". وأشار أردوغان إلى أنه بمجرد وقوع الحادث، توجه وزراء الطاقة والمواصلات والعمل إلى المنجم مباشرة، بينما جاء رئيس الوزراء وهو ووزيرة الأسرة، اليوم، عقب انتهاء مراسم الاحتفال بعيد الجمهورية ال91، وأوضح أن بعض النواب في البرلمان موجودين كذلك في مكان الحادث لتقديم الدعم لأسر العمال العالقين. وذكر "أردوغان" أن هيئة إدارة الكوارث والطوارئ التركية "آفاد"، وهيئة الأركان ووزارتي الصحة والأسرة، والعديد من البلديات، أرسلت جميعها فرق انقاذ للمشاركة في عمليات البحث عن العمال لإخراجهم من داخل المنجم، لافتا إلى أن القوات المسلحة خصصت طائرتين ومروحيتين للمشاركة في تلك الجهود، بحسب قوله. واستطرد "أردوغان" قائلا: "نحن ندير الآن عملية تحتاج دقة وصبرا وعزيمة، حتى يتسنى لنا إخراج ال18 عاملا من داخل المنجم"، مشيرا إلى أنهم ينتظرون من أصحاب العمل اتخاذ المزيد من التدابير الصارمة للحيلولة دون وقوع تلك الحوادث. وأفاد أن الجهات المختصة بدأت التحقيقات القانونية والإدارية للوقوف على ملابسات تلك الكارثة، مشددا على ضرورة انتهاء تلك التحقيقات في أسرع وقت ممكن، حتى يتنسى الوصول إلى نتائج توضح سبب الكارثة، على حد تعبيره. وأعرب "أردوغان" عن أمله في أن تسفر جهود الانقاذ المستمرة منذ ظهر أمس، عن إخراج العمال العالقين، سالمين من داخل المنجم، مضيفا "ولهذا نحن نبذل قصارى جهدنا، ونسخر كافة الإمكانيات لننقذهم من الخطر الذي هم فيه، وأن أدعو الله أن يحقق لنا ما نصبو إليه". ورافق الرئيس التركي أثناء زيارته لمنطقة الكارثة كل من رئيس الوزراء "أحمد داود أوغلو"، ووزير الأسرة والسياسات الاجتماعية "عائشة نور إسلام"، ووزير الطاقة والموارد الطبيعية "طانر يلدز"، ووزير العمل والضمان الاجتماعي "عمر جاليك"، ووزير المواصلات والاتصالات والملاحة البحرية "لطفي ألوان" وكانت المياه قد غمرت أمس، المنجم الموجود في بلدة "كوناي يورت" بمنطقة "أرمنك" بولاية "قرمان"، وتمكنت فرق الإنقاذ بحلول الساعة السابعة مساءً بالتوقيت المحلي، من إخراج 16 من العمال المحاصرين، في حين تتواصل الجهود لإنقاذ 18 آخرين.