محيط خاص : رغم الارتفاع الجديد لمستويات المخزون الأمريكي من النفط الخام وبصورة تجاوزت التقديرات السابقة، إلى إن أسعار الخام في الأسواق الدولية قد تمكنت من مواصلة صعودها، في إطار موجة التعافي التي تشهدها العديد من البورصات العالمية، وأسواق السلع الأولية بما في ذلك أسعار المعادن الرئيسية المستخدمة في الأغراض الصناعية. وقد ارتفع سعر الخام الأمريكي لعقود شهر يوليو الآجلة في بورصة "نيمكس" بنحو 85 سنتا مسجلة 51.81 دولارا للبرميل، كما ارتفع خام برنت في بورصة بترول الدولية بلندن بمقدار 58 سنتا مسجلة 51.36 دولارا. وأشار تقرير أوردته صحيفة "فايننشال تايمز" عبر موقعها الإلكتروني، إلى أن أسعار النفط منذ تعاملات اليوم السابق قد اتجهت لتجاهل بيانات ارتفاع المخزون من النفط الخام في السوق الأمريكي، والاتجاه بدلا من ذلك نحو التركيز على مستويات المخزون من وقود السيارات، والتي أظهرت انخفاضًا كبيرا قبيل بدء فترة انتعاش الطلب على الوقود في السوق الأمريكي مع تزايد حركة السفر بالسيارات خلال عطلات الصيف. وقد أظهرت بيانات وزارة الطاقة الأمريكية ارتفاع حجم المخزونات من النفط الخام في السوق الأمريكي الذي يعد أكبر سوق مستهلك للطاقة فى العالم، وذلك بنحو 4.1 مليون برميل في الأسبوع الماضي لتصل المخزونات إلى أعلى مستوياتها منذ حوالي 19 عاما، وهو ما يعكس استمرار انكماش الطالب على النفط، في ظل أجواء الكساد التي ما زالت تخيم على العديد من القطاعات الصناعية. غير إن ذلك الارتفاع في بيانات المخزون النفطي، قد تمكنت أسواق البترول من تجاوز تأثيراته في ظل التراجع الكبير لمستويات المخزون من وقود السيارات، والذي قدر 4.7 مليون برميل في الأسبوع الماضي. ويأتي الاستقرار النسبي لسعر النفط الخام حول مستوى ال 50 دولارا، رغم عدم ظهور أية بوادر انتعاش ملموس في مستويات الطلب العالمي، وذلك في ضوء مساعي " أوبك" لدعم الأسعار وتفادي المزيد من الانخفاضات الحادة، حيث تم الاتفاق على تقليص المعروض بنحو 4.2 مليون برميل يوميًا، وذلك مقارنة بالمستويات المعمول بها في شهر سبتمبر الماضي .