"حصن بابليون" أو مدينة الحصن، هوالجزء الأقدم في مدينة القاهرة، والحصن قد شيده الرومان عندما كانوا يحتلون مصر، في موقع استراتيجي للسيطرة على مصر على طول نهر النيل. ولقد دفع الاضطهاد أقباط مصر إلى الاحتماء داخل تلك الحصون، حيث أقاموا عدة كنائس وديرًا داخل الحصن، وعند المرور بموازاة الحصن ترى ذلك الانصهار بين الفن المعماري الروماني والقبطي. ويرجع تاريخ بناء حصن بابليون إلى القرن الثاني الميلادي، وقام بترميمه وتوسعته وتقويته الإمبراطور الرومانى أركاديوس في القرن الرابع، حسب رأي العلامة القبطى مرقص سميكة باشا. وقد استعمل في بناؤه أحجاراً أُخذت من معابد فرعونية وأكملت بالطوب الأحمر، ولم يبق من مباني الحصن سوى الباب القبلي يكتنفه برجان كبيران - وقد بنى فوق أحد البرجين الجزء القبلي منه الكنيسة المعلقة . ويضم حصن بابليون بين أرجائه حاليا مجموعة من الكنائس منها كنيسة القديس سرجيوس، التي لجات إليها العائلة المقدسة عندما جاءت إلى مصر، وكنيسة القديسة باربارة، والكنيسة المعلقة، وكنيسة مارجرجس. وفي بابليون ولد نظام الرهبنة في المسيحية، التي نقلها الأقباط عن الفراعنة، وانتقلت من مصر إلى أنحاء العالم المسيحي، وقد عُرف حصن بابليون لدى الناس باسم قصر الشمع. وقبل أن يفكر العرب في فتح مصر كان البيزنطيون قد اتخذوا من موقع منف العاصمة القديمة مركزا يتحكمون منه في شمال مصر وجنوبها متحصنين في حصن بابليون. سقوط الحصن ودخول الاسلام وعندما دخل عمرو بن العاص حدود مصر الشرقية على رأس جيشه فاتحا توجه رأسا نحو حصن بابليون باعتباره حصن مصر كلها، وفي طريقه وصل إلى قرية أم دنين وموقعها الآن عند جامع أولاد عنان في ميدان رمسيس بقلب القاهرة، فتوقف بجيشه للراحة وانتظار وصول الإمدادات التي طلبها من المدينة. واصل عمرو تقدمه وحاصر الحصن، وبعد حصار دام نحو سبعة أشهر استسلمت له حاميته العسكريّة، ودخل المسلمون الحصن واحتلوه في 9 إبريل سنة 641م، وكان سقوطه إيذانًا بدخول الإسلام إلى مصر. واستقر الجيش الإسلامي في منطقة حصن بابليون حيث نصب عمرو بن العاص فسطاط القيادة، وكانت الاسكندرية في ذلك الوقت مركزا حربيا وتجاريا هاماً للامبراطورية البيزنطية على البحر المتوسط، وكانت موطن الأسرة الاجنبية الحاكمة، ومركز الثقافة اليونانية الرومانية، وتتصل بحرا بطريق مباشر بالقسطنطينية عاصمة الإمبراطورية. عزم عمرو على فتح الاسكندرية، وتوجه بجيشه نحو المدينة وحاصرها ستة أشهر كاملة الى أن فتحها عنوة في ذي القعدة سنة 20 ه (أكتوبر سنة 641م)، وأقام بها الى أن استقرت له الأمور تماما، وفكر في أن يجعل منها عاصمة لمصر ومركزا لقيادته، إلا أن الخليفة عمر بن الخطاب رفض ذلك فعاد عمرو إلى موقع فسطاطه بجوار حصن بابليون في قلب مصر حيث العناصر الوطنية المسالمة التي كانت تنظر إلى المسلمين كمنقذين لهم من ظلم الرومان واضطهادهم المذهبي. قصر الشمع يعرف الحصن الرومانى بقصر الشمع أو قلعة بابليون وتبلغ مساحته حوالي نصف كيلومتر مربع ويقع بداخله المتحف القبطي وست كنائس قبطية ودير. وإطلاق اسم قصر الشمع على هذا الحصن يرجع إلى أنه في أول كل شهر كان يوقد الشمع على أحد أبراج الحصن. اقرأ فى الملف " مجمع الأديان .. أيقونة السياحة الدينية في مصر" * جامع عمرو بن العاص .. حضارة الإسلام وعبق التاريخ * المتحف القبطي .. مصر الخالدة * الكنيسة المعلقة.. شاهد على تاريخ الأقباط في مصر * معبد بن عزرا اليهودي .. حكايات واسرار * دير مارجرجس .. معجزات واسرار ** بداية الملف