قرر الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة إسناد مهمة تسيير قوات الأمن المنتشرة في محافظة "غرداية" غرب البلاد، والتي تشهد نزاعا طائفيا بين المالكيين والإباضيين، إلى قائد برتبة لواء في الجيش الجزائري، بحسب مصدر أمني. وقال المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته، إن "تسيير أكثر من 6 آلاف رجل أمن في محافظة غرداية (هي قوات تدخل سريع تابعة للشرطة والدرك الوطني) باتت تابعة للواء في الجيش الجزائري، وجاء هذا بقرار أصدره رئيس الجمهورية وأبلغه لنائب وزير الدفاع وقائد أركان الجيش الفريق قايد صالح خلال اجتماع معه الخميس"، نقلا عن وكالة "الأناضول" التركية. وحسب المصدر، فإن "اللواء شريف عبد الرزاق، قائد الناحية العسكرية الرابعة في الجيش الجزائري، والتي تشرف على عدة محافظاتجنوب البلاد بينها غرداية، هو المكلف بتسيير الأمن في المحافظة مستقبلا". وزار اللواء شريف عبد الرزاق الجمعة محافظة غرداية، حيث أجرى لقاءات مع عدة مسؤوليين عسكريين ومدنيين كما زار مناطق شهدت اشتباكات طائفية، حسب مصادر محلية. ويأتي القرار، بعد انفلات أمني قد شهدته المحافظة خلال الأسبوع الماضي نتيجة اشتباكات بين طائفتي المالكيين والإباضيين، مما أسفرت عن مقتل 5 أشخاص. وكما شهدت المحافظة مظاهرات نظمها المئات من عناصر الشرطة العاملين بغرداية أمام مقر مديرية الأمن، للمطالبة بالحماية في مواجهة أعمال عنف طائفي وتحسين ظروف العمل في هذه المنطقة، التي تشهد مواجهات طائفية متكررة منذ نحو 11 شهرا، وسقط خلالها عدد كبير من الجرحى في أوساط أعوان الشرطة. وبلغت حصيلة أعمال العنف في المحافظة منذ اندلاعها في ديسمبر الماضي، 18 قتيلا وعشرات الجرحى، إلى جانب تخريب واسع لمنازل ومتاجر وإدارات الحكومية.