أعلن وزير بالحكومة التركية أمس الأربعاء أن تركيا تتوقع من القبارصة اليونانيين التراجع سريعا عن قرار وقف المحادثات مع القبارصة الأتراك لإعادة توحيد الجزيرة واستئناف الحوار وإلا فانهم يخاطرون بالإضرار بفرص السلام في منطقة مضطربة. ووفقا لما جاء على وكالة "رويترز" للأنباء كان الرئيس القبرصي نيكوس اناستاسياديس قد جمد يوم الثلاثاء أحدث محاولة للتفاوض مع زعيم القبارصة الاتراك درويش إيروغلو على تسوية لانهاء تقسيم الجزيرة المستمر منذ 40 عاما مشيرا الى ما وصفه بمحاولات تركيا لعرقلة عمليات التنقيب عن الغاز في الجزيرة. وقال وزير شؤون الاتحاد الأوروبي فولكان بوزكير في مؤتمر صحفي لبحث التقرير السنوي للاتحاد الاوروبي عن مدى التقدم الذي أحرزته تركيا نحو تلبية معايير الانضمام إلى الاتحاد "هذا (القرار) مؤسف ولا أعتقد انه يمكن ان يستمر. أتوقع من الادارة القبرصية اليونانية ان تغير هذا القرار الخاطيء سريعا." ودعا بوزكير اليونان والولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي للتدخل للابقاء على محادثات السلام "هذا أمر محزن لانه يضر ببارقة الامل في منطقتنا التي تشهد مشاكل ضخمة... نأمل في ان يسهم أولئك الذين لهم مصلحة في السلام والاستقرار في المنطقة في تغيير هذا القرار الذي فاجأ الجميع." وأصبحت تركيا مرشحة رسميا للانضمام الى عضوية الاتحاد الاوروبي في عام 1999 لكنها دخلت في عملية انضمام مطولة تعثرت بسبب سجلها في مجال حقوق الانسان وسياساتها تجاه قبرص التي أصبحت بالفعل عضوا بالاتحاد. وغزت تركياقبرص في عام 1974 وتحتفظ بنحو 30 ألف جندي في الجزيرة. وهي البلد الوحيد الذي يعترف بجمهورية شمال قبرص التركية بينما يعتبر المجتمع الدولي القبارصة اليونانيين السلطة الوحيدة بالجزيرة. ويقول القبارصة اليونانيون إن تركيا تزمع اجراء عمليات استكشاف في البحر قبالة السواحل الجنوبية للجزيرة بدءا من 20 أكتوبر تشرين الاول مما يمثل تعديا على مصالحهم في منطقة سمحت فيها السلطات بالتنقيب عن الغاز. وكانت شركة إيني الإيطالية قد بدأت الشهر الماضي التنقيب عن الغاز في منطقة قبالة السواحل الجنوبية للجزيرة. وكرر بوزكير مزاعم تركيا بأن القبارصة اليونانيين يستغلون الموارد الطبيعية للجزيرة لمصلحتهم ويحرمون القبارصة الاتراك من نصيبهم.