حمل وزير شئون القدس بالحكومة الفلسطينية عدنان الحسيني، رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو مسئولية تفجير الأوضاع في مدينة القدس، محذرا من اندلاع "حرب دينية عقائدية لن يفلت من عقباها أحدا وستطال نيرانها الجميع دون استثناء". وقال الحسيني وهو أيضا محافظ القدس، في تصريح مكتوب وصل "الأناضول" نسخة منه اليوم: "إن نتنياهو يتغاضى عن ممارسات المستوطنين المتطرفين، ودعمهم في اقتحاماتهم المتزايدة للمسجد الأقصى المبارك وساحاته واعتداءات أفراد الأمن الإسرائيلي على المصلين المسلمين ومنع الآلاف من أداء عباداتهم في قبلتهم الأولى". وأضاف الحسيني أن "مدينة القدس ومقدساتها، وعلى وجه الخصوص المسجد الأقصى المبارك، بات يمر بتحديات خطيرة للغاية وأوقات عصيبة". وأشار إلى أن "الدعوات اليمينية المتطرفة لاقتحام المسجد الاقصى وتقسيمه في تزايد وبسط السيطرة عليه ومسلسل التهويد ماض على قدم وساق وبدعم مطلق من أصحاب القرار في الحكومة الإسرائيلية، فيما الأمتين العربية والإسلامية تغط في سبات عميق ومنشغلة بأحوالها والفلسطينيون باتوا وحيدين في معركتهم"، على حد قول الحسيني. وقال وزير شئون القدس ومحافظ المدينة: "إنه لعل ما جرى صباح اليوم الأربعاء من تصدي من استطاع من الفلسطينيين الدخول إلى المسجد الأقصى المبارك ومقاومتهم لقوات الاحتلال المدججة خلال تأمينها اقتحام قطعان المستوطنين إليه بمناسبة ما يسمى " عيد العرش اليهودي " واستخدام شتى أنواع الأسلحة، ومنها المحرم دوليا، بحق العزل خير دليل على تمسك هذه الفئة المرابطة من أبناء الأمتين العربية والإسلامية بمسجدهم وقدسهم". واستذكر الحسيني "مجزرة المسجد الأقصى التي اقترفتها قوات الاحتلال الإسرائيلي يوم 8 أكتوبر/تشرين أول 1990 وراح ضحيتها 21 شهيدا ومئات الجرحى والمعتقلين لدى صدهم اقتحام إسرائيلي للمسجد". ودعا الحسيني أصحاب الضمائر الحية في أرجاء العالم إلى دعم الفلسطينيين وتعزيز تصديهم لمخططات الاحتلال التهويدية التي تتعرض لها مدينة القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية وعموم الأرض الفلسطينية، والكف عن سياسة الإدانة والاستنكار والانتقال إلى الفعل العملي قبل فوات الأوان وتوفير الحماية الدولية لفلسطين وأهلها وفق ما دعت إليه المواثيق والقوانين والشرائع الدولية المعمول بها. وحذر وزير شئون القدس من أن الاعتداء على المسجد الأقصى ما هو إلا مؤشرا لحرب دينية عقائدية لن يفلت من عقباها أحدا وستطال نيرانها الجميع دون استثناء. وقال الحسيني: "إن أبناء الشعب الفلسطيني لن يدخروا جهدا في تعزيز وحدتهم ورص صفوفهم والتصدي وحماية مقدساتهم الإسلامية والمسيحية ودحر الاحتلال وإقامة دولتهم المستقلة بعاصمتها الأبدية القدس الشريف". وكانت الشرطة الإسرائيلية اقتحمت، صباح اليوم، ساحات المسجد الأقصى، مستخدمة قنابل الغاز المسيلة للدموع، لإخراج المرابطين من المسجد، قبل السماح لجماعات من المستوطنين باقتحام المسجد بمناسبة عيد "العُرش" اليهودي، ما أدى إلى اندلاع مواجهات بين الشرطة والمصلين، أسفرت عن وقوع إصابات لدى الطرفين.