مركز حقوقي يطالب بتحقيق دولي في حادثة إغراق مئات المهاجرين في البحر

طالب مركز حقوقي اليوم الأحد، بفتح تحقيق دولي في حادثة إغراق قارب يقل مئات المهاجرين غير الشرعيين غالبيتهم فلسطينيون في البحر الأبيض المتوسط قبل عشرة أيام.
وقال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان ومقره جنيف، خلال مؤتمر صحفي عقده في غزة، إن التحقيق يشمل الأماكن التي انطلق منها هؤلاء المهاجرون، والجهات التي تقوم بالاحتيال عليهم وإغرائهم بوعود غير حقيقية، وصولا لحادثة إغراق القارب عمدا، ثم تباطؤ السلطات في إنقاذ الناجين وانتشال الجثث.
وبحسب المرصد ، فإن قاربا يحمل مئات المهاجرين غير الشرعيين من فلسطين وسورية ومصر والسودان غرق في المياه الدولية بالبحر الأبيض المتوسط على بعد نحو 300 ميل بحري جنوب شرق مالطا في العاشر من الشهر الجاري.
وأوضح أن ما بين 400 و450 شخصًا بينهم نحو مئة طفل معظمهم من الفلسطينيين تعرضوا للإغراق المتعمد في عرض البحر، مؤكدًا أن -وفق الإفادات المختلفة وملابسات الحادث- معظم المهاجرين بالقارب فقدوا حياتهم.
وذكر المرصد أن فكرة الرحلة بدأت عبر وكالات ومكاتب سياحية في أماكن مختلفة، من ضمنها مكاتب في مصر ووسطاء في غزة، على أساس وعد بالوصول إلى أوروبا بسفن آمنة ومريحة، مقابل مبالغ مختلفة تراوحت بين ألفين وأربعة آلاف دولار.
ونقل المرصد عن ناجين على متن القارب قولهم إنهم تعرضوا للإغراق بشكل متعمد بعد صدمهم من قبل قارب يتبع للمهربين بسبب شكوتهم من سوء أوضاع نقلهم ورفضهم الانتقال إلى قارب أخر أكثر سوءً.
وبحسب المرصد ، توفي عشرات النساء والأطفال فور إغراق المركب، بينما بقي بين 100 و150 شخصًا يتمسكون بأطراف المركب وألواحه العائمة، لكن معظمهم فقدوا حياتهم بسبب الرياح الشديدة والبرد والعطش.
وحث المرصد الاتحاد الأوروبي على تقديم المساعدة العاجلة من أجل العمل على انتشال الجثث، وضمان احترام حق الأسر في معرفة مصير أبنائها الذين غرقوا في البحر.
وفي السياق ذاته قالت حركة "حماس" إن السبب الحقيقي وراء هجرة عائلات وشبان من قطاع غزة هي إسرائيل "التي تعتدي على أرواح الشعب الفلسطيني لدفعه إلى تفريغ الأرض".
وأكد القيادي في الحركة صلاح البردويل ، خلال مؤتمر صحفي عقده في غزة، أن "الكل الوطني والعربي والإنساني مطالب بوضع حدٍ لسياسة الهجرة بل وضع حدٍ للاحتلال والعدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني".
وقال البردويل إن " كل من يساهم في حصار غزة ويشجع الاحتلال على هذا الحصار لأهداف حزبية أو أيديولوجية أو سياسية هو مسؤول عن جريمة الموت غرقاً لعشرات المهاجرين هرباً من الحصار".
وأكد على "ضرورة الحزم في ملاحقة المهربين وشبكاتهم، سواء كانت خلفياتهم أمنية أو جنائية، وتقديمهم للعدالة بهدف وضع حدٍ لهذه الظاهرة الخطيرة التي أودت بحياة العشرات من أبناء شعبنا ومنهم عائلات بأكملها نساءً وأطفالاً ورجالاً".
كما طالب البردويل حكومة الوفاق الفلسطينية ب "ضرورة تفعيل الاتصال بكل الجهات الخارجية التي لها علاقة بعمليات التهريب، والتعاون لمنع هذه الظاهرة في المستقبل، والإسراع في رفع الحصار عن قطاع غزة".
ودعا القيادي في حماس إلى عقد مؤتمر وطني تشارك فيه الفصائل الوطنية والمنظمات الأهلية والشخصيات والمؤسسات الفاعلة كالتعليم والداخلية وغيرها للخروج بأنجع الطرق وأسرعها لإنهاء ظاهرة تهجير الفلسطينيين.