مع بداية فصل الصيف من كل عام, ينزح الملايين من البشر, من سكان المدن الحارة إلي المناطق الساحلية بحثا عن مياه البحر ورماله وهوائه . فقد اعتاد المصريون بمختلف طبقتهم الاجتماعية علي الزحف صيفا الى المدن الساحلية المختلفة للاستمتاع بالبحر والمياه الجميلة فالمصيف يعني لنا المرح والانتعاش والضحك واللعب والحب ،، ونسجل بها طوفان من الصور الساحرة لأسعد لحظات النزهات الصيفية لتبقى ذكرى خالدة فى اذهننا . ولكون "المصيف" لأبناء الطبقة المتوسطة والفقيرة ظاهرة حديثة نسبياً، فقد أدت تدريجياً إلي فرز المصايف علي أساس طبقي، بعد أن هجرت الطبقات الثرية الأماكن التقليدية للتصييف مثل الإسكندرية ورأس البر باحثة عن شواطئ أخري تتميز بالرقي وعدم الازدحام الطبقي فاتجهوه الي القرى السياحية والفنادق الراقية خلال الربع قرن الأخير. غير أن الطبقة المتوسطة والفقيرة التي يعتبرها البعض ذات سمات معينة لم تقبل بالهزيمة، فقررت ان تستمتع بأجازتها وتجد الملاذ للهروب من عناء العمل والكبد طوال العام وبأقل التكاليف الممكنة . فقد اجرى "محيط" عدة مقابلات لنرصد احوال المصريين خلال المصايف وبدأنا من الساحل الشمالي حيث الهواء النقي والاشجار الخضراء تملىء المساحات محاطة بمياه البحر الزرقاء النقية الخلابة وتنتظرها مظاهر الرفاهية على الشاطىء، بالاضافة الى الوسائل الترفيهية وسبل المعيشة من مطاعم وكافيهات ويخوت والعاب مائية وغيرها . الساحل الشمالي مصيف الاغنياء ويعتبر الساحل الشمالي مصيف الاغنياء والطبقات الراقية والمشاهير وكبار المسؤولين . واكدت لنا الدكتورة هبة طبيبة اطفال ان ميزانية تكاليف السفر الى الساحل كبيرة جدا فهنا كل شيء بثمن باهظ حتى كوب الماء ولكنها تتمتع هي واسرتها بالامان والنظافة والاجواء الخلابة والهدوء . واضاف عمر طالب بعلوم الكمبيوتر انه يفضل المجيء الى الساحل مع اصدقائه ليشعر بالانطلاق فهو يهوى الالعاب المائية والجلوس بالكفيهات المفتوحة حتى الصباح وحضور الحفلات الموسيقية والتعرف على اصدقاء جدد . رأس البر مصيف اقتصادي وانتقلنا الى راس البر حيث شهدنا الازدحام على الشواطىء وانتشار بائعي الفريسكة والفواكه والاسماك والعوامات وملابس الاطفال وعربة الجيلاتي والكرتة على الشاطىء ورأينا ايضا بهجة المصيفين واللعب واللهو وبناء القصور على الرمال . حيث اكد لنا عبد العزيز محاسب انه يأتى كل عام هو واسرته الى رأس البر فهو مصيف اقتصادي وموفر . واكدت فاطمة ام لاربع اولاد بمراحل تعليمية مختلفة بأنها تأتى الى راس البر سنوياً وتسمتع بالهواء الجميل فهو مصيف شعبي ومناسب للظروف الاقتصادية الخاصة بنا . المبيت على الشواطىء لتوفير مصاريف الاقامة ويؤكد حلمي حافظ (عامل بشاطئ رأس البر) أن "الاصطياف متعة للكبار والصغار، ولكن في ظل إرتفاع الأسعار المبالغ فيها وجنونها، وزيادة تكاليف الإقامة بفندق متوسط أو إيجار شقة مصيفية عن العام السابق، وجدنا الكثير من الأسر تأتي للشاطئ مع ساعات الصباح الأولى ثم لا يغادرون عند الغروب كما هو متبع". ويوضح أنه طبقاً لتعليمات إدارة الشاطئ يجب أن يرحلوا مع غروب الشمس إلا أن الادارة غالبا ما تتعاطف مع تلك الأسر وتتركهم على الشاطىء بشرط عدم السباحة في الليل بل تترك لهم حمامات الشاطىء مفتوحة خلال ساعات الليل، طالما لا ينزلون الماء، ويطلبون المبيت على الشاطئ فقط. واشار حافظ الى ان هذه الاسر اعتادت المجيء للشواطىء المجانية لتوفر مصاريف الاقامة لصالح المأكل والمشرب بما انهم لا يمكنهم الذهاب للشواطىء ذات رسوم الدخول المرتفعة لأنها لن تقبل بمبيتهم على الشاطئ. مصيف الغلابة لم تمنعهم الظروف الاقتصادية من العبث واللهو فى مياه البحر وذلك على غرار المصايف والشواطئ اطفال فى عمر الزهور وشباب بالغ هربو من حدة الحرارة وسوء الاحوال الى البحر وبالرغم من كمية التلوث الا ان الصيف يجبر الناس على الخروج من المنازل ،ولان الحاجة والالحاح الى التغيير يجبر الافراد على الذهاب للتمتع والتنزه فى هذه الشواطى. هنا فى القناطر تجد مجموعة من النساء يغسلون الاوانى وعلى الجانب الاخر تجد مجموعة من الاولاد يلهون فى المياه هذا محمود يصعد الكوبرى ليقفذ من ارتفاع 3 امتار وعند سؤاله لماذا تفعل هذا يقول انه مجرد لعب ولهو وسباق بينه وبين اقرانه من الاطفال فسكان القناطر من البسطاء ولايكفي دخلهم الا للطعام فقط اما عن الترفيه فلايوجد له مكان الا هذا البحر. عم عبد الحميد بائع متجول يقول ان كثيرا من الاهالي لا يستطيعون تلبية طلبات ابنائهم من الذهاب الى الشواطئ البسيطة فى الاسكندرية اوغيرها مما يضطرون الى الذهاب الى هذا البحر . واضاف فى هذه الاماكن لايوجد بها اى تواجد لاجهزة الامن وهو مايتسبب فى جعل البحر مطية للمهملات وبقايا الحيوانات او الحيوانات الميتة اوحتى صرف بعض مهملات المصانع البسيطة فى هذه الاماكن وهو الامر الذى قد يتسبب فى اصابة الكثير من الاطفال بالبلهارسيا وفى ظل الاهمال وعدم التمكن من العلاج يصاب الاطفال فى الكبر بامراض خطيرة . واضاف بأن حجم استيعاب شاطىء القناطر 150 شخصاً ،ويزيد الاقبال فى أيام العطل والإجازات الرسمية إلى ضعف هذا العدد، والكل يتحمل تحت شعار: «أهو الصيف كده يحب الزحمة والميه. أم عمر «55 عاماً»، حرصت على اصطحاب أبنائها ال6 من قرية «ذات الكوم» فى 6 أكتوبر، لقضاء يوم الإجازة فى مياه القناطر ، رغم ما يتردد عن تفشى عدوى التيفود فى بعض قرى القليوبية، وبررت عدم خوفها ب: " مافيش أمراض ولا حاجة، أنا باجى مع الولاد مرتين فى الشهر، واليوم الواحد فى مصيف القناطر بيقف عليا ب50 جنيه، يعنى حاجة ببلاش كده، والأولاد بيرجعوا مبسوطين، ده غير إن القناطر قريبة وبناخد أكلنا معانا وساعات بنصطاد سمك ونشويه على الشط " . واضافت حنان محمد، ربة منزل، بصحبة أطفالها من إمبابة، إلى منطقة الشلالات فى القناطر الخيرية، وقالت: " رغم أن الميه مش نضيفة ومليانة طين وفيه قمامة حوالين الخيم، لكن كله يهون عشان رخص المصيف.. وده بصراحة اللى بيشجعنا إننا نيجى". وجاء أحمد السيد من بنها بصحبة عدد من أصدقائه للعوم وصيد السمك، وقال: «أعلم أن الامراض منتشرة فى المياه، بس نعمل إيه، الواحد عايز يخرج يوم أجازته، وبناخد حذرنا ومش بنشرب من مية النيل، وأهوه ربنا بيسر