أعلن مسئول في النظام السوري أن المصالحة مع من تورطوا في حمل السلاح من السوريين هي السبيل الأمثل لحل الأزمة الحالية، واصفا هذا التوجه بأنه "ناجح إلى حد كبير في ريف دمشق". وأوضح راتب عدس نائب محافظ ريف دمشق، في تصريحات لوكالة "الأناضول" الإخبارية، أن هناك مصالحات تتم بشكل يومي وتدفع المئات ممن تورطوا في حمل السلاح إلى تسوية أوضاعهم. ومضى عدس قائلا: "إن الحكومة السورية ترى أن هذا هو السبيل الوحيد لحل الأزمة السورية "التي بدأت منتصف مارس/ آذار 2011"، بعيدا عن أي إملاءات تفرض على السوريين من الخارج". وجاءت تصريحات عدس على هامش مشاركته ضمن الوفد السوري في "المؤتمر العربي الثاني للحد من مخاطر الكوارث"، الذي انطلق اليوم الأحد، في منتجع شرم الشيخ "شمال شرقي مصر"، ويستمر حتى الثلاثاء المقبل. وتابع المسئول السوري: "بينما نحن هنا في شرم الشيخ نتحدث عن الكوارث الطبيعية التي تدفع المواطنين إلى الهجرة الداخلية، لدينا في سوريا هجرة من نوع آخر، نتيجة الأعمال العسكرية، لذلك فإن المصالحة هي الحل". وتوصلت الحكومة السورية وقوات من المعارضة، في أغسطس/ آب الماضي، إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في حيي القدم والعسالي بريف دمشق. وتنص بنود الاتفاق على وقف إطلاق النار بين الطرفين، وانسحاب الجيش النظامي من حي القدم، وإعادة نشر حواجز الجيش عند مداخله، وتنظيف الطرقات تمهيدا لفتحها أمام المدنيين، وإطلاق سراح معتقلي القدم والعسالي من سجون النظام. كما تتضمن إعادة الخدمات إلى الحيين، وإصلاح البنى التحتية تمهيدا لعودة المدنيين، وفتح الطرقات الرئيسية، والسماح بعودة الأهالي بعد إصلاح الخدمات. وجاء هذا الاتفاق في وقت لا تزال فيه مناطق مختلفة من ريف دمشق تشهد عمليات عسكرية من قبل قوات النظام، ومواجهات بينه وبين معارضين، تسفر عن سقوط العشرات من القتلى والجرحى. إلا أن المسئول في النظام السوري قال في حديثه لوكالة الأناضول إن "ذلك لا يمنع إبرام مصالحات مع مسلحين فضلوا تسليم أسلحتهم، وعدم الاستمرار في المواجهات". وفي المقابل، تتهم المعارضة نظام بشار الأسد بأنه "غير جاد في إبرام أي مصالحة". وقال الأمين العام للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية نصر الحريري، في بيان في يوليو/ تموز الماضي: "إن الحديث عن المصالحات في الداخل تحت أزيز الطائرات وهدير الدبابات، ما هو إلا حديث مكشوف وفاشل للتصدير الإعلامي، ولكن لم يعد يقع في مصيدته أحد". ومنذ عام 2011، تطالب المعارضة السورية بإنهاء أكثر من 44 عاماً من حكم عائلة الأسد، وإقامة دولة ديمقراطية يتم فيها تداول السلطة. غير أن النظام السوري اعتمد الخيار العسكري لوقف احتجاجات شعبية، ما دفع سوريا إلى معارك دموية بين القوات النظامية وقوات المعارضة، حصدت أرواح أكثر من 191 ألف شخص، بحسب إحصائيات الأممالمتحدة.