طالب الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، اليوم الخميس، كل القوى السياسية والوطنية في بلاده للوقوف صفًا واحدًا في مواجهة "حشود" جماعة الحوثي. وقال الرئيس اليمني، خلال استقباله أعضاء المجلس الأعلى للتحالف الديمقراطي الوطني، بالعاصمة صنعاء، اليوم، إنه "لابد من الوقوف صفًا واحدًا أمام الظرف الصعب الذي تزعزع فيه حشودات الحوثيين أمن العاصمة صنعاء وحواليها ومناطق كثيرة". وجدد هادي رفضه "القاطع لأي أجندات إقليمية خارجية على حساب أمن واستقرار اليمن"، مؤكداً أنه "سيعمل بكل السبل من أجل تجنّب الانفجار والعمل من أجل السلام والوئام والخروج السلمي"، وفق ما نشرته وكالة الأنباء اليمنية. ومضى قائلاً: "يكفي ما تعرّضت له صنعاء خلال الفترات الماضية". وأضاف الرئيس اليمني أن "الجمهورية والوحدة والنهج الديمقراطي ومخرجات الحوار وترجمتها على أرض الواقع هي قضايا لا يمكن المساس بها مطلقا أو السماح بالمساس بها مهما كان الأمر". ودعا الرئيس اليمني إلى "استلهام العبر لما يجري هنا وهناك"، في إشارة إلى الحروب التي تدور في سوريا والعراق وليبيا. وعبّر عن ثقته بأن "الجميع سيغّلب المسؤولية الوطنية والتاريخية ومراجعة النفس حتى لا يكون الندم بعد فوات الأوان"، لافتاً إلى "أن الاصطفاف الوطني الشامل لكل القوى الوطنية والحزبية والسياسية ووفقا لمخرجات الحوار الوطني الشامل هو السبيل الوحيد لتجنيب اليمن المزيد من الأزمات والكوارث". وفي العام 2008 تم إعلان التحالف الوطني الديمقراطي بين حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم حينها (يرأسه الرئيس السابق علي عبدالله صالح) و14 حزبًا هي أحزاب المجلس الوطني للمعارضة وحزب البعث العربي الاشتراكي القومي وحزب الرابطة اليمنية والتنظيم السبتمبري الديمقراطي ولاحقا أنضم حزب اتحاد القوى الشعبية. ومنذ 14 أغسطس/ آب الماضي، أقامت جماعة الحوثي خيامًا للاعتصام حول مداخل العاصمة، قبل أن تقيم خيامًا أخرى قرب مقار حكومية وسط المدينة وتنظم مظاهرات حاشدة تطورت لاحقاً إلى قطع طرق رئيسية، مطالبين بإقالة الحكومة التي يصفونها ب"الفاشلة"، وإلغاء قرار رفع الدعم عن المشتقات النفطية. ويتواصل التصعيد الحوثي على الرغم من المبادرة التي أعلنها الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، الأسبوع الماضي، لحل الأزمة، تتضمن إقالة الحكومة الحالية، وتسمية رئيس وزراء خلال أسبوع، وخفض أسعار المشتقات النفطية، والبدء بتنفيذ مخرجات الحوار الوطني، التي اختتم فعالياته في يناير/ كانون الثاني الماضي وأقر تقسيم البلاد إلى ستة أقاليم فيدرالية، بواقع أربعة في الشمال وإقليمين في الجنوب. وجاء تصعيد الجماعة، التي تتخذ من صعدة (شمال) مقراً لها، في صنعاء، بعد أن سيطرت على محافظة عمران (شمال)، الشهر الماضي، عقب هزيمة اللواء 310، ومقتل قائده العميد الركن حميد القشيبي. ونشأت جماعة الحوثي، التي تنتمي إلى المذهب الزيدي الشيعي، عام 1992 على يد حسين بدر الحوثي، الذي قتلته القوات الحكومية منتصف عام 2004؛ ليشهد اليمن 6 حروب (بين عامي 2004 و2010) بين الجماعة المتمركزة في صعدة (شمال)، وبين القوات الحكومية؛ خلفت آلاف القتلى والجرحى من الجانبين. ويُنظر لجماعة الحوثي بأنها تسعى لإعادة الحكم الملكي الذي كان سائداً في شمال اليمن قبل أن تطيح به ثورة 26 سبتمبر/ أيلول 1962.