أعلن عيسي قموه وكيل وزارة السياحة الأردنية، أن الحركة السياحية في بلاده شهدت نموا ملحوظا خلال الأشهر السبعة الأولى من العام الجاري، وخاصة المتجهة للمقاصد الدينية المسيحية، رغم الاضطرابات التي تشهدها المنطقة، لاسيما في سورياوالعراق وفلسطين. وأضاف قموه، في تصريحات خاصة لوكالة "الأناضول": "إن المؤشرات الرقمية للسياحة تؤكد نمو السياحة الأردنية، في مختلف المقاصد، مما انعكس على أداء القطاع بشكل عام". وارتفعت عائدات الأردن من السياحة خلال السبعة شهور الأولى من العام الحالي بأكثر من 10%، حيث بلغت 2.533 مليار دولار، مقابل 2.30 مليار دولار لذات الفترة من العام الماضي. وقال قموه: "إن حركة السياحة الدينية الوافدة إلى الأردن، وخاصة السياحة المسيحية، ارتفعت بشكل كبير خلال السبعة شهور الأولى من العام الحالي، حيث ارتفع زوار موقع المغطس التاريخي بنسبة 15%، وبعدد زوار بلغ 57 الف من إجمالي 2.3 مليون سائح زاروا الأردن خلال تلك الفترة". والمغطس هو موقع ديني مسيحى، دلت الوقائع التاريخية والمعالم الاثرية، أن السيد المسيح عليه السلام عُمد فيه، واعتبر قادة الفاتيكان المغطس ضمن المحطات الأساسية للحج المسيحي. وأشار قموه إلى أن زوار كنسية الخارطة الشهيرة، في مدينة مأدبا (جنوب) قد ارتفع بنسبة 18%، وبعدد زوار كلي بلغ 135 ألفا، فيما ارتفع زوار جبل نيبو 7%، وبعدد زوار اجمالي 104 آلاف زائر. وكنيسة الخارطة تشتهر بوجود أقدم خريطة أصلية مصنوعة من الفسيفساء للأراضي المقدسة على أراضي الكنيسة، وهى تعود إلى العصر البيزنطى، أما جبل نيبو فهو من اهم المواقع في رحلة الحج المسيحي، ويطل على وادي الاردن والبحر الميت والضفة الغربية والقدس، ويعدّ هذا الجبل واحدا من المواقع المقدسة في الأردن، اذ يرد في النصوص التوراتية أن النبى موسى عليه السلام، نظر من أعلى جبل "يعتقد انه جبل نيبو" إلى ارض كنعان التي لم تطأها قدماه. ويذكر أن الأردن مازال يحظر السياحة الدينية في بعض جوانبها، وخاصة أمام المسلمين الشيعة، حيث كانت هناك مطالبات من قبل إيران بفتح مقامات الصحابة الواقعة في الأردن، والتي يقدسها الشيعة أمام السياح الإيرانيين، وغيرهم من الشيعة إلا أن الطلب قوبل بالرفض. وقال قموه: "إن السياحة العربية بالأردن شهدت ارتفاعا، وعوضت التراجع الذي أصاب السياحة الاجنبية للأردن، حيث نمت السياحة العربية للبلاد بنسبة 2% خلال السبعة شهور الأولى من العام الجاري معظمها قادم من الخليج". وقال وكيل وزارة السياحة: "إن اضطرابات المنطقة، لم تؤثر على السياحة في الأردن، بل على العكس ساهمت في نمو السياحة العربية، حيث توجهت الأنظار الي الأردن بعد تعذر ذهاب السياح، إلى الدول العربية التي تشهد أوضاعا حرجة بخاصة في سوريا". وأضاف قموه أن عدد سياح "المبيت"، أي الذين يمضون اكثر من ليلة في الأردن، ارتفع بنسبة 3% خلال 7 شهور، وزادت عدد الافواج السياحية، التي تشكل90 إلى 95% من اجمالي السياح القادمين الى البلاد، بنسبة 12%، فيما ارتفع زوار المواقع الاثرية المختلفة بنسب مختلفة منها 3% لمدينة البتراء، التي فازت بلقب إحدى عجائب الدنيا السبع في عام 2007. كما زادت السياحة لمدينة جرش الأثرية، التي تعتبر من المدن الرومانية القديمة المهمة، بنسبة 17%أيضا خلال السبعة شهور الماضية من العام. وكان وزير السياحة الأردني، نضال القطامين، قد قلل في تصريحات سابقة ل "الأناضول"، من الآثار السلبية للاضطرابات، التي تشهدها المنطقة والأزمات، التي تمر بها كل من العراقوسوريا والحرب الاسرائيلية على قطاع غزة، على الموسم السياحي في الأردن، بل على العكس قال إن ذلك جعل السياح يتجهون إلى بلده، لانهم يعرفون المزايا التي يتمتع بها من تعدد المواقع السياحية والترفيهية فضلا عن الأمن والاستقرار. وقال القطامين إن إيرادات قطاع السياحة في الأردن، حقق نموا كبيرا خلال النصف الاول من العام الحالي، بنسبة 14%، مقارنة بذات الفترة من العام الماضي، ليبلغ 2.3 مليار دولار. ويوفر القطاع السياحي بالأردن، نحو 42 ألف فرصة عمل مباشرة، بينما يقدر عدد العاملين فيه بشكل غير مباشر بحوالي 130 ألفا. ويعتبر القطاع السياحي أكبر جاذب للاستثمارات، التي بلغت قيمتها نحو 4.5 مليار دولار تشكل الاستثمارات الأجنبية المباشرة 53% منها، فيما يبلغ إجمالي الغرف الفندقية في الأردن حوالي 30 ألف غرفة.