أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إنه "يتابع بقلق بالغ التقارير الخاصة بقافلة المساعدات الروسية التي عبرت الحدود إلى أوكرانيا دون إذن من السلطات الأوكرانية". ووفقا لما جاء على وكالة "الأناضول" للأنباء كانت موسكو قد ذكرت في وقت سابق أنها قررت إرسال القافلة بدون مرافقين من اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وذلك في الوقت الذي أعلن فيه مسؤولون في اللجنة الدولية للصليب الأحمر حاجتهم إلى ضمانات أمنية لمرافقة القافلة عبر منطقة الصراع في الجانب الآخر من الحدود. وأرسلت روسيا قافلة ضمت نحو 280 شاحنة إلى الحدود قبل أسبوع، وظلت القافلة عالقة على الحدود وسط مطالب من أوكرانيا بأن يقوم مسؤولو الجمارك لديها بتفتيشها وأن اللجنة يتعين أن تسلم المعونات. وحذر الأمين العام، في بيان أصدره المتحدث الرسمي باسمه، ووصل وكالة الأناضول نسخة منه، مساء الجمعة، من أن "أي عمل أحادي الجانب لديه القدرة على تفاقم وضع خطير بالفعل في شرق أوكرانيا". وقال الأمين العام في بيانه "مع الاعتراف بتدهور الوضع الإنساني، إلا أن أي إجراء من جانب واحد، بإمكانه أن يفاقم الوضع الخطير بالفعل في شرق أوكرانيا". وحث بان كي مون مجددا جميع الأطراف، وخاصة أوكرانيا والاتحاد الروسي، على "مواصلة العمل معا، بالتنسيق مع المجتمع الدولي، لضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق الأكثر تضررا"، مطالبا الجميع ب"مواصلة وممارسة أقصى درجات ضبط النفس وتجنب التصعيد". ورحب في هذا الصدد بإعلان الرئيس الأوكراني بترو بوروشينكو أن كييف سوف تفعل كل شيء ممكن لمنع عواقب أكثر خطورة نتيجة تحرك القافلة داخل الأراضي الأوكرانية". من جانبه، أعرب مندوب روسيا الدائم بالأممالمتحدة السفير فيتالي تشوركيناليوم الجمعة عن أسف بلاده لموقف كييف إزاء قافة المساعدات الإنسانية التي وصلت الي مدينة لوغانسك في شرق أوكرانيا يوم الجمعة. وقال السفير الروسي في مؤتمر صحفي عقده بمقر الأممالمتحدة بنيويورك "لقد أجرينا اتصالات رفيعة المستوى مع السلطات الأوكرانية بشأن قافلة المساعدات الإنسانية، وحصلنا على تأكيدات وموافقات من الجانب الأوكراني، ثم وجدنا البعض هناك يقول إنهم لم يتلقوا أوامر سياسية بعد بدخول القافلة، وأعتقد أنه يتعين التوقف عن هذه اللعبة". وأردف تشوركين قائلا "نحن نسعى إلى استصدار قرار من مجلس الأمن بشأن وصول المساعدات الإنسانية، ونذكر بتعاوننا مع أصدقائنا الأمريكيين في التوصل إلى قرار بشأن وصول المساعدات الإنسانية إلى سوريا دون موافقة دمشق". ومضى تشوركين قائلا "لقد وصلت القافلة إلى لودغانسك وقد أجرينا اتصالات مع الأمين العام بشأن القافلة، ورحب بها واعتبرها اشارة ايجابية، وحصلنا على تأكيدات من السلطات الأوكرانية بالموافقة على وصولها، وبعدها أخبرونا أن هناك أوامر بعدم قبولها، وأعتقد أن هذه اللعبة يجب أن تتوقف". وحول ما اذا كانت شاحنات القافلة ستعود أدراجها الى روسيا، قال السفير فيتالي تشوركين "أعتقد أنها ستعود، وهناك مشاورات جارية في هذا الخصوص، لكنني لست على علم بالتفاصيل الفنية". وتتألف قافلة المساعدات الروسية من حوالي 260 شاحنة تحوي مساعدات إنسانية تمس الحاجة إليها، وتقول السلطات الأوكرانية إنها دخلت البلاد دون إذن منها. وفي حوار مع إذاعة الأممالمتحدة، قالت فاليري آموس، وكيلة الأمين العام للشؤون الإنسانية إن "موضوع قافلة المساعدات الروسية لا تعالجه الأممالمتحدة بل اللجنة الدولية للصليب الأحمر". وأردفت قائلة "تجري معالجة هذه القضية من قبل زملائي في اللجنة الدولية للصليب الأحمر، لم تشارك الأممالمتحدة في أي من المفاوضات فيما يتعلق بهذه القافلة". وقال القائم بالأعمال في بعثة أوكرانيا الدائمة لدى الأممالمتحدة السفير أولكسندر بافليتشينكو إن بلاده تشعر بقلق بالغ إزاء العمل الأحادي من روسيا بإدخالها قافلة إنسانية إلى شرق أوكرانيا، مؤكدا أن كييف تعتبره "انتهاكا صارخا لسيادة أوكرانيا، ويشير الي الطبيعة العدائية المتعمدة لموسكو". السفير الأوكراني الذي كان يتحدث للصحفيين يوم الجمعة بمقر الأممالمتحدة بنيويورك، أكد أنه "لا يمكن تبرير هذا العمل من روسيا من منطلق أهمية توصيل المساعدات إلى شرق أوكرانيا". وأردف قائلا للصحفيين "وكما تعلمون فقد أرسلت الحكومة الأوكرانية مساعدات إنسانية في الرابع عشر من أغسطس /آب الجاري إلى سكان مدن وبلدات في منطقتي لوهانسك ودونتسك، وهي مناطق خاضعة للإرهابيين بشكل مؤقت". ونوه السفير الأوكراني الى أن حكومة بلاده قامت الخميس بإجراءات منح التصاريح للقافلة الإنسانية الروسية. وتابع قائلا "وعلى الرغم من منح تصاريح لعشرات الشاحنات، فإن روسيا قامت يوم الجمعة بنقل المساعدات الإنسانية إلى أوكرانيا متجاهلة بذلك المعايير الدولية، وبدون مرافقة اللجنة الدولية للصليب الأحمر وفق المتفق عليه".