الفرق بين تفكير داعش وعقلية الأزهرية محمود الجلاد قال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق إن العالِم الأزهري تتكون في عقليته مجموعةٌ مِن القواعد المنهجية بعد وقتٍ طويلٍ في المدارسة والقراءة في إطارِ منهجٍ صارمٍ وجوٍّ علميٍّ متناغمٍ تهدف في مجملها إلى تحقيق غايات محددة تتمثل في تفسير النصوص تفسيرًا صحيحًا،إدراك الواقع إدراكًا صحيحًا،معرفة المآلات معرفةً دقيقة ،تحصيل المقاصد الشرعية تحصيلًا تامًّا،، والإلتزام بالثوابت ،المحافظة علي الإيمان بالغيب. وأضاف أن هذه القواعد المنهجية يُفَسِّر العالِم الأزهريُّ النصوصَ مِن خلاله، وإنَّ أيَّ فهمٍ يخرج عن هذا الأساس أو يَكِرُّ عليه بالبطلان أو يتناقض معه فهو فهمٌ مرفوضٌ، يُحتم على الباحث أن يعيد بحثه حتى لا يكون ممن آمن ببعض الكتاب وكفر ببعضه أو ممن اتخذ إلهه هواه، وأول هذا الأساس قوله تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ﴾ . وتابع :بناء على ما سبق يَفهم العالمُ الأزهريُّ أنه عندما أُمرنا الله بالقتال، أُمرنا أن ندافع عن أنفسنا، وشرط ذلك أن يكون في سبيل الله، وأن يكون القتالُ تجاه مَن يقاتلوننا، ثم مِن غير عدوان، وهو ما يسمى بجهاد الدَّفْع؛ قال تعالى: ﴿وَقَاتِلُوا فِى سَبِيلِ اللهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ المُعْتَدِينَ﴾ ، فهذا مثالٌ حيٌّ لتطبيق هذا الأساس الذي سنفهم مِن خلاله ما صح من النصوص وليس العكس، أما الدواعش والسلفية والخوارج والقاعدة فيفهمون أن النصوص هي الأساس والأصل، فَصَيَّرُوا الأصلَ فرعًا والفرعَ أصلًا، وهذا خللٌ سبَّبَ كل هذه الفتنة. وأشار إلى أن الفرق بين عقليةٍ علميةٍ تأسست على أساسٍ علميٍّ رصينٍ مثل الأزهر وبين العقلية المتطرفة التي ظهرت لتعتديَ وتسفكَ الدماءَ وتجاهدَ تحت رايةٍ عَمِيَّةٍ عمياء، فإنها تتبنى رأي أعداء الإسلام في الإسلام، وتمثل تمثيليةً سخيفةً تُظهِرُ بها المسلمينَ بما لا يأمرهم به دينهم، وتقلب الأصولَ فروعًا والفروعَ أصولًا، وتلبس على المسلمين وغيرهم صورة الإسلام؛ قال الله تعالى: ﴿لِمَ تَلْبِسُونَ الحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ ، وسيظل الأزهر بعلمه وعلمائه ورجاله منارةً للإسلام ومقبرةً لهذا الفكر المتطرف الداعشي .