توعد وزير الداخلية الباكستاني نصار على خان، المحتجين المناهضين للحكومة، والمحتشدين حاليا في العاصمة "إسلام آباد"، بالتحرك السريع ضدهم "إذا ما دخلوا المناطق الحمراء"، بحسب قوله. ووفقا لما جاء على وكالة "الأناضول" للأنباء فقد جاءت تصريحات وزير الداخلية في الوقت الذي يواصل فيه كل من "محمد طاهر القادري" زعيم حزب "الحركة الشعبية الباكستانية"، و"عمران خان" زعيم حركة "العدالة الباكستانية"، تزعمهم لاحتجاجات شارك فيها الآلاف من أنصارهما في منطقة "أدباره" بالعاصمة. وجاء توعد وزير الداخلية الباكستاني، في مؤتمر صحفي عقده ، مساء أمس السبت، بعد تلميح "خان" إلى إمكانية الهجوم على مقر الحكومة، في الوقت الذي يدعو فيه رئيسها "نواز شريف" إلى الاستقالة، وإلا فإنهم سيواصلون احتجاجاتهم بالعاصمة. وتابع الوزير الباكستاني قائلا: "لن يتم التدخل لفض أي تظاهرة سياسية ديمقراطية، لكن في حال ما إذا اتجه المحتجون إلى دخول المنطقة الحمراء والتي تشمل المباني الحكومية وسفارات الدول الأجنبية، فإننا سنتدخل". وأوضح الوزير "خان" أنهم تلقوا معلومات استخباراتية تفيد أن انتحاري وعناصر "طالبان" دخلوا إلى مدينيتي "إسلام آباد"، و"روالبندي"، مشيرا إلى أنهم وسعوا من الحزام الأمني الذي فرضوه حول المتظاهرين منعا لتسلل أي من تلك العناصر بينهم. وأفاد أن هناك عملية عسكرية تشن ضد عناصر "طالبان" في وزيرستان الشمالية، وأن ألاف المواطنين يصارعون من أجل البقاء بعد اضطرارهم للنزوح من أماكنهم، في ظل ظروف إنسانية صعبة، على حد قوله، معربا عن أسفه لنسيان المعارضة مثل هذه الموضوعات الهامة. وكان المعارضان " خان"، و"القادري" ، قد قالا في تصريحات لهما أمس، إنهما سيواصلون التظاهرات الاحتجاجية في العاصمة حتى يتقدم رئيس الحكومة " شريف" باستقالته. وكان "خان" قد أعلن في أوقات سابقة، أنهم سيقومون في ال14 من الشهر الجاري بتنظيم مسيرة احتجاجية هى الأكبر في تاريخ البلاد، على حد تعبيره، لافتا إلى أن شعار هذه المسيرة سيكون "إعادة إحياء الجمهورية من جديد". ويتهم "خان" النظام في البلاد بتزوير الانتخابات العامة التي جرت في ال11 من شهر أيار/مايو العام الماضي، لافتا إلى أنه "طرق كافة الأبواب من أجل الحصول على العدالة، لكنه لم يحصل على شيء"، وأضاف "لذلك سنلجأ إلى الخيار الأخير وهو احتجاجات الشوارع". وانطلقت، الخميس 14 أب/أغسطس الجاري، تلك المسيرة التي أُطلق عليها اسم "الحرية"، في إشارة إلى الذكرى السابعة والستين لاستقلال باكستان، من "لاهور"، ووصلت مساء الجمعة إلى العاصمة "إسلام آباد"، التي تبعد 300 كلم. وتخللت مواجهات بين أنصار المعارضة والسلطات الباكستانية الجمعة، المسيرة الكبيرة للمعارضين الباكستانيين "خان" و"القادري". أصدرت المحكمة العليا بمدينة "لاهور" الباكستانية، أمس، قرارا إلى الشرطة بفتح دعوى جنائية بحق 19 شخصاً من بينهم رئيس الحكومة "محمد نواز شريف". وأفادت الأنباء أن فتح تلك القضية من قبل المحكمة، جاء للتحقيق في مقتل 14 مدنيا في الاشتباكات التي اندلعت بين قوات الشرطة، وأنصار حزب "الحركة الشعبية الباكستانية"، في مدينة "لاهور" في ال17 من حزيران/يونيو الماضي.