أعلن مصدر قبلي يمني أن الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، أعاد تكليف لجنة الوساطة بالنزول، اليوم الأحد، إلى محافظة الجوف، شمالي البلاد، والعمل على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار الموقع مع جماعة الحوثي. وأضاف المصدر في حديث مع وكالة "الأناضول" الإخبارية، مفضلا عدم الكشف عن هويته، أن الرئيس أعاد تكليف اللجنة السابقة، لكن أضاف إلى عضويتها: "محافظ الجوف محمد سالم الشريف، ومحافظ مأرب "شرق" سلطان العراده، وقائد الشرطة العسكرية اللواء عوض بن فريد". وأوضح المصدر أن اللجنة ستسعى إلى وقف إطلاق النار في جميع الجبهات، وتنفيذ محضر الاتفاق الموقع في الثاني من شهر أغسطس / آب الجاري بين الجيش واللجان الشعبية "مسلحون قبليون مساندون للجيش" من جهة والحوثيون من جهة أخرى". ويقضى هذا الاتفاق في مرحلته الأولى بوقف إطلاق النار بشكل تام بين الطرفين، ورفع المتاريس ومواقع التمركز المستحدثة من الطرفين منذ بدء المواجهات الأخيرة في إبريل / نيسان الماضي، وعودة المسلحين من الطرفين إلى أماكنهم السابقة قبل هذا التاريخ، وتسليم المواقع إلى لجنة الوساطة، وتبادل المخطوفين. فيما تتضمن المرحلة الثانية منه: "تسلم كتائب عسكرية من وزارة الدفاع مواقع الطرفين، وتأمين الطريق الرئيسي الواصل إلى مركز المحافظة". وفي الخامس من شهر أغسطس / آب الجاري باشرت اللجنة تطبيق بنود المرحلة الأولى من الاتفاق حيث بدأت في تسلم مواقع الحجر وحصن آل صالح والصفراء وهي مواقع في محافظة الجوف استعادها الجيش مع اللجان الشعبية بعد 3 سنوات من سيطرة الحوثيين عليها، قبل أن تتجدد الاشتباكات بين الطرفين في ال 12 من الشهر ذاته. وعلى خلفية تجدد المواجهات، أعلن محمد درعان، عضو لجنة الوساطة الرئاسية، أمس الماضي، فشل اللجنة في حل النزاع؛ بسبب "مماطلة الحوثيين وخروقاتهم المتكررة في الفترة الأخيرة"، لافتاً إلى أن اللجنة "قررت الانسحاب حتى لا يتم اتهامها من قبل بعض الأطراف بالخيانة والتواطؤ مع الطرف الآخر". قبل أن يصرح المصدر القبلي ل"الأناضول"، اليوم، بأن الرئيس اليمني أعاد تكليف اللجنة ذاتها بالسعي نحو تنفيذ الاتفاق، بعدما أضاف لها أعضاءً جددا. وأكد المصدر أن هناك إصرارا من قبل الرئيس اليمني هذه المرة لإيقاف المواجهات، والتعامل بحسم مع أي طرف يرفض تنفيذ التزاماته وفق الاتفاق. ولا يُعرف على وجه التحديد كيف ستتمكن اللجنة من تنفيذ الاتفاق في ظل تواصل الاشتباك بين الطرفين الموقعين عليه. ووفق مراسل "الأناضول"، تتواصل المواجهات، منذ أمس السبت وحتى الساعات الأولى من اليوم الأحد، في منطقة "السلمات" بالقرب من مديرية الغيل الواقعة غرب مدينة الحزم، عاصمة محافظة الجوف. كما تدور مواجهات بين القبائل والحوثيين في مناطق الحجر والساقية اللتين سيطرتا عليهما جماعة الحوثي في النهار قبل أن تنسحب في المساء إثر هجوم للقبائل؛ أسفر عن استعادة هاتين المنطقتين. وحشد كل طرف تعزيزات عسكرية من مناطق أخرى في محاولة لكسب المعارك على الأرض والسيطرة على مناطق النفوذ. وتعود بداية المواجهات الأخيرة في محافظة الجوف إلى أبريل/ نيسان الماضي. وتكمن أهمية الجوف في قربها من محافظة مأرب "شمال العاصمة صنعاء" التي تقع فيها حقول النفط والغاز، والذي يعد الرافد الأكبر لميزانية اليمن. ونشأت جماعة الحوثي، التي تنتمي إلى المذهب الزيدي الشيعي، عام 1992 على يد حسين بدر الحوثي، الذي قتلته القوات الحكومية منتصف عام 2004؛ ليشهد اليمن 6 حروب "بين عامي 2004 و2010" بين الجماعة المتمركزة في صعدة "شمال"، وبين القوات الحكومية؛ خلفت آلاف القتلى من الجانبين.